شيركو حبيب
ألف مبروك لعوائل شهداء الهجمات الكيميائية وضحايا الأنفال وجميع المخلصين، صدور قانون استحداث محافظة حلبجة لتكون المحافظة رقم 19 في تعداد محافظات جمهورية العراق الفيدرالي الاتحادي، بعد جلسة للنواب العراقي حضرها 178 نائباً، وشكلت فيها الكتل السياسية الكردية، والعراقية المعتدلة، قوة عدل نزولا على رغبة شعب مناضل.
أن تصبح حلبجة محافظة، فهذا حدث جلل، نتصور أَنه سيقلل من معاناة و آلام ذوي ضحايا الهجمات الكيميائية وضحايا الأنفال، ويواسي أرواح شهداء حلبجة، والأنفال من أبناء الكورد، بمن فيهم أنفال الفيليين والبارزانيين وكرميان وسوران وبادينان.
فهذه الجرائم لم تكن ضد القانون فقط، بل كانت ضد جميع القيم الإنسانية والأديان و الشرائع السماوية والديمقراطية والعدالة.
للأسف، كان بعض نواب البرلمان العراقي ضد مشروع قانون استحداث محافظة حلبجة، وهو موقف يتنافى مع مبادئ التعايش والوحدة التي يقرها الدستور العراقي الدائم، صحيح أن النظام قد تغيير، لكن مع الأسف هناك بعض العقول و والأفكار الشوفينية ماتزال متبنية لأفكار الاستبداد والفساد .
فرح أبناء شعبنا، لكن الشيء الأهم هو أن تنفذ الحكومة الاتحادية قرارات البرلمان والمحكمة الاتحادية وتعوض ذوي جميع الشهداء وضحايا هذه الجرائم.
عرفت حلبجة كرمز للمقاومة والتضحية ضد نظام استخدم الغازات الكيميائية ضد مواطنيها، في جريمة تماثل هيروشيما، رغم أن الثانية ارتكبتها دولة ضد أخرى أثناء الحرب العالمية الثانية.
كان ينبغي على المجتمع الدولي معاقبة تلك الدول والشركات في العام 1988، وقد اعترف ازلام النظام آنذاك، مثل علي الكيماوي وطارق عزيز، بالذنب، وفقاً لوثائق الأرشيف البريطاني، وخلال محاكمته أعلن علي حسين المجيد الملقب بـ علي الكيمياوي، بأنه مستعد مرة أخرى لتنفيذ القرار.
ما أسعدنا هو أنه إلى جانب قرار جعل حلبجة محافظة، وجدنا اتحاد الكتل الكوردية في البرلمان العراقي، والذي كان سببًا في هذا الإنجاز التشريعي الهام في هذه المرحلة الحرجة التي يعيشها العراق بكافة مكوناته في منطقة الشرق الأوسط الملتهبة .
هنا ينبغي الإشارة إلى دور الزعيم مسعود بارزاني الذي كثّف جهوده في هذا الصدد، بالإضافة إلى نضاله المستمر لأجل ضمان حقوق شعب كوردستان، وكذلك دور السيدين نيجيرفان بارزاني ومسرور بارزاني اللذين يسعيان دائمًا لخدمة الوطن.
إن تشجيع القوى السياسية الكوردستانية في بغداد على وحدة الصف والكلمة والدفاع عن الحقوق الكردية، كان الترجمة العملية للوحدة القومية التي تخدم قضايا وطنية بوضوح، فلا يمكن تصور تجاهل حكومة أو برلمان مطالب الكورد وهم أكبر قوة قومية وسياسية على أرض العراق، وهم دوما دعاة سلام ووحدة، لا يمكن تقدير موقف أو مستقبل لهذا الوطن دون شراكتهم، وهي عظيمة الأثر في كل القضايا و المحن، وتضحياتهم في خدمة العراق وحمايته من تنظيم داعش الإرهابي كانت واضحة للجميع.
لتفتح تسمية حلبجة محافظة صفحة جديدة في العراق بين من يريدون توافقا وشراكة مع الكورد، ذلك العرق النقي الأصيل الذي يسجل التاريخ دوما بطولاته ويفخر على صفحاته برموزه و أدوارهم في خدمة المنطقة والعالم، ولتبدأ رحلة الإعمار والتنمية والتطوير لأجل إضافة حلبجة إلى واحة الاستقرار والأمان الكردستاني، في ظل عراق اتحادي دستوري يعرف قيمة التعددية وميزات التنوع.