صفاء الكبيسي
اضرب معلمو العراق عن الدوام الرسمي في خطوة تصعيدية تهدف إلى الضغط على الحكومة من أجل تحسين أوضاعهم المعيشية وزيادة مخصصاتهم المالية، وسط تحذيرات أطلقتها وزارة التربية من تأثير هذا الإضراب على سير الخطة التعليمية وإتمام العام الدراسي الحالي. وكانت اللجنة التنسيقية للمعلمين والمدرسين في العراق قد دعت، في وقت سابق، إلى إضراب شامل للمطالبة بتحقيق حزمة من المطالب، أبرزها: شمول شريحة المعلمين والمدرسين بقانون الخدمة التربوية أسوةً بالخدمة الجامعية، وزيادة المخصصات المالية بمختلف أنواعها، مثل مخصصات تحسين المعيشة والمهنية، وبدل النقل، ومخصصات الأطفال.
وروَّج المعلمون الإضرابَ عبر صفحات التواصل الاجتماعي، مؤكدين أن حقوقهم تُهدر، وأن الإنصاف لا يتحقق إلا من خلال التضامن الجماعي والإضراب عن الدوام الرسمي.
وعلى خلفية هذه التحركات، أعلن وزير التربية، إبراهيم نامس الجبوري، استضافة نقيب المعلمين، عدي العيساوي، في جلسة مجلس الوزراء العراقي ، لمناقشة المطالب، كما عقد الوزير، بحضور الأمين العام لمجلس الوزراء حميد نعيم الغزي، اجتماعاَ مع نقابة المعلمين لبحث المطالب المقدَّمة من النقابة.
وشهدت المدارس في عموم المحافظات العراقية شللاً شبه تام، حيث بدت خالية من المعلمين والمدرسين، نتيجة الاستجابة الواسعة للإضراب. وأكدت إدارات المدارس أن “الإضراب سيكون له تأثير واضح على أداء الحصص الدراسية، ضمن الخطط التعليمية المقررة”.
وقال مدير إحدى المدارس في تربية الكرخ ببغداد إن مدرسته، كغيرها من المدارس، تشهد إضراباً عن الدوام الرسمي، موضحاً لـ”العربي الجديد” – بشرط عدم الكشف عن اسمه – أن “المعلمين لديهم الحق في الإضراب بسبب تدني الرواتب والمخصصات، بالإضافة إلى الغلاء المعيشي”، لكنه في الوقت ذاته أبدى قلقه من انعكاسات الإضراب على الطلاب، قائلاً: “لا نريد أن يؤثر ذلك سلباً على مستوى الطلاب التعليمي، فالتأخير في تقديم الحصص اليومية سيراكم المنهج عليهم”.
وشدد على أن “وزارة التربية والجهات المسؤولة مطالبة بإعادة النظر في سلم الرواتب غير المنصف”. من جانبه، قال أحد المعلمين المضربين، الأستاذ محمد المعموري، إن “الإضراب جاء للمطالبة بالإنصاف واسترداد الحقوق المسلوبة”، مضيفاً: “مرتباتنا لا تكفي سوى لعشرة أيام فقط من الشهر، وهذا ليس عدلاً”.
وأكد في حديثه : “نطالب برواتب تليق بالجهد الذي نقدمه، فالمعلم اليوم يُعد من الطبقات الفقيرة في المجتمع، ويعيش في أوضاع يرثى لها. إضرابنا ليس تخلياً عن رسالتنا التعليمية، بل هو وسيلة للمطالبة بحقوقنا”.
يُشار إلى أن مرتبات المعلمين في العراق تُعد من بين الأضعف، ولا تتناسب مع ارتفاع الأسعار في السوق المحلية، ما يدفع كثيرين منهم إلى البحث عن أعمال إضافية لتأمين احتياجات أسرهم ومتطلباتهم الأساسية.