ماجد زيدان
اختيار اماكن الجامعات في مختلف البلدان يحظى باهتمام كبير تراعى فيه شروط عديدة وليس مجرد تشيدها في مواقع فارغة او استئجار بناء غير معد لهذا الغرض ومن ثم اجراء تحويرات سريعة عليه بعيدا عن جهوزيته ليكون صرحا علميا يشار اليه على انه معلما في الموقع الجغرافي ..
ما دفعنا الى الكتابة عن هذا الموضوع هو تشخيص الجهات المعنية بشان مواقع بعض الكليات الاهلية اصبحت مشكلة مما حدا بها الى التوجيه بحلها والانتقال الى مواقع تتوفر بها شروط اقامتها ,وان بعضا من مقتربات الجامعات ومحيطها عموما يشوه مباني الكليات في الرقعة الجغرافية , فهي مليئة بالأنقاض والنفايات مثل كليتي الإدارة والاقتصاد والفنون الجميلة وسط مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى ,وسط غياب واضح لعمليات رفع المخلفات، الأمر الذي أدى إلى انتشار الروائح الكريهة وتكاثر الحشرات والقوارض في المنطقة والاضرار بالبيئة .
باختصار الموقع الجغرافي للجامعات يجب ان يكون على غير ما هو عليه من واقع ويحتاج الى عناية واهتمام ليكون مكانا جاذبا ليس للطلبة , وانما بمتنزهاته وجمال تصميمه ومرافق الخدمات القريبة منه , وبعيد نسبيا عن الازعاجات والازدحامات المؤثرة على سير الدراسة فيها ، وليست بعيدة عن المناطق السكنية ذات الكثافة البشرية للتخفيف من مصاريف الانتقال ، الى جانب توفير الاقسام الداخلية للطلبة بالقرب منها , ووجود مساحات للتوسع والاضافات من القاعات الدراسية مرورا بالمختبرات والمراكز البحثية , وغير ذلك مما يساعد على الدراسة ذات الجودة العالية والموفرة للطاقات والكفاءات للتنمية .
ان الجامعات الحديثة عبارة عن مدن علمية تضم مرافق ثقافيةٍ كالمكتبات وترفيهيةٍ كصالات الرياضة والمسابح والألعاب تغني الطلبة عن البحث عنها في اماكن اخرى , وتكون مناسبة للتدريب واجراء التطبيقات المؤهلة للطلبة لممارسة اعمالهم المستقبلية .
ان الجامعات , ايضا , تشكل بيئة ومرفق لما نطمح اليه من غرس للقيم والتطبع عليها لنقلها الى حياة الطلبة خارجها ,في البيت والمجتمع , وبذلك تسهم في اعادة التربية وتقويم الاعوجاج من الظواهر المرضية التي استفحلت في الحياة اليومية وامتدت حتى الفئات المتعلمة والمثقفة ..
ان العناية بالمحيط والمكان الجامعي مسالة في غاية الاهمية وينبغي ان يخضع الى التخطيط الاستراتيجي الاقتصادي والاجتماعي , وحساب مردوداته على الصعد كافة ومعالجة الواقع السلبي الراهن .