جدلية الصراع بين الفرد والمجتمع والدولة في العراق

التاخي – ناهي العامري

استضاف منتدى بيتنا الثقافي الاستاذ الدكتور مزهر الخفاجي لتقديم محاضرة بعنوان: جدلية الصراع بين الفرد والمجتمع والدولة في العراق.
بدأ الخفاجي محاضرته بتعريف الصراع، وقال هو حالة من التوتر والنزاع بين شخصين أو مجموعتين ، تحاول كل منها ان تتغلب على الاخرى ، وقد ينشأ الصراع بين تناقضات غير قابلة للموازنة، وبين إرادة معتقدات الناس، ويمكن ان يكون الصراع تعبير عن موقف انساني.
والصراع انواع:-
١- صراع النواقض، ويشمل تناقض في المواقف وقد ينتهي إلى النصائح أو القبول.
٢- الصراع التصاعدي ، بين جهتين أو دولتين، يبدأ بسيط وينتهي كبير، يمتاز كل منهما بإلغاء الآخر.
٣- الصراع التأريخي ، وقد خاض العراق هذا النوع بثلاث غايات، صراع بقاء (استقرار) ، صراع انتاج القوت، ثم خاض صراعاً ثالثا مع (البيئة والماحول والغازي) ، ثم انتصر العراق بسبب انه فكر بعقلية الانسان المجتمع والدولة وليس الفرد.
وعن انواع الصراعات المجتمعية فهي:
١- صراع مجتمع البداوة مع مجتمع التحضر، بين المجتمع المستقر والمجتمع الوافد المهاجر، وصراع الاحتلالات ( كوتية،عيلامية، حيثية، عثمانية، انكليزية، امريكان).
٢- صراع رجل الدين ورجل الدولة، (دولة ثيوقراطية – دولة أوتوقراطية- دينية – مدنية)
٣- الصراع المزمن بين الفرد المظلوم وزعاماته الظالمة.
٤- صراع الفرد مع البيئة الجغرافية .
٥- الصراع بين الفرد والاولغاركية القبلية.

بعد ذلك عرج الخفاجي الى سمات المجتمع العراقي بعد كل هذه الأحداث:-

١- الفرد والمجتمع كلاهما يميل الى العنف.
٢- صراعات مجتمعية تركت آثارها على المجتمع (كمقدمة للثورة والتمرد) .
٣- الصراعات القبلية المكوناتية على (الارض ، المال، السلطة)
٤- غياب الجماعة الوطنية.

وعن االعوامل التي فاقمت الصراع قال عنها كما يلي:-
١- غياب فكرة العدل الاجتماعي.
٢- الدولة المناكفة لحقوق مجتمعها.
٣- اعتماد الدولة على الجماعة الاقليات وغياب حق الاغلبية.
٤- غياب الدولة الحامية.
٥- اعتماد الدولة على الاقتصاد الريعي.
٦- لا مصلحة للفرد والمجتمع امام مصلحة الدولة العميقة (اولغاركيات، عوائل، اقليات) كانتونات.

وحول العوامل التي ساهمت في تدهور الشخصية العراقية قال: تشكلت داخل تفكير هذه الشخصية عقد عديدة، عقد تاريخية كبلد مناكف للسلطة ورافض لها وقابل بالقوى كحاكم له.
عقد اجتماعية ، فحواها صراع بين قيم البداوة وقيم التحضر (الحداثة) .
عقد اقتصادية ، تتمحور حول غياب مفهوم العدل النسبي.
عقد ثقافية، وهي غياب فكرة الوطن وحضور فكرة المكون الموالي (عرق، طائفة ، دين، قبيلة، حزب) لهذا وذاك أصبحت الطائفة فوق الوطن، العروبة فوق الوطنية، وامام ذلك غاب مفهوم المواطنة ، اي غياب فكرة الولاء بسبب تعدد ولاءات الفرد، علو الثانوي والفرعي على الاساسي.
واضاف الخفاجي: ادى ذلك بالطبع الى غياب النخبة الوطنية ، صاحب المشروع التنويري وحضور الرموز والأشخاص ( أي العمل الجمعي غائب بسبب غياب الطبقة الوسطى)، وبسبب العنف الذي تعرض له الفرد العراقي ، عنف الدولة ضد الفرد، عنف الفرد ضد الفرد، عنف الطبقة ضد الفرد، عنف وطمع الجار الاقليمي ضد الفرد، ادى الى ضياع الدولة وضياع الفرد، وبقى بقايا فرد وشخصيات مثقلة بالديون والهموم.
وختم محاضرته بذكر امكانية استقرار حال العراق، وهو أمر ليس بالمحال كما قال، عن طريق التداول السلمي للسلطة والمساواة والحرية المكفولة، وتوفير امن مجتمعي للوصول الى مرحلة الرفاه الاجتماعي ، كذلك تكريس فكرة المواطنة واعلائها دستوريا ومجتمعيا على فكرة المكونات.

قد يعجبك ايضا