محمد منصور
التربية الإعلامية من المفاهيم الحديثة التي تهدف إلى تمكين الأفراد من تحليل الرسائل الإعلامية وتقييمها بوعي ونقد، مما يجعلها أداة أساسية في مواجهة تحديات الإعلام وتأثيراته المتزايدة. تزداد أهميتها للمنسقين الإعلاميين في المدارس، حيث تساعدهم على التعامل بفعالية مع مختلف الوسائل الإعلامية وفق الأهداف التربوية والتعليمية .
ويواجه المنسق الإعلامي تحديات تشمل تنظيم الأنشطة الإعلامية وتقييم المحتوى الموجه للطلاب والملاك التعليمي وأولياء الأمور، مما يجعل التربية الإعلامية ضرورية لتطوير مهاراته في التحليل والاختيار الأمثل للرسائل الإعلامية. كما يحتاج إلى مهارات متعددة، منها التمييز بين المعلومات الصحيحة والمضللة، وتقديم محتوى يتماشى مع القيم التربوية، إضافة إلى استخدام الأدوات الحديثة مثل الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي في نشر رسائل تعليمية وتنظيم حملات توعوية. كما تعزز التربية الإعلامية التفكير النقدي لدى الطلاب والملاك التعليمي تجاه ما يُعرض في وسائل الإعلام، مما يساعدهم على بناء مواقف واعية قائمة على التحليل والتدقيق .
وفي إطار العلاقة بين علمين راسخين، هما التربية والإعلام، ينبغي أن تتحمل التربية الإعلامية مسؤولية تثقيف الناشئة والأطفال، متطرقة إلى قضايا جوهرية، ومواجهة الأفكار الهدامة في المجتمع، مثل الابتزاز الإلكتروني، وانتشار المخدرات، والتحرش، والتنمر، والمثلية، والعنف الإعلامي، وغيرها من القضايا الاجتماعية والسياسية التي برزت في هذا العصر الرقمي المتسارع والمليء بالإشكالات .
وتعتبر التربية الاعلامية ، جزء من الحقوق الاساسية لكل مواطن في كل بلد في بلدان العالم ، هكذا ترى منظمة (اليونسكو) اهمية التربية الاعلامية بسبب سلطة الاعلام المؤثرة في العالم المعاصر .
وكذلك تبنّت جامعة الدول العربية استراتيجية التربية الإعلامية، حيث استعرضت واقع التعليم العام العربي وتحدياته، وناقشت تعرض الطلبة لوسائل الإعلام والمشهد الإعلامي العربي، مما يبرز أهمية إدماج التربية الإعلامية في التعليم .
وأوصى وزير إلاعلام الحكومي الأردني خلال اجتماع مجلس وزراء الإعلام العرب باعتماد مناهج التربية الإعلامية في مختلف الصفوف المدرسية العربية، مع التركيز على فئة الطفولة لمواجهة مخاطر النشر الإلكتروني .
وبعد إدراج وزارة التربية العراقية (التربية الأخلاقية والهوية الوطنية) ضمن المناهج الدراسية، أصبح من الضروري وضع استراتيجية لإدراج وتعليم (التربية الإعلامية) في المدارس منذ المراحل المبكرة، بحيث لا تقتصر على التعليم التقليدي، بل تمتد إلى الأنشطة الإعلامية والفعاليات المدرسية، مما يساعد الطلاب على التمييز بين المعلومات الموثوقة والمضللة، ويشجعهم على التخصص في الإعلام، ويعزز دوره كأداة تنموية في المجتمع .