صناع التغيير يثقّفون الشباب لتعزيز حقوقهم

 

ساجد الحلفي

لا تخافوا من رفع الصوت والتعبير عن الرأي. في عالم يغرق في الخداع والتضليل، يتحوّل قول الحقيقة إلى فعل ثوري. قولوا الحقيقة من منظوركم. أخبروا كيف تعيشون وكيف تشعرون،” هذا ما أعلنته ديجانا ستوسيتش .

ستوسيتش مربية من صربيا في مجال حقوق الإنسان وناشطة في مجال السلام. وهي تعمل على مكافحة العنف الإنساني، بما في ذلك من خلال تثقيف الفتيات والشابات بشأن الحقوق الجنسية والإنجابية. وفي العام 2021، أنشأت على تويتر هاشتاغ . #NisamPrijavila (#IdidntReport) (لم أبلّغ)، وشرحت سبب عدم الإبلاغ عن العنف الجنسي.

وفي غضون ثلاثة أيام فقط، استخدمَت أكثر من 21,000 امرأة الهاشتاغ نفسه لإخبار قصصهن عن العنف الذي نجون منه ولكنهن لم يبلغن عنه يومًا .

كانت ستوسيتش تتحدث أمام فعالية حوار الشباب، التي نظمتها مفوضيّة الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان في قصر الأمم في جنيف، بالشراكة مع اليونسكو ومنظمة العفو الدولية ومنظمة سوكا غاكاي الدولية، في يوم حقوق الإنسان الواقع فيه. وأكّدت أنّ هؤلاء النساء الـ21,000 يشكّلنَ 21,000 سبب لإنهاء العنف الإنساني .

وأضافت ستوسيتش قائلة: “يجب أن ينتقل العار من جانب إلى آخر… يجب أن يكون منتهك حقوق الإنسان هو من يشعر بالعار، لا الضحية ” .

أتت الفعالية بعنوان “حقوقنا، مستقبلنا، فورًا” عبر التثقيف في مجال حقوق الإنسان، من أجل الشباب ومعهم ومن قبلهم. وقد جمعت أكثر من 150 مشاركًا ومشاركة من الشباب، من الجامعات والحركة الكشفية وشبكات الشباب ومنظماتهم، بالإضافة إلى ممثلي البعثات الدائمة، ضمن حوار استمر ساعتين وتناول حقوق الإنسان من منظور الشباب، ودور التثقيف في مجال حقوق الإنسان في تمكين الشباب من أداء دورهم كمواطنين محليين وعالميين، واتّخاذ الإجراءات اللازمة لدعم حقوق الإنسان الواجبة لهم وحقوق الآخرين وشارك في إدارة الحوار، بالإضافة إلى ستوسيتش، مربٍ شاب آخر في مجال حقوق الإنسان، هو سفيان حناني.

 وقد تناولهما مورد متعدّد الوسائط أتّى بعنوان صناع التغيير: قصص عن مربين شباب في مجال حقوق الإنسان، شارك في إنتاجه كل من مفوضيّة الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان ومنظمة العفو الدولية ومنظمة سوكا غاكاي الدولية، وهو يعرض قصصًا عن كيفية تغيير حقوق الإنسان والتثقيف في مجال حقوق الإنسان حياة الشباب، وإلهامهم لاتّخاذ إجراءات تهدف إلى إعمال حقوق الإنسان في المجتمعات من خلال التثقيف في مجال حقوق الإنسان .

سفيان حناني وديجانا ستوسيتش، في المقدّمة، يتحدّثان إلى مجموعة من الشباب خلال فعالية حوار الشباب في يوم حقوق الإنسان الواقع فيه 10 كانون الأوّل/ ديسمبر 2024. © أكاديمية جنيف .

وقد شدّد حناني قائلًا: “يجب ألا نخجل من الدفاع عن حقوق الإنسان. فبعض الناس لا يؤمنون اليوم بحقوق الإنسان، وهم لا يخجلون من التعبير عن رأيهم هذا. علينا أن نقوم بالشيء نفسه، لكن بهدف تعزيز حقوق الإنسان.

 من واجبنا كشباب أن نعبّر عن رأينا وعن نفسنا جهارًا، وأن نشعر بالفخر عندما ندافع عن المساواة بين الجنسين والعدالة الاجتماعية بشكل عام .

وقد أجاب كلّ من ستوسيتش وحناني على التعليقات والأسئلة العديدة التي طرحها الحضور من الشباب، وتحدّث من واقع تجربته الشخصية، وعن كيفية تمكنه من الحفاظ على حماسته كمربٍ وناشط في مجال حقوق الإنسان، على الرغم من العقبات التي تواجهه، وحتى التهديدات التي تلقاها، وناقش ضرورة التصدي للحركات المناهضة لحقوق الإنسان، بما في ذلك من خلال التثقيف في مجال حقوق الإنسان.

 كما عرض اقتراحات متنوّعة حول كيفية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والأدوات الرقمية لإشراك الجمهور في قضايا حقوق الإنسان وتحويل المشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي إلى عمل ملموس من أجل حقوق الإنسان .

وختم حناني قائلًا: “من المهم أن نحتفل بنضالنا من أجل حقوق الإنسان، بغية تسليط الضوء على عملنا وبثّ رؤية واضحة عنه، وتشجيع الآخرين على القيام بنفس العمل الذي نقوم به، وعلى القيادة. فالاضطهاد لا ينتهي، ويمكننا نحن أن نغيّر هذا الواقع وأن نؤثر عليه .

قد يعجبك ايضا