أربيل- التاخي
أكد رئيس إقليم كوردستان، نيجيرفان بارزاني، أن النظام في العراق فيدرالي اسماً لكنه ليس فيدرالياً مضموناً، مشيراً إلى أن عدم تطبيق الفيدرالية بشكل صحيح هو السبب الرئيسي للخلافات المستمرة بين أربيل وبغداد.
في حديثه خلال منتدى أربيل السنوي الثالث ينظمه مركز رووداو للدراسات، وانطلق يوم امس، أوضح أن تعامل بغداد مع إقليم كوردستان لا يزال مركزياً إلى حد كبير، مشدداً ضرورة وضع تعريف واضح ومتفق عليه للفيدرالية في العراق.
رئيس إقليم كورستان شدد على أن إلى أن النفط، كسلعة تجارية، يجب ألا يكون أداة سياسية، مؤكداً أن توقف تصدير نفط إقليم كوردستان كبّد العراق خسائر مالية تقدر بين 19 إلى 20 مليار دولار.
وأضاف أن جميع الإجراءات جاهزة لاستئناف التصدير، باستثناء بعض التفاصيل التقنية، معرباً عن أمله في استئناف العملية قريباً.
كما تحدث عن دور تركيا، الولايات المتحدة، وروسيا في حل هذه الأزمة، مشيراً إلى أن تركيا أعلنت دائماً استعدادها لتصدير نفط إقليم كوردستان، فيما بذلت أميركا وروسيا جهوداً كبيرة لدفع عملية استئناف التصدير إلى الأمام.
وبيّن في هذا السياق، أن أميركا سعت كثيراً لاستئناف تصدير نفط إقليم كوردستان، وروسيا أيضاً بذلت جهوداً، حيث يعمل الروس في إقليم كوردستان وليس الأميركيون فقط. لكن أميركا، كشريكٍ رئيسيٍّ للعراق وإقليم كوردستان، كان لها دورٌ في تشجيعِ الطرفين، وكذلك أنقرة، للإسراعِ في حلِّ هذه المشكلةِ.
فيما يتعلق بالخلافات بين أربيل وبغداد، شدد على أن قرار المحكمة الاتحادية العراقية كان واضحاً في عزل مسألة الرواتب عن النزاعات السياسية، وكذلك فعل رئيس الوزراء الشيء نفسه من أجل تأمين رواتب إقليم كوردستان، ولم يقصر قدر إمكانه.
كما أكد أن حكومة إقليم كوردستان تعامل بـ منتهي الشفافية مع بغداد، معرباً عن أمله في “ألا تصبح الموازنة الموضوع الرئيس في العلاقات بين الجانبين.
نريد معرفة مسار طريق التنمية
بشأن مشروع طريق التنمية، شدد على ضرورة أن يكون مشروعاً يوحد العراق ولا يفرقه، مشدداً على ضرورة معرفة المسار الذي سيسلكه هذا الطريق ليخدم جميع مكونات إقليم كوردستان والعراق على حد سواء.
وقال في هذا السياق: نناقش المشروع بجدية ومن الضروري أن يكون المشروع بحيث يفيد إقليم كوردستان أيضاً، ونأمل أن تنظر بغداد إلى المشروع بطريقة يكون سبباً لبناء الانتماء والولاء للبلد ويمر بمكان يفيد الجميع.
السوداني تصرف بحكمة
في الشأن الإقليمي، أشاد بارزاني بقرار رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، بمنع إرسال المجموعات المسلحة إلى سوريا، واصفاً القرار بـ الحكيم، وداعياً إلى تنظيم جميع الجماعات المسلحة ضمن إطار الجيش العراقي.
وقال إن رئيس الوزراء والدولة العراقية تصرفا بحكمة بالغة، ومنعا العراق من الاحتراق بنار ما يجري في المنطقة، منوّهاً إلى أن رؤية إقليم كوردستان هي أن العراق يجب أن ينأى بنفسه عن ذلك.
مستعدون لأي دور يحدث تقارباً في تركيا
كما أشار إلى ضرورة التوصل إلى حل سياسي في تركيا يشمل جميع مكونات المجتمع، معرباً عن أمله في أن يستجيب حزب العمال الكوردستان (PKK) والقوى السياسية الأخرى للنداء الذي سيطلقه عبد الله أوجلان.
بخصوص دور إقليم كوردستان في هذا الصدد، قال نيجيرفان بارزاني: كان لنا دور في السابق، وقد أكدنا الآن للجانبين أن إقليم كوردستان على استعداد لممارسة أي دور يؤدي إلى التقارب بين هذه الأطراف.
تجربة إقليم كوردستان لا يمكن استنساخها في سوريا
بشأن الأوضاع في سوريا، فأوضح أن ما حدث هناك كان غير متوقع حتى بالنسبة لأحمد الشرع، مشدداً على أهمية دعم العملية السياسية في سوريا لضمان تمثيل جميع مكوناتها.
وأشاد بدور تركيا الكبير والحاسم في حماية الكورد في حلب، مضيفاً: نحن نشكر الدولة التركية التي كانت على تواصل معنا وقدمت ما في وسعها، خاصة في الأيام الأولى.
لفت إلى أن تجربة إقليم كوردستان لا يمكن استنساخها في سوريا، قائلاً: ما فعلناه في إقليم كوردستان لا يمكن استنساخه في سوريا كما هو، فهذا مستحيل. لكننا نعتقد أنه يمكن البدء بعملية تؤدي في النهاية إلى أن تجد كل المكونات السورية نفسها في العملية السياسية، وسيكون ذلك نصراً كبيراً لسوريا وفرصة مهمة.
حول توقعاته للسياسة الأميركية، قال رئيس إقليم كوردستان لدينا علاقات جيدة مع الرئيسين إيمانويل ماكرون ودونالد ترامب، وكان لنا اجتماع جيد، لكن من المبكر أن نقرر كيف ستكون السياسة الأمريكية. المهم هو أن قرارات إقليم كوردستان تأتي في إطار العراق.
ورداً على سؤال حول الوضع في فلسطين ولبنان، شدد رئيس إقليم كوردستان على أن كل من لديه قضية لن يُقضى عليه ولن ينتهي بسهولة.
وقال بهذا الشأن: بالنسبة لحماس ولبنان، حدث شيء ما أضعفهم مؤقتاً، لكن المسألة تتعلق بشعب، ولن تُحل بالحروب أو القتل، بل تزيدهم الحرب إصراراً.