أربيل – التآخي
من المقرر أن تنفذ حركة حماس وإسرائيل عملية تبادل سابعة السبت بين رهائن ومعتقلين فلسطينيين، على الرغم من التوتر الذي ساد بعد أن سلمت الحركة الإسلامية جثتي طفلين من عائلة بيباس من دون والدتهما.
وأكد كيبوتس نير عوز الذي اختُطِفَت منه الرهينة الإسرائيلية شيري بيباس خلال هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، مقتلها السبت، بعد أن تسلمت إسرائيل جثة إضافية من حركة حماس.
وجاء في بيان صادر عن الكيبوتس “يعلن كيبوتس نير عوز ببالغ الحزن والأسى مقتل شيري بيباس (…) التي اختُطِفَت من منزلها في 7 تشرين الأول/أكتوبر (2023) وقُتِلت في الأسر في غزة”.
واتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الجمعة حماس بارتكاب “عمليات قتل مروعة”، فيما اتهمها الجيش الإسرائيلي بقتل الطفلين “بأيدٍ عارية” أثناء أسرهما في قطاع غزة.
وأكدت حماس أنها ستفرج عن ستة رهائن إسرائيليين كما هو مقرر السبت، وهم آخر الأسرى الأحياء المقرر تسليمهم لإسرائيل بحلول الأول من آذار/مارس بنهاية المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير بعد 15 شهرا من الحرب المدمرة التي حولت قطاع غزة إلى ركام واندلعت إثر الهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس في جنوب إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وأعلن نادي الأسير الفلسطيني أنه سيتم في المقابل الإفراج عن 602 من المعتقلين الفلسطينيين بينهم 50 محكوما بالسجن المؤبد. وأضاف أنه من المقرر إبعاد 108 من الأسرى خارج الأراضي الفلسطينية.
وقال نادي عائلات الرهائن إن الصليب الأحمر سيتسلم إيليا كوهين وتل شوهام وأومر شيم توف وأومير وينكرت الذين اختطفوا خلال هجوم حماس، بالإضافة إلى هشام السيد وأفيرا منغستو، وكلاهما رهينة منذ نحو عشر سنوات.
منذ بدء الهدنة، تسلمت إسرائيل 22 رهينة بينهم ثلاثة قتلى مقابل إطلاق سراح أكثر من 1100 معتقل فلسطيني.
وينصّ اتفاق التهدئة في مرحلته الأولى التي تنتهي في الأول من آذار/مارس على أن تطلق حماس سراح 33 رهينة، بينهم ثمانية قتلى، مقابل إطلاق إسرائيل سراح 1900 معتقل فلسطيني محتجزين في سجونها.
استخفاف
نظمت حماس والفصائل المتحالفة معها حتى الآن عملية تسليم الرهائن بعناية، وعرضت الرهائن الأحياء على منصات، ولكن الخميس، وفي أول عملية تسليم لجثامين القتلى، عرضت أربعة توابيت على منصة تعلوها صورة كاريكاتورية لنتانياهو.
وقالت حماس إن النعوش تحتوي على رفات أرييل وكفير بيباس اللذين كانا يبلغان من العمر أربع سنوات وثمانية أشهر ونصف عندما اخُتطفا، ووالدتهما شيري بيباس ورجل ثمانيني.
وكان كفير بيباس الأصغر بين 251 رهينة اختطفوا وما زال 67 منهم محتجزين في غزة، بينهم 35 قتلوا بحسب الجيش.
وأعلنت السلطات الإسرائيلية الجمعة أن شيري بيباس لم تكن من بين الجثث التي سُلمت الخميس، وأن الجثة الرابعة هي لامرأة من غزة.
وندد نتانياهو بما وصفه بأنه “استخفاف يفوق الوصف” ووعد بأنه سيتصرف “بحزم لإعادة شيري وجميع رهائننا، الأحياء والأموات”، وجعل حماس “تدفع ثمن الانتهاك الوحشي والشرير للاتفاق”.
حماس التي قالت إن الأم وطفليها قتلوا في قصف إسرائيلي في تشرين الثاني/نوفمبر 2023، أقرت باحتمال حدوث خطأ.
وفي وقت سابق قالت عائلة شيري بيباس التي أفرج عن زوجها والد الصبيين من غزة في الأول من شباط/فبراير، إنها لا تزال تنتظر أنباء عن مصيرها.
أكّدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر مساء الجمعة أنها سلّمت السلطات الإسرائيلية رفات جديدة، من دون أن يتبيّن للهيئة ما إذا كانت رفات الرهينة الإسرائيلية شيري بيباس.
وأفاد متحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر وكالة فرانس برس بأن فريقا تابعا للهيئة “تسلّم رفات تم لاحقا نقلها إلى السلطات الإسرائيلية. يتعذّر على اللجنة الدولية للصليب الأحمر تأكيد أي تفاصيل إضافية“.
وأعلن الجيش الإسرائيلي مساء الجمعة أنه ينظر في تقارير تفيد بأن حركة حماس سلمت جثة ثانية للصليب الأحمر يُعتقد أنها للرهينة الإسرائيلية شيري بيباس، وذلك بعدما سلّمت الحركة الفلسطينية جثة أولى الخميس تبيّن أنها ليست لوالدة الطفلين بيباس.
وقال المتحدث باسم الجيش نداف شوشاني على منصة إكس “يجري حاليا النظر في المعلومات حول شيري بيباس. ممثلو (الجيش) على اتصال مع العائلة”.
وقال المسؤول في وزارة الصحة الإسرائيلية جلعاد بودنهايمر “نحن نعيش أوقاتا صعبة وغامضة، ونأمل بألا تخيب حماس آمالنا”.
تأجيل المفاوضات
قالت حماس الأربعاء إنها مستعدة للإفراج “دفعة واحدة” عن كل الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في غزة خلال المرحلة الثانية من الاتفاق والتي كان مقررا أن تبدأ في الثاني من آذار/مارس. لكن المفاوضات غير المباشرة بشأن هذه المرحلة التي يُفترض أن تضع حدا للحرب بشكل نهائي، تأخرت مع تبادل الجانبين الاتهامات بانتهاك الهدنة.
أما المرحلة الثالثة والأخيرة فيجب أن تتعلق مبدئيا بإعادة إعمار غزة التي يعيش أهلها الذين شردتهم الحرب بين الركام في ظل برد قارس.
أسفر هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 عن مقتل 1214 شخصا على الجانب الإسرائيلي، معظمهم مدنيون، وفق تعداد لفرانس برس يستند إلى بيانات رسمية، بما في ذلك الرهائن الذين لقوا حتفهم أو قتلوا في الأسر.
وأدت الهجمات الإسرائيلية المدمرة إلى مقتل 48319 شخصا على الأقل في غزة، غالبيتهم مدنيون، وفقا لبيانات وزارة الصحة التابعة لحماس والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها. وتسببت الحرب بكارثة إنسانية في القطاع المحاصر.