مراكز الأبحاث وصنع القرار السياسي .. دراسة حالة إسرائيل المركز العربي للبحوث والدراسات

مع التقدم الكبير الذي يشهده العالم أصبح للبحث العلمي ومراكز الأبحاث دورا كبيرا في صنع القرار السياسي وصنع السياسات العامة، فالقرار السياسي يبني علي مجموعه هائلة من البيانات والمعلومات ولأن صانع القرار يحتاج إلى العديد من الخطط والبدائل التي يختار منها الأنسب والأصلح بعناية شديدة تبرز هنا أهميه مراكز الأبحاث، وتسعي الدول المتقدمة إلى تشجيع وإقامة العديد من مراكز الأبحاث وتحرص إسرائيل أشد الحرص علي إقامتها، لأنها تعتبر أن نجاح الدولة يتوقف علي وعيها الفكري، حيث تحتوي على أكثر من 50 مركزاً بحثياً.

 

مقدمة

 

برزت أهمية مراكز الأبحاث في أواخر القرن العشرين، وأصبحت هذه المراكز مؤشرا لتقدم الدول وتطويرها، وتقييمها للبحث العلمي، وقد اتسعت دائرة نشاطها في الكم والنوعية وتعددت إسهاماتها في مجالات عديدة، حيث أصبح القطاع الخاص يولي اهتمامه إلى إنشاء المراكز البحثية المتعددة المجالات إلى جانب القطاع الحكومي، وتحظي هذه المراكز البحثية في الغرب اهتماماً كبيراً، حيث حققت نجاحات عظيمه ومكانة مرموقة وصارت محل ثقة بالنسبة لصانع القرار فهي تساهم بدرجه كبيره في صنع القرار وصنع السياسات العامة، ولكن مع الأسف تتراجع أهميه هذه المراكز في الوطن العربي حيت يتم تهميشها إلى حد ما، ذلك بسبب ضعف تأثير هذه المراكز وضعف الدور الذي تلعبه هذا بسبب عدم تكليفها بمهام تقوم بها في الحياة السياسية  ويعد هذا سبب من أسباب تأخر الدول العربية حيث أن المراكز البحثية تقدم العديد من الخطط والبدائل ومقارنات بين القرارات التي تجعل صانع القرار يأخد قراره بناء علي خطط مدروسة وبيانات موثوقة وهو ما يؤثر إيجابياً علي القرارات السياسية .

 

المشكلة البحثية

 

توجه إسرائيل اهتماماً كبيرا بمراكز الأبحاث والبحث العلمي، وقد بدأ اهتمام الحركة الصهيونية بالبحث العلمي ومراكز الأبحاث منذ قيام دولة “إسرائيل”، فقد تم إنشاء معهد (هنريتا سالد) الذي أسس في عام 1941م، وتم إنشاء معهد فان لير للأبحاث عام 1959م، ليعمل كمركز للدراسات المتقّدمة وللخطاب الفكري العام، وأخذت مراكز الأبحاث في الانتشار، خلال التسعينات، حيث اهتم معظمها بإجراء أبحاث في مجال الدراسات الديمقراطية، كالمركز الإسرائيلي للديمقراطية، ودراسات السلام كمركز شيمون بيريز للسلام والمركز الدولي للسلام في الشرق الأوسط، ومعهد أبحاث إعلام الشرق الأوسط، ومقره الرئيس واشنطن (الحمامصي: 2016).

 

لكن على الرغم من طابعها المدني، إلا أن الأغلبية الساحقة من الكفاءات البحثية في المراكز الإسرائيلية الرائدة ذات خلفية عسكرية، حيث إن معظم هؤلاء خدموا كباحثين عسكريين أو شغلوا مواقع متقدمة في مؤسسات الجيش والاستخبارات المختلفة. وترجع هذه الظاهرة إلى حقيقة أن القضايا التي تبحثها هذه المراكز عالجها الباحثون العسكريون وكبار الضباط أثناء خدمتهم العسكرية، لاسيما في دوائر البحث وأقسام التخطيط الاستراتيجي. ولا تعد الخلفية العسكرية بديلاً عن التأهيل الأكاديمي، حيث إنهم جميعًا حاصلون على الماجستير وبعضهم حاصل على درجة الدكتوراه ( النعامي: 2017 )

 

حدود الدراسة

 

  1. الإطار المكاني

 

يدور الإطار المكاني لهذه الدراسة في فلسطين المحتلة (إسرائيل )، حيث أعطت إسرائيل مكانة كبيرة لمراكز الأبحاث، وتقوم هذه المراكز بدور كبير سواء بصوره مباشره أو غير مباشره في صنع السياسات العامة وصنع القرار .

 

  1. الإطار الزماني

 

تبدأ هذه من عام 2001 إلى عام 2019 في هذه الفترة كثرت الاهتمام بإنشاء مراكز بحثية بسبب بداية الحرب علي الإرهاب، وبدأ الاهتمام بمراكز الأبحاث باعتبارها مؤسسات فعالة تؤثر في صنع واتخاذ القرارات .

 

منهج الدراسة

 

يرتبط المنهج ارتباطاً وثيقاً بموضوع الدراسة وسنقوم بالدراسة من خلال منهج صنع القرار وينظر هذا المنهج إلى النظام السياسي على أنه ميكانزم لصنع القرارات،  وسوف نستخدم هذا المنهج في معرفه كيف تساهم مراكز الأبحاث في صنع القرار وصنع السياسات العامة و يقوم هذا المنهج علي عديد من المقولات:

 

1-   السياسة في النهاية هي عملية صنع قرارات، وعمليه صنع القرار هي أهم جوانب الدراسة السياسية

 

2-   يزعم أن الدولة هي الوحدة الأساسية في العلاقات الدولية، إلا أفعالها يقوم بها من يتحدثون باسمها، و عليه فإن الدولة بمعني ما :هي صانعو قراراتها .

 

3-   من الصعب تحديد صانعي القرار لأنه قد يكونون مسئولين صغار الشأن في جهاز صنع القرار أو أشخاص ليست لهم صفة رسمية مطلقاً .

 

وسيتم تطبيق هذا المنهج عن طريق معرفه مدي تأثير مراكز الأبحاث علي عملية صنع القرار السياسي وخصوصا إسرائيل . (بشير 2014, 46، 47)

 

المحور الأول – أهمية مراكز الأبحاث في صنع القرار

 

صنع القرار:

 

إن القرار السياسي هو كل قرار يصدر عن شخص ذي صفة رسمية من حيث التحديد المنهجي لعملية صنع القرار، فإنها تلك العملية التي تعنى بتحديد السلوك السياسي للدولة في المواقف المختلفة، كما أنها تحدد السلوك السياسي أو ردود الأفعال المنتظرة من الدول في المواقف الطارئة التي تواجهها، وتمر عملية صنع القرار في أي دولة بثلاث مراحل رئيسة، «وتتم فيها صناعة قرار ما»، هذه المراحل هي: مرحلة ما قبل القرار؛ وهي المرحلة الفكرية التي تمثل الإعداد الفكري والعلمي والمعرفي للقرار، ومرحلة ما بعد اتخاذ القرار؛ وهي المرحلة التنظيمية التي يتم فيها إعلان القرار، ومرحلة ما بعد القرار أو المرحلة السياسية.

 

و توجد أربعة نماذج لصناعة القرار وهي :

 

1- النموذج الفردي :و هو الذي يصدر عن شخص واحد

 

2- النموذج الحزبي : الذي تتجاهل فيه القيادة السياسية وأصحاب القرار السياسي المتغيرات المحلية والعالمية في مقابل التمسك بقوالب ثابتة في إصدار وتقديم القرارات .

 

3- النموذج البيروقراطي :و يعتمد فيه صانع القرار علي مؤسسات بيروقراطيه, وتحليلات وتفسيرات مشوهه، وبالتالي بدائل خاطئة وذلك بسبب رغبه الأفراد في التقرب من صاحب القرار .

 

4-  النموذج العلمي : ويتبع فيه صاحب القرار الوسائل والعلمية والمنهج العلمي والكوادر العلمية في اتخاذ القرارات. (حسان، 2018 )

 

وهذا النموذج هو الذي تقوم فيه المراكز البحثية بدورها ويظهر منه دورها البارز ونتائجها الملموسة، حيث تنحسر هنا الفردية في اتخاذ القرار ويبرز هنا المنهج العلمي والأسلوب الجماعي في اتخاذ القرارات.

 

مراكز الدراسات والبحوث وتطورها وأنواعها:

 

بصفة عامة، فإن مراكز الدراسات والبحوث تختص بالجانب السياسي للدولة من خلال دراسات الأمن القومي والاستراتيجية الدولية والاقتصادية والعلاقات الدولية والمستقبلية. هكذا قد أصبح لمراكز الأبحاث دور ريادي في قيادة العالم، وأصبحت هذه المراكز أداة لإنتاج العديد من المشاريع الإستراتيجية الفاعلة، لقد ازداد عدد هذه المراكز في دول العالم لاسيما في أوربا وأمريكا وتنوعت تخصصاتها في مختلف الميادين السياسية والاقتصادية والعلوم الأخرى.

 

ولقد كان الموطن الأول لهذه المراكز هو أوروبا ثم انتقلت إلى الولايات المتحدة ومن بعدها الاتحاد السوفيتي، وقد أخذت البحوث التنموية والعسكرية جزءاً أساسياً من عمل هذه المراكز رغم ان الاهتمام الأخير في ظل الحرب الباردة بين المعسكرين الغربي والشرقي موجهاً نحو البحوث ذات الجوانب العسكرية، ولقد تطور عمل هذه المراكز في الدول التقدمة بحيث أصبحت مصدراً مهماً يعتمد عليها في توفير المعلومات المطلوبة لاتخاذ القرارات من قبل السلطات العليا .

 

ومراكز الأبحاث هذه تستهدف غايات أكبر من مجرد البحث الأكاديمي، ولكنها تستهدف استراتيجية محددة من خلال المساهمة في صنع القرار العام .

 

تتعدد أنواع مراكز الأبحاث ويعتمد تصنيف هذه المراكز البحثية علي عدة معايير منها الاستقلالية أو تبعيتها إلى الأجهزة الحكومية، أو إلى أحد المؤسسات التعليمية التابعة إلى الجامعات، وتوجد أيضاً مراكز أبحاث مستقلة ومراكز أبحاث تابعة للحكومة أو من حيث التخصص فهناك مراكز متخصصة وهناك مراكز متنوعة أيضاً.

 

ونظراً لما تمتلكه مراكز الدراسات والبحوث من معارف دقيقة ومتخصصة، فإنها تؤدي أدواراً كبيرة في صنع السياسة العامة؛ لأن المعرفة المتخصصة التي تقدمها هذه المراكز من خلال الأنشطة العلمية المختلفة، تضاعف مستوى الوعي لدى صانع القرار والمؤسسات والأفراد، وتساعدهم على الربط بين الوقائع الميدانية وإطارها العلمي النظري، لذلك تهتم الدول الكبرى بإنشاء ودعم مراكز الأبحاث.

 

وحسب الإحصائيات في عام 2015م، فهناك 1828 مركزاً بحثياً في الولايات المتحدة الأمريكية، و426 في الصين، و287 في بريطانيا، تقوم هذه المراكز بإجراء تقييم شامل للسياسات السابقة بهدف معرفة جوانب القوى فيها لتعزيزها، وعلاج جوانب الضعف والقصور فيها، كما أنها تطرح آراء وأفكاراً جديدة وتقترح السياسات البديلة، وتدرس الآثار البعيدة المدى جراء اتخاذ سياسات معينة، سواء كانت هذه الآثار إيجابية أو سلبية.

 

المحور الثاني – مراكز الفكر في إسرائيل ودورها في صناعة القرار

 

بدأ الاهتمام بإنشاء مراكز الفكر من قبل قيام دوله إسرائيل، وإن بعض المراكز تم إنشائها من قبل قيام دولة إسرائيل، وهذا لإدراك رواد الحركة الصهيونية بأهمية البحث العلمي والعلم في قيام دولتهم الموعودة إسرائيل.

 

لا تعتمد صناعة القرار في إسرائيل علي الأشخاص والمؤسسات الرسمية المنوط بها ذلك فقط، حيث تشترك معها أيضاً مؤسسات غير رسمية وهي الأحزاب والنقابات العمالية ومراكز الفكر والدراسات .

 

ويدعى الإسرائيليون أن نظامهم السياسي نظام ديمقراطي برلماني مبني على تعدد الأحزاب، وأنه النظام الديمقراطي الوحيد في المنطقة، لكن الشكل الديمقراطي للدولة والتعددية الحزبية ليس إلا مجرد شكل بلا مضمون، فالديمقراطية الإسرائيلية تستبعد العرب شأنها في هذا شأن الديمقراطيات الاستيطانية.

 

بل يمكن الادعاء بأن الديمقراطية هي آلية من آليات الاستيطان تستخدم من أجل ترغيب المهاجرين وتأطيرهم واستيعابهم ضمن آلية عمل النظام، أما مسالة التمثيل النسبي فهي ضرورية لتركيز القوة في يد الأحزاب الكبيرة ثم لتمثيل القوى السياسية ضمان العمل في الإطار الصهيوني، كما يستخدم غياب الدستور في دعم المخططات التوسعية للدولة واستيعاب جميع الطوائف والانقسامات بين الجماعات اليهودية، علاوة على تكريس العنصرية ضد العرب. (المسيري، 1999، 222)

 

وترى إسرائيل أن الاهتمام بمراكز الفكر جاء مع ما تعيشه دول العالم من بروز الديمقراطية وعجز الحكومات الرسمية عن تلبية المطالب السياسية اليومية بسبب كثرة المشاغل، حينها لجأ أعضاء البرلمان طلب المساعدة من مؤسسات غير حكومية في حل قضايا هامة بمقابل مادي، هنا أدركت إسرائيل أهميه مراكز الأبحاث وبدأت في إنشائها .

 

مراكز الأبحاث في إسرائيل: الأسس والضوابط الفكرية

 

تعمل هذه المراكز الفكرية وفق لمجموعة من الأسس والضوابط الفكرية وهي :

 

– منطلقات تخص القومية، حيث تحرص علي عدم ظهور أي قوة قومية تنافسها في المنطقة، أما علي المستوي الاقتصادي ضمان السيطرة علي أكبر قدر من الموارد في المنطقة وتأمين خطوط الاتصالات والمواصلات

 

– منطلقات تخص العقيدة الإسرائيلية، خاصة القضية الفلسطينية والحفاظ علي أمن إسرائيل القومي والذي يعد الهدف الأسمى لها .

 

– ضرورة عمل مراكز الفكر من منطلق أن إسرائيل دولة قوية مصرة علي الحفاظ علي مبادئها ومصالحها بأي ثمن .

 

ويوجد في إسرائيل العديد من المراكز البحثية الموزعة علي الساحة السياسية، حيث تشكل مجموعة واسعة وغير متجانسة من أتساع نطاق الاستقلالية والتمويل والمواضيع، وهذا يدل علي مدي تأثير هذه المراكز في صنع القرارات العامة والسياسات العامة . (أبو عامر 2013، 76 -80 )

 

وعليه، فإنه يمكن القول أن مراكز الفكر الإسرائيلية هي عقول تفكر بعمق وبمنهج علمي سليم وعلى أسس علمية مدروسة وتقدم الحلول في أي مشكله تواجهها وتقدم إليها بناء علي هذه الأسس والقواعد .

 

وتعتبر إسرائيل أن الجامعات أيضاً هي مراكز أبحاث وذلك لحصولها علي ميزانيه كبيرة مخصصة للبحث العلمي وتملك 7 مؤسسات تعرف علي أنها جامعات وهي الجامعة العبرية في القدس وجامعة تل أبيب، جامعة بار أيلان، جامعة حيفا، معهد ألختيون، ومعهد وايزمان ( رمانه 2016 ).

 

وظائف مراكز الفكر في إسرائيل:

 

تمتلك مراكز الفكر في إسرائيل وظائف عديدة تتمثل في :

 

  • تعمل علي تحديد المشكلة وتتبع أحداثها وأثارها من خلال الدراسات والأبحاث المدروسة بعناية حول القضايا التي تواجهه إسرائيل داخليا وخارجيا .

 

  • تحسين عملية صناعة السياسة العامة ودعمها وتوعيه صانعي القرار والرأي ووسائل الإعلام .

 

  • تساهم في تنفيذ السياسة الخارجية والداخلية للدولة واستشراف المستقبل، وترويج أفكار الحكومة ودعمها في وسط الشعب .

 

  • تقديم النصح والمشورة لأجهزة الدولة، وتزويدها بالخبراء والمختصين حيث تعد مركزاً لتدريب الخبرات . (حسان 2006، 54)

 

ولقد حصلت الحكومة الإسرائيلية علي فوائد كبيرة من خلال التعامل مع مراكز الأبحاث فأصبحت تشجعها وتدعم وجودها وتمولها بشكل كبير أصبح لهذه المراكز تأثير كبير في صنع السياسات العامة وهي تؤثر في ذلك من خلال عدة طرق :

 

  • توليد أفكار وسياسات مبتكرة للحكومة .

 

  • تأمين مجال للنقاش .

 

  • توفر مجموعة جاهزة من المختصين والخبراء للعمل بالحكومة .

 

  • تضيف وسيلة تتوسط في حل النزاعات والمشكلات .

 

و تستعمل مراكز الفكر مجموعة من الوسائل للتأثير في السياسات العامة :

 

  • مساعدة المشرحين في الانتخاب

 

  • عمل الخبراء والباحثين في الحكومة من خلال الانتداب أو العمل المؤقت

 

  • فتح قنوات الاتصال مع الحكومة الإسرائيلية .

 

ويظهر هنا الأثر الكبير للمراكز الأبحاث من خلال اعتماد الحكومة عليها، وغالبا ما يعمل القادة السياسيين بعد خروجهم من الحكومة في هذه المراكز، أو يحدث العكس وينتقل الخبراء من مراكز الأبحاث إلى الحكومة, حيث يقومون في النهاية بتقديم الرؤى والخطط المتعلق بتقدم وأمن وأمان إسرائيل .

 

المحور الثالث – مقارنة بين مراكز الفكر في إسرائيل ومراكز الفكر في الوطن العربي والعالم

 

مراكز الفكر تعد ظاهرة جديدة نسبيا تم التوسع في إنشائها بعد الحرب العالمية الثانية، وهي تستهدف الاحتراف في العمل الحكومي، و تهدف إلى عمل الأبحاث التي تساعد العمل الحكومي، ولقد أدرك الغرب أهمية هذه المراكز وتوسعوا في إنشائها أما في الوطن العربي للأسف لم تحظي بأهمية كبيرة أو لم يتم الاهتمام بها بالطريقة الصحيحة أو المطلوبة أو لم يتم إعطائها المكانة والمهام التي تستحقها .

 

 

ويبلغ عدد المراكز في الوطن العربي 305 مركز والجدول الأتي يوضح أين تتركز هذه المراكز وذلك حسب تصنيف جامعة بنسيلفانيا الأمريكية لمراكز الأبحاث في الوطن العربي:

 

 

 

يمكننا ملاحظة أن مراكز الأبحاث في الوطن العربي لا تحظي بنفس المكانة التي تحظي بها مثيلاتها في العالم الغربي، وذلك علي الرغم من انتشارها ووجودها علي الساحة ويعود ذلك لعدة أسباب أهمها:

 

– متطلبات الممول في طريقة طرح الموضوع وترتيب أولوياته .

 

– وجود فجوه بين مراكز الأبحاث ومتخذي القرار وأفراد الحكومة .

 

– عدم تقدير مكانة مراكز الأبحاث وتهميشها، حيث أن أجهزة الأمن في الدولة تعتقد أن هي وحدها المنوط بها إصدار الأبحاث والدراسات .

 

– الترويج لسياسة أو أفكار معينة .

الترويج لسياسة أو أفكار معينة .

 

و قد حدث تطور كبير في مراكز الأبحاث ووصل عددهم إى 6480 مركزا متخصصا في مجالات متنوعة حيث أدك الغرب أهمية هذه المراكز مبكرا ويوضح الجدول الأتي تصنيف هذه المراكز في العالم:

 

المصدر : تقرير جامعة بنسيلفانيا لتصنيف وترتيب مراكز البحث العلمي

 

وتوضح الخريطة التالية توزيع مراكز الفكر في القارات:

 

مراكز الأبحاث وصنع

وهنا نجد أن الوطن العربي يعاني من نقص في مراكز الأبحاث والتي تساعد بشكل كبير علي تقدم الدول وتحقيق الديمقراطية فلذلك من الضروري البدء في إعطاء هذه المراكز الاهتمام والمهام التي تحتاجها .

 

الخاتمة

 

ارتكزت هذه المقالة علي دور وأهمية مراكز الأبحاث في في صنع القرارات والسياسة العامة وخاصة في إسرائيل وكيف تستغل هذه المراكز وتدعمها لأنها سبيلها في التقدم والحفاظ علي وجودها وأمنها، وأيضاً استعرضنا وجود هذه المراكز في العالم والوطن العربي وتبين أن الوطن العربي لم يدرك بعد أهمية هذه المراكز وقد أدركها الغرب منذ السبعينات وحرصوا على انتشارها ووجودها بقوة حتى تكون عوناً للحكومة في تحقيق أهدافها وغاياتها، فمن المفترض أن يدرك الوطن العربي الآن أنه في غفلة ويسلط المزيد من الضوء علي مراكز الأبحاث .

 

(*) ورقة بحثية منقحة ومطورة من دراسة قدمتها الباحثة ضمن تكليفات مقرر دراسات استراتيجية – الفرقة الثالثة – قسم العلوم السياسية – كلية السياسة والاقتصاد بجامعة بني سويف العام الأكاديمي (2019 – 2020).

 

المراجع والمصادر

 

الكتب

 

– هشام بشير “المناهج وطرق البحث في علم السياسة “، جامعة بني سويف، الدليل للدراسات والتدريب، 2014، ص 46، 47

 

– بولهام أميره، بوزاعة نهاد، “صنع السياسة العامة في إسرائيل ودور مراكز الفكر فيها “، المركز الديمقراطي العربي للدراسات الإستراتيجية والسياسية والاقتصادية، الجزائر، 2018

 

الدراسات والأوراق البحثية

 

– مباركية أمين ” دور مراكز الفكر الإستراتيجي think tanks في صنع القرار في السياسة الخارجية الإسرائيلية “، جامعة المسيلة، 2018

 

– عدنان عبد الرحمن أبو عامر، “مراكز البحث العلمي في إسرائيل، السياسات، الاهداف، التمويل ”

 

فلسطين، مركز نماء للبحوث والدراسات، 2013

 

–  حسان عبد الله، “مراكز الدراسه والأبحاث ودورها في صناعه القرار السياسي “، جريدة المجتمع، 2018

 

المواقع الإلكترونية

 

– محمد الحمامصي، “المراكز البحثية في إسرائيل شريك في صنع القرار “، موقع إيلاف السعودي، 15 أكتوبر 2016

 

– صالح النعامي، “عسكرة مراكز الأبحاث المدنية في إسرائيل “، غزة فلسطين، المركز الفلسطيني للإعلام. 2017

 

–  محمود محمد السقيلي، ” دور مراكز الفكر والبحث في صنع القرار :واقع مراكز الفكر العربية “، موقع العلوم القانونية، https://www.marocdroit.com/%D8%AF%D9%88%D8%B1-%D9%85%D8%B1%D8%A7%D9%83%D8%B2- تاريخ الزيارة 3 – 6 – 2020

 

– جلال رمانة، التعليم العالي في إسرائيل، 2016

 

المراجع باللغة الإنجليزية

 

James G. MaCnam، “2017 Global Go To Think Tanks Index Report “، the think tanks and civil societies program، international relations program، university of pennsylvania، 2018.

 

نقلا عن موقع المركز العربي للبحوث والدراسات

قد يعجبك ايضا