التأخي _ حسين الحميد
أشارت مفوضيّة الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان إلى أنّ الهجرة مشكلة عالمية، حيث يعيش 281 مليون شخص تقريبًا، أيّ 3.6 في المائة من سكان العالم، خارج بلدانهم الأصلية. وينبع العديد من هذه الرحلات من اليأس، الناجم غالبًا عن آثار تغير المناخ، إذ يهرب الناس من المخاطر التي تهدّد سلامتهم وسبل عيشهم وكرامتهم . وفي المكسيك، تؤدّي مفوضيّة الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان دورًا رائدًا في تعزيز حقوق المهاجرين وحمايتها .
وقد أوضح نائب ممثل المفوّضية السامية في المكسيك، خيسوس بينيا بالاسيوس، قائلًا: “نوثّق اتجاهات وخصائص تدفقات الهجرة المختلطة التي تجري في البلاد، بما في ذلك تلك التي تنطلق منها، وتمّر عبرها، وتبقى فيها وتعود منها .
كما ترصد مفوضيّة الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان أثر سياسات الدول، لا سيما آثار سياسات الهجرة واللجوء في الولايات المتحدة الأميركية. وأوضح بينيا بالاسيوس أنّ هذا ذلك مكّن مكتب المفوضية السامية في المكسيك من تحديد المخاطر والثغرات والفرص المتاحة للتعاون الاستراتيجي مع السلطات ومنظمات المجتمع المدني والمآوي والكنيسة الكاثوليكية والأوساط الأكاديمية وأصحاب الحقوق. وتتعاون جميع الأطراف المعنية بشكل وثيق بغية تطوير استجابات قائمة على حقوق الإنسان واستراتيجيات حماية شاملة .
ووفقًا لبينيا بالاسيوس، يواجه المهاجرون في المكسيك تحديات جمّة، بما في ذلك انتهاك السلامة الجسدية والأمن؛ ومحدودية الوصول إلى الحقوق الأساسية مثل المياه والرعاية الصحية والسكن؛ والاحتجاز التعسفي والترحيل؛ والتمييز وكره الأجانب؛ وعدم الوصول إلى العدالة؛ والصعوبات الناجمة عن وضعهم كمهاجرين غير نظاميين .
وقد أكّد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، في بيان الرؤية الذي أطلقه بعنوان “حقوق الإنسان: مسار إلى الحلول” أنّ “التواصل والمجتمع المحلي والتضامن هي من القنوات المثبتة للحوار والتعاون والحلول. كما يجب أن نرفض تجريد ’الآخرين‘ من إنسانيتهم ” .
وشدّد تورك على أنّ شيطنة المهاجرين واللاجئين والمعارضين السياسيين وضحايا النزاعات، وهي قائمة تزداد طولًا يومًا بعد يوم، وتشويه سمعتهم، يعرّضان الأفراد ومجتمعاتنا للخطر .
في بيت المهاجرين في سالتيو، يُزهّر الأمل. فالمهاجرون مثل خوسيه وماريانا، لم يجدوا في البيت مأوًى فحسب، بل وجدوا أيضًا شعورًا متجددًا بالكرامة. أمّا الجدران الملونة، والمساحات المجتمعية الصاخبة، والدعم الثابت من المدافعين مثل كزيكوتينكاتل، فتذكّر بأن حقوق المهاجرين هي في الحقيقة من حقوق الإنسان .