التأخي – علاء الفريجي
خلال الإحاطة الإعلامية في البيت الأبيض ، وجّه السؤال الافتتاحي أحد مقدّمي برامج البودكاست السياسية الذي شغل مقعد “وسائل الإعلام الجديدة”، في إطار سياسة تسمح لصانعي المحتوى بالتقدّم بطلبات للحصول على أوراق اعتماد صحفية على أساس التناوب.
وقالت المتحدثة الجديدة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، إن الأخير تلقى أكثر من عشرة آلاف طلب لشغل هذا المقعد، بعد الكشف عن سياسة جديدة تسمح لمنتجي البودكاست (المدونات الصوتية)، وصانعي المحتوى على تيك توك وغيرهم بالتقدم للحصول على أوراق اعتماد صحفية على أساس التناوب .
وأوردت في إحاطة صحفية “قد نضطر إلى جعل هذه الغرفة أكبر قليلاً،” قبل أن تأذن بالسؤال الأول لمقدم بودكاست “روثليس”، الذي وصف بأنه أحد الأكثر تأثيراً في الولايات المتحدة. وسارع جون آشبروك، مقدم بودكاست “روثليس” الذي شغل مقعداً في مقدم غرفة الإحاطة الضيقة، إلى اتهام وسائل الإعلام التقليدية بملاحقة إدارة دونالد ترامب حول مسعاها لترحيل المهاجرين غير الشرعيين .
وسأل آشبروك “هل تعتقدين أنهم منفصلون عن واقع الأميركيين الذين يطالبون باتخاذ إجراءات بشأن أزمة الحدود لدينا؟” وردت ليفيت “من المؤكد أن وسائل الإعلام منفصلة عن الواقع.” ولطالما كانت مؤتمرات البيت الأبيض الصحفية حكراً على وسائل الإعلام التي عانت لسنوات، تراجع ثقة الجمهور، في حين اكتسب مقدمو البرامج الصوتية متابعين كُثرا. وانتقد ترامب مراراً وسائل الإعلام التقليدية، ووصفها بأنها “عدو الشعب
وخلال حملته الانتخابية العام الماضي، تجنب ترامب بعض شبكات التلفزيون الكبرى، واختار بدلاً من ذلك التحدث إلى مقدمي البرامج الصوتية اليمينيين، الذين بدا أنهم يروجون لشعاره السياسي “لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى” .
وتعهدت ليفيت (27 عاماً) أصغر متحدثة باسم البيت الأبيض محاسبة الصحافيين على ما وصفته بنشر “أكاذيب” حول ترامب. وقالت “نعلم بالتأكيد أن هناك أكاذيب تم دفعها من قبل العديد من وسائل الإعلام التقليدية في هذا البلد حول هذا الرئيس وعائلته، ولن نقبل ذلك.” وأضافت “إن الطلبات المقدمة لشغل هذا المقعد تدفقت من أنحاء البلاد، دون أن توضح كيف سيتم الاختيار، أو من سيشغل المقعد التالي .
وينتقد ترامب باستمرار وسائل الإعلام التقليدية ويصفها بأنها “عدوة الشعب”، ويعيد الفضل في إعادة انتخابه إلى سلسلة مقابلات أجراها مع مدونين صوتيين.
وقالت ليفيت البالغة 27 عاما في غرفة الإحاطة المكتظة “كوني أصغر ناطقة صحافية باسم البيت الأبيض في التاريخ، وبفضل الرئيس ترامب، أشعر بفخر كبير لفتح هذه الغرفة أمام أصوات وسائل الإعلام الجديدة ” .
وأضافت “سواء كنت صانع محتوى تيك توك أو مدونا أو مقدم برامج بودكاست، وإذا كنت تنتج محتوى إخباريا سيُسمح لك بالتقدم بطلب للحصول على أوراق اعتماد صحافية لهذا البيت الأبيض.” وكانت التغييرات أكثر تواضعا مما كانت تخشى بعض المؤسسات الإخبارية، بعدما تحدث نجل الرئيس دونالد ترامب جونيور في نوفمبر عن “فتح” غرفة الصحافة .
وتم تخصيص الـ49 مقعدا في الغرفة لعدد من المؤسسات الإعلامية، ويُسمح للمراسلين الذين لا مقاعد لهم بالوقوف. وفي الأيام الأخيرة، أعرب أنصار ترامب البارزون، بينهم متهمون بترويج نظريات المؤامرة، عن اهتمامهم عبر الإنترنت بالتقدم بطلبات للحصول على أوراق اعتماد صحفية في البيت الأبيض .
ويبدي الأميركيون “ثقة منخفضة قياسية” بوسائل الإعلام، وفقاً لاستطلاعات الرأي. ويؤكد خبراء الإعلام أن الأميركيين وخاصة الشباب، تحولوا من الصحف التقليدية وشبكات التلفزيون إلى استهلاك الأخبار على وسائل التواصل الاجتماعي والبودكاست والمدونات .
ويقول نحو واحد من كل خمسة أميركيين، إنه يحصل بانتظام على الأخبار من المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي، وفقاً لدراسة أجراها مركز “بيو للأبحاث” في نوفمبر الماضي. وفي مواجهة هذه الدينامية المتغيرة، ينبغي ألا يعترض أحد على تشريع غرفة الإحاطة في البيت الأبيض على المنافذ غير التقليدية، كما كتب الإعلامي توم جونز لمعهد بوينتر الإعلامي
لكن جونز حذر من “منح الأماكن الجديدة في البيت الأبيض لمن هم مجرد متملقين لترامب ولشعار لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى، ولمن يسمون أنفسهم وسيلة إعلامية لمجرد أنهم يحملون ميكروفوناً أو حاسوباً نقالاً.” وأضاف “إذا كانت هذه هي الحال، فإن فكرة مقعد وسائل الإعلام الجديدة، لن تكون منتجة في النهاية، هذه مؤتمرات صحفية وليست تجمعات حماسية .