أربيل – التآخي
استقبل دونالد ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو امس الثلاثاء، وهو أول زعيم أجنبي يستقبله الرئيس الجمهوري بعد تنصيبه، في لحظة حساسة لاستئناف المفاوضات بشأن غزة.
ومنذ عودته إلى البيت الأبيض، اقترح ترامب “تنظيف” غزة ونقل الفلسطينيين إلى أماكن “أكثر أمانا” مثل مصر أو الأردن، ما أثار احتجاجات دوليا.
وأعلن نتانياهو قبل سفره إلى الولايات المتحدة أنه سيبحث مع ترامب “الانتصار على حماس، وعودة جميع رهائننا ومحاربة المحور الإيراني بكل أبعاده”.
وأضاف “أعتقد أنّه من خلال العمل من كثب مع الرئيس ترامب، سيكون بإمكاننا إعادة رسم (خارطة الشرق الأوسط) بشكل إضافي وأفضل”.
والاثنين، أعلن الرئيس الأميركي أنّ “لا ضمانات” على أنّ وقف إطلاق النار الساري في قطاع غزة بين الدولة العبرية وحركة حماس سيظل صامدا.
لكنّ المبعوث الخاص للرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف الذي كان جالسا إلى جانب ترامب خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض، سارع إلى القول إنّ الهدنة “صامدة حتى الآن ونحن بالتالي نأمل حتما (…) بأن نُخرج الرهائن وننقذ أرواحا ونتوصّل، كما نأمل، إلى تسوية سلمية للوضع برمّته”.
وتجري الزيارة فيما يتوقع استئناف المفاوضات من خلال الوسطاء هذا الأسبوع بين إسرائيل وحماس بشأن المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار في غزة، والتي يفترض أن تؤدي إلى إطلاق سراح آخر الرهائن الأحياء المحتجزين في القطاع وإنهاء الحرب التي اندلعت إثر هجوم حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وفي هذا الإطار، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي الثلاثاء أن إسرائيل سترسل وفدا إلى قطر “نهاية الأسبوع” لبحث المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
بلد صغير جدا
كما تتزامن زيارة نتانياهو لواشنطن مع مواصلة إسرائيل تنفيذ عملية عسكرية واسعة في شمال الضفة الغربية المحتلة بدأتها في 21 كانون الثاني/يناير.
وأجاب دونالد ترامب على صحافي سأله الاثنين عما إذا كان يؤيد ضم إسرائيل للضفة “لن أتحدث عن ذلك”، مضيفا أن إسرائيل “دولة صغيرة جدا من حيث مساحة الأراضي”.
ولا يبدو أن رفض الأردن ومصر استقبال الفلسطينيين، وهو أمر طالب ترامب بحدوثه، يثبط عزيمة الملياردير الذي يتعامل مع كل تحد دبلوماسي كأنه تفاوض على عقد عمل.
وقال دونالد ترامب مجددا الخميس “نحن نفعل الكثير من أجلهم وبالتالي سيفعلون ذلك”.
ومن المقرر أن يستقبل العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في 11 شباط/فبراير، وقد التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي السبت.
وألغى ترامب الحظر المفروض على تسليم إسرائيل قنابل تزن 2000 رطل (حوالى 900 كيلوغرام)، بعدما علق سلفه الديموقراطي جو بايدن هذه الإمدادات. كما ألغى عقوبات مالية مفروضة على مستوطنين إسرائيليين متهمين بارتكاب أعمال عنف بحق فلسطينيين.
وستتناول المحادثات على الأرجح التنازلات التي يتحتم على نتانياهو تقديمها من أجل تحريك عملية تطبيع العلاقات بين إسرائيل والرياض.