منصة ابداع – اليونسكو، تحتفي بالقاص والروائي سعدي عوض

التآخي- ناهي العامري

احتفت منصة ابداع في بغداد، مدينة الابداع الأدبي- اليونسكو بالقاص والروائي المبدع سعدي عوض، في حوار حول منجزه القصصي والروائي، في بيت الحكمة.

بدأ الاحتفاء بقراءة سيرة موجزة للمحتفى به سعدي عوض الزيدي، من قبل مدير الجلسة، دكتور سعد التميمي، جاء فيها، انه من مواليد ١٩٦٢ الشطرة ، حاصل على شهادة ماجستير أدب عربي وحاليا طالب دكتوراة في الادب أيضاً.

من مؤلفاته: رغوة المسافات ، مجموعة قصصية، بغداد ١٩٩٦
وداعا ايتها السنة القادمة، مجموعة قصصية بغداد ٢٠٠٠
طوفان صدفي، رواية- دار الشؤون الثقافية بغداد ٢٠٠٨ ط١
                         دار الحرم المصرية – القاهرة ٢٠٢٠ ط٢
قصص بلاد ما بين رماد ورصاص ، مجموعة قصصية، بغداد ٢٠١٤
رياح قابيل ، رواية، دار الحرم ، القاهرة ٢٠٢٠
مسرحيتان وحوارية ، دار الحرم ، القاهرة ٢٠٢٠.

الدراسات والبحوث

دراسة ومختارات لأصغر قاصة في العالم، التونسية سمر المرغني، بغداد ٢٠٠٠
صانع الحكاية، عن أحمد خلف،مجموعة مؤلفين بغداد ٢٠٠٢
الحكاية والخرافة، أفق جديد في قصص الاطفال والفتيان، حسن موسى انموذجاً، بغداد ٢٠١٣
الراضي بالله العباسي، الخليفة والشاعر والانسان – دار الحرم القاهرة ٢٠٢٠.

بعد ذلك قدم التميمي الضيف عوض للحديث عن تجربته القصصية، حيث تطرق الى تجربته التي هي جزء لا يتجزأ عن ألعالم السردي، وقال” نحن نعيش في عالم سردي، وكل شيء هو تناص، فقط آدم لم يتناص مع أحد، فكل ما نحياه هو سرد، حكاية، وكل حكاية نستطيع توصيلها، لكن كيف نكتبها؟
الجواب هو ان القصة بدأت مع التاريخ، سواء كان مكتوب أو غير مكتوب أو مع البحث عن الأثر”.

واضاف: كانت قصتي الاولى التي كتبتها لأول مرة وأنا في الرابع الاعدادي، السماك الذي غص في لقمة سمك ومات، والقصة الثانية قصة حب، وكانت في الحقيقة تقريراً مشتتا، الأفكار فيها جاهزة لا تشبه ما في رأسي، فوجدت ان
هناك قضية جديدة خلقتها الكتابة في رأسي، هي البون الشاسع ما بين ما اكتبه وما في ذهني..

اكتشفت أن الهواية الجديدة، أي الكتابة لا تخلو من لذة ولكنها تولد عندي حزنا شديدا، حينما اقرأ للمرة الثالثة، حيث الاكتشاف في فجوة عميقة جدا بين ما أعرفه عن البطل أو الشخصية وما أخرجته على الورق.

المنظر الاقسى الذي جعلني لا افكر بالكتابة لأنني بكيت كثيرا ولم اكن حياديا بالمرة مثل الكتاب الرصينين، ذلك المنظر شوه عندي الابعاد الجمالية لأجمل رمز في الحياة وهو الام، خلاصة ذلك المشهد هو قيام أم أحد اصدقائي بذبح حمامات ولدها، بسبب شكوى الجيران لدى الشرطة وحينما وجدت الشرطة أجساد الحمامات منتشرة على السطح أخذوا تنازل الجيران عن القضية، كان تعاطفي مع صاحبي وخسارته شديدة ولأول مرة اكتشف في ان مراكز الشرطة تافهه، والقضاء يساير وجهة النظر المجتمعية القاسية، الذي يربي الحمام أو الطيور يسمى مطيرجي، لقد تعاطفت كثيرا معهم واغمض عيني على قساوة الأم.

بعد ان ختم عوض حديثه قرأ مدير الجلسة التميمي ورقة دكتور رحيم كوكس النقدية بحق منجز عوض، جاء فيها: إن المنجز السردي الذي أتاحته تجربة سعدي عوض منذ الثمانينات وحتى اللحظة، لجدير بأن يوضع في حسابات البصيرة النقدية ، ذلك لانه معمّد بالتجارب الاستثنائية للحياة ، فضلا عن نجاحه في تاسيس لغته الخاصة وفرادة نمطه المعاكس للعرف الكتابي، كما ان الاهتمامات الثقافية الاخرى التي مارسها الكاتب سعدي وسمت تجاربه السردية بتلوينات ابعدتها عن التكرار، فاشتغاله في اتحاد المؤرخين العرب أيام دراسته الجامعية وتعلقه في التاريخ شد أواصر سردياته بنوع من الخبرة، التي تناصت أو تسربت بلا وعي منه مع كتاباته، وحين وجد نفسه قبالة ابداع للكتابة الكوردية لم يتوان عن تأشير حضورها بملكته النقدية وليس بعيدا عما تتركه هذه الكتابة في النفس وما تحفره من أثر على على المتلقي.

وختم كوكس ورقته بالقول: اخيرا ليس من الانصاف ان تختصر تجربة بحجم ما قدمه سعدي عوض بمثل هذه العجالة.

قد يعجبك ايضا