متابعة ـ التآخي
في ظل المساعي لإنتاج الطاقة النظيفة وتحقيق الاستدامة البيئية؛ وقّعت شركة اماراتية، متخصصة في مشروعات الطاقة المتجددة وتخزين الكهرباء وإنتاج الهيدروجين، صفقة طاقة باستثمارات تصل إلى 15 مليار دولار، في خطوة من شأنها دعم الجهود العالمية للتحول الى الطاقة النظيفة.
ووُقِّعَت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل “مصدر” اتفاقية تنفيذ مع وزارة الطاقة الفلبينية ومذكرة تفاهم مع مجلس الاستثمار في الفلبين، لتطوير محطات للطاقة الشمسية والرياح ونظم بطاريات لتخزين الكهرباء بقدرة إجمالية تصل إلى 1 غيغاواط تستمر حتى عام 2030، وسط خطط لزيادة طاقة المشروع إلى 10 غيغاواط بحلول عام 2035.
ومن شأن الاتفاقية أن تسهم بدعم البرنامج الوطني للطاقة المتجددة في الفلبين الذي يستهدف توفير 35% من الطاقة من مصادر متجددة بحلول عام 2030، و50% بحلول عام 2040.
وقّع اتفاقية التنفيذ كل من وكيلة وزارة الطاقة الفلبينية روينا كريستينا جيفارا، والرئيس التنفيذي لشركة “مصدر” محمد جميل الرمحي، بحضور وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، رئيس مجلس إدارة “مصدر” الدكتور سلطان أحمد الجابر، ووزير الطاقة في الفلبين رافائيل لوتيلا.
يقول سلطان الجابر “هذه الاتفاقية لتعزز علاقات التعاون الوثيقة بين الإمارات والفلبين، إذ سنعمل بموجبها على توظيف خبرات الإمارات العالمية في مجال الطاقة المتجددة والاستفادة من وفرة مصادر الطاقة الطبيعية في الفلبين لتطوير مشروعات نوعية تسهم في توفير فرص عمل جديدة”.
وأضاف “تسهم المشروعات في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة وزيادة قدرة الطاقة النظيفة تماشيًا مع هدف اتفاق الإمارات المتمثل بمضاعفة القدرة العالمية للطاقة المتجددة 3 مرات بحلول عام 2030”.
من جانبه، قال رافائيل لوتيلا “من شأن هذا التعاون أن يسهم بدور كبير في تحقيق هدفنا المتمثل بتوفير 35% من الطاقة من مصادر متجددة حتى عام 2030”.
وشدّد لوتيلا على أهمية الشراكة التي تعكس التزام الفلبين ببناء مستقبل يعتمد على الطاقة النظيفة، مشددا على حرص إدارة الرئيس فرديناند ماركوس جونيور على تعزيز أمن الطاقة وإرساء أسس متينة للتنمية الاقتصادية المستدامة والحفاظ على البيئة عبر تعزيز حصة الطاقة المتجددة على نحو غير مسبوق ضمن مزيج الطاقة في الفلبين.
وأشار إلى أنه بدعم من مصدر الإماراتية، سوف تضع الفلبين معيارًا جديداً لتحقيق التحول في مجال الطاقة على مستوى المنطقة.
ونوه الرئيس الإداري لمجلس الاستثمارات ووكيل وزارة التجارة والصناعة في الفلبين، سيفرينو رودولفو، الى أن الشراكة مع مصدر الإماراتية تؤكد التزام البلدين ببناء مستقبل اقتصادي مستدام، ورؤيتهما المشتركة لدفع عجلة التنمية الاقتصادية المستدامة وتحقيق الازدهار، وأن هذا ينسجم مع استراتيجية الفلبين في ترسيخ مكانتها بصفتها وجهة لتعزيز الابتكار والاستدامة بمجالات التصنيع والخدمات في جنوب شرق آسيا.
وأضاف “تحقق الفلبين تقدمًا كبيرًا في قطاع الطاقة المتجددة، وسوف تسهم مشروعات الطاقة النظيفة التي تنفّذها شركة مصدر الإماراتية في تسريع وتيرة النمو الاقتصادي المستدام بمختلف المناطق في الفلبين”.
من جهته، قال محمد جميل الرمحي “نرحّب بتوقيع الاتفاقيات الاستراتيجية التي توسّع مصدر من خلالها أنشطتها في منطقة جنوب شرق آسيا، التي تعدّ سوقًا استراتيجية رئيسة للشركة، كما تدعم مساعينا للوصول إلى محفظة مشروعات عالمية للطاقة المتجددة، بقدرة إنتاجية إجمالية تبلغ 100 غيغاواط تكتمل بحلول عام 2030”.
وأردف “في ظل ما حققناه من نجاحات في تنفيذ مشروعات طاقة متجددة واسعة النطاق في المنطقة والعالم، فإننا نتطلع إلى تسخير خبراتنا للإسهام في دعم الفلبين لتحقيق أهدافها الطموحة في مجال الطاقة النظيفة”.
وطورت مصدر الإماراتية محطة شيراتا للطاقة الشمسية العائمة في إندونيسيا بقدرة 145 ميغاواط، وهي أكبر محطة من نوعها على مستوى المنطقة، وتسهم في تزويد 50 ألف منزل بالطاقة.
وفي شباط 2023، دخلت مصدر الإماراتية قطاع الطاقة الحرارية الأرضية، من خلال استثمار استراتيجي في شركة بيرتامينا للطاقة الحرارية الأرضية.
كما وقّعت اتفاقية مع هيئة تنمية الاستثمار الماليزية في عام 2023، لتطوير مشروعات طاقة نظيفة بقدرة 10 غيغاواط في عدّة مناطق، وكذلك في اندونيسيا.
يُذكَر أن شركة “مصدر” تأسست في عام 2006، لتسهم بدور رئيس في ترسيخ المكانة الرائدة عالميا لدولة الإمارات العربية في مجالَي الاستدامة والعمل المناخي.
وتطوّر “مصدر” مشروعات، ولديها شراكات استثمارية في أكثر من 40 دولة حول العالم، مع تطلعات لتعزيز القدرة الإنتاجية لمحفظة مشروعاتها في قطاع الطاقة المتجددة، لتصل إلى 100 غيغاواط بحلول عام 2030، وأن تصبح منتجًا رائدًا للهيدروجين الأخضر.