ماذا يفعل مسرور بارزاني في منتدى دافوس العالمي؟

 

 

نادر سعدون*

مسرور بارزاني رئيس وزراء اقليم كوردستان العراق بخبرته القيادية ورؤيته العميقة و علاقاته المتينة ، يضع كوردستان في مكانة متقدمة على خارطة العالم ، فمشاركاته المستمرة في المنتدى الاقتصادي العالمي في مدينة دافوس بسويسرا لن و لم تكن مجرد حضور بروتوكولي فقط ، بل هي رسائل قوية بأن اقليم كوردستان هو شريك اساسي و مهم يمكن الاعتماد عليه في تحقيق الاستقرار والتنمية الاقتصادية في المنطقة و العالم .

 

في هذا العام تكرر حكومة مسرور بارزاني ما فعلته السنة الماضية بتأسيس“بيت كوردستان” مجددا في مدينة دافوس بسويسرا ، و الذي يهدف من خلاله إلى عرض إمكانيات الإقليم كمركز مهم للاستثمار و النمو الاقتصادي و تعزيز الشراكات العالمية ، وذلك من خلال تنظيم عدة جلسات مهمة حول الوقود الأحفوري و حلول لطاقات متنوعة و بديلة ومستدامة و كذلك عرض الفرص و التحديات الاستثمارية في كوردستان و الموارد المتاحة ، و الاستقرار الجيوسياسي والتعاون الإقليمي وغيرها من المواضيع المهمة جدا .

 

حكومة اقليم كوردستان برئاسة السيد مسرور بارزاني تركز بشكل كبير  على جذب الاستثمارات الدولية من خلال تسهيل الإجراءات الاستثمارية وتعزيز الشفافية ، و التركيز على الطاقة الخضراء فإقليم كوردستان يسعى ليكون رائدا في مجال الطاقة المتجددة في المنطقة ، بالاضافة الى تنمية القطاعات غير النفطية مثل السياحة و التكنولوجيا والتعليم المتقدم ، و يركز ايضا على إشراك الشباب الكوردي في التنمية عبر تقديم برامج تدريبية ومبادرات لدعم ريادة الأعمال ، و كل هذه الرؤى التي يمتلكها السيد مسرور بارزاني تجعله مشغولا بشكل مستمر لايصال تلك الرؤى الى كل القمم العالمية و العمل عليها بجد و اخلاص.

 

إن مشاركة مسرور بارزاني هذه في قمة دافوس 2025 لن تكون مجرد حضور سياسي، بل ستكون شهادة حية على أن كوردستان تحت قيادته تتحول إلى نموذج للإصرار والنجاح  ، بارزاني لا يسعى فقط إلى تطوير كوردستان، بل إلى جعلها لاعبًا أساسيًا في المشهد العالمي يساهم في بناء مستقبل أفضل للمنطقة والعالم بأسره.

 

من يراقب المشهد الكوردي يرى أن الإقليم يعتبر كنز غير مكتشف بعد و يمثل بيئة خصبة للمستثمرين الذين يبحثون عن أسواق واعدة ، ففي قطاع الطاقة يتجه الإقليم نحو الاستثمار في الطاقة المتجددة و تقليل الاعتماد على النفط والغاز مما يجعله رائداً محتملاً في التحول الأخضر في المنطقة بأكملها ، و ايضا المشاريع الزراعية والتي بدورها تمثل فرصة ذهبية و يمكن أن يتحول الإقليم إلى مصدر رئيسي للغذاء في منطقة تعتمد بشكل كبير على استيراد كل شيء،  بالاضافة الى السياحة، وإن كانت قطاعاً غير مستغل بالكامل حتى الآن ، فهذا القطاع يحمل إمكانات هائلة ، فالطبيعة الخلابة لكوردستان من جبالها المغطاة بالثلوج إلى وديانها و انهارها و مساحاتها الخضراء الكبيرة ، تجعلها وجهة سياحية يمكن أن تنافس الوجهات العالمية إذا تم الاستثمار في البنية التحتية السياحية بشكل صحيح ، كوردستان هي أرض الفرص الواعدة و ذلك بفضل موقعها الاستراتيجي ومواردها الغنية، فهي تمثل بوابة للاستثمار في الشرق الأوسط.

 

مسرور بارزاني يؤمن بأن الكوردستانيين ليسوا مجرد شعب يسعى لتحقيق تطلعاته فقط ، بل هم أيضًا شريك موثوق في القضايا العالمية، بما يمتلكونه من قيم العمل الجاد والانفتاح والرغبة في التعاون مع الجميع ، ومن خلال مشاركاته المستمرة في القمم العالمية يريد مسرور بارزاني إيصال صوت الكورد إلى العالم، والتأكيد على أن هذا الشعب، رغم المعاناة التي عاشها يتمتع بإمكانات هائلة في شتى المجالات، بدءًا من الطاقة المتجددة و مرورًا بالسياحة والاستثمار وصولًا إلى تحقيق الاستقرار الإقليمي ، و يشدد دائما على أن الكورد ليسوا فقط أصحاب قضية عادلة، بل هم أيضًا صانعو تغيير وقوة تدفع نحو السلام والتعاون و التطور.

 

ولولا التحديات الكبيرة التي يواجهها اقليم كوردستان العراق كالتعامل غير العادل من قبل بعض الحكومات العراقية فيما يخص الرواتب والمستحقات المالية و ايقاف تصدير النفط و الغاز و غيرها من الممارسات و المواضيع الشائكة ، لكان قد قطع اشواطا كبيرة في النمو و الازدهار اضعاف ما قد وصلت اليه الآن.

 

ورغم ذلك فإن حكومة الاقليم تعمل بجد لتطوير بنيتهم التحتية، وتعزيز اقتصادهم، وتحقيق الاستقلال المالي، حتى في ظل هذه الظروف الصعبة ، وبالرغم من كل التحديات الداخلية و الاقليمية و الدولية التي تواجهها حكومة اقليم كوردستان بشكل مستمر ، فأنها لم  تكن عائقاً بقدر ما هي دافع للإقليم للبحث عن استقلال اقتصادي من خلال تنويع مصادر دخله وتعزيز علاقاته مع المجتمع الدولي.

 

فكوردستان اليوم برئاسة السيد مسرور بارزاني تفكر بطريقة عالمية و تسعى للاندماج في الاقتصاد العالمي من خلال جذب الشركات الكبرى والمؤسسات العالمية  ، فالإقليم لا يكتفي بأن يكون مجرد منطقة تبحث عن الاستقرار فقط بل يريد أن يكون لاعباً رئيسياً في القضايا الاقتصادية والتنموية العالمية و المشاركة الفعالة في القمم العالمية المهمة ، و تواجدها في قمة دافوس لهذا العام ايضا هي رسالة بأن كوردستان لديه الكثير ليقدمه ، وسيكون مركزاً للابتكار والاستثمار في الشرق الأوسط، حيث يقدم نموذجاً فريداً يجمع بين التقليد والحداثة، وبين العمل الجاد والرؤية الطموحة.

 

فإقليم كوردستان ليس مجرد إقليم عادي ، بل قصة نجاح في قلب الشرق الأوسط ، من يقرأ المشهد بدقة يدرك أن هذا الإقليم يمتلك الأدوات والموارد والطموح ليكون نموذجاً يحتذى به في المنطقة و مشاركة كوردستان في هذه القمة كل عام تفتح آفاقاً لرؤية جديدة يضعه على خارطة العالم بطرق مبتكرة و واعدة.

 

ما يفعله مسرور بارزاني في منتدى دافوس العالمي هو قيادة كوردستان نحو المستقبل و البدأ من النقطة التي وصل اليه العالم في كل المجالات و بناء شراكات و تحالفات استراتيجية مستدامة لإنشاء مراكز أبحاث دولية في كوردستان لدراسة قضايا الأمن الغذائي والمائي والطاقة و التكنولوجيا و التعليم و الصحة و يعمل على تطوير البنى التحتية الرقمية بشكل كبير و الاستثمار في الذكاء الاصطناعي و الاستدامة .

*استشاري تأسيس وتطوير أعمال

قد يعجبك ايضا