اجرى الحوار: د.خالد القيسي
س/ ماذا تقرأ بطاقتكم الشخصية؟
-اسمي الاستاذ الدكتور إيثار طارق خليل العبيدي، عميد كلية الاعلام منذ (5) سنوات، أما لقبي العلمي استاذ دكتور في مجال الاعلام/ تخصص علاقات عامة، أكملت دراستي الجامعية البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في جامعة بغداد/ كلية الاعلام
على الصعيد الاجتماعي، انا متزوج، ولدي أربعة أولاد.
س/ تكلم لنا عن هيكلية كلية الاعلام بأقسامها وشعبها المختلفة الادارية والعلمية؟
-الكلية تتكون من ثلاثة اقسام علمية؛ هي قسم الصحافة، وقسم العلاقات العامة، وقسم الصحافة الاذاعية والتلفزيونية.
الاعلام قبل ان تكون كلية مستقلة، كانت نواتها الاولى هو قسم الاعلام، الذي كان أحد اقسام كلية الاداب سابقا، وبعد جهود حثيثة من قبل الملاكات المتخصصة وادارة الكليات ،استطعنا بفضل الله تعالى من تطوير هذا القسم، ليكون كلية مستقلة توازي وتنافس نظيراتها من كليات الاعلام في المنطقة، والحمد لله نحن الكلية الثانية في بغداد، ولدينا ايضا في هذا الصدد دراستين صباحية ومسائية، تضم طلبة من مختلف المحافظات العراقية، اضافة الى مجموعة من الطلبة العرب، كما وتضم الكلية دراسات عليا في مرحلتي الماجستير والدكتوراه.
لدينا خطوات عملية جادة لادخال مجلة الكلية ضمن مستوعبات سكوباس لكي تكون مجلتنا هي المجلة العلمية الاعلامية الاولى المتخصصة في العراق التي تدخل لهذا المستوعب على مستوى العراق.
س/ هلا تسلط لنا الضوء على المؤتمرات والندوات التي اقامتها كليتكم داخل العراق وخارجه؟
صراحة نمتلك في جعبتنا حتى الان (8) ثمانية مؤتمرات علمية محلية ودولية، وقد شكلت موضوع الندوات والمؤتمرات احدى أهم أوليات عملي كعميد لكلية الاعلام في الجامعة العراقية، وارتأينا ان نطور المؤتمرات ولا نجعلها منحصرة داخل العراق فقط، بل تم تطوير العمل بفضل الله وانتقلنا الى اقامة مؤتمرات على الصعيد الدولي، والحمد لله لدينا مؤتمرين علميين دوليين الى الان، استقدمنا فيها خيرة الكتاب والرموز والمؤلفين والخبراء العرب من اغلب الدول العربية، كما ولدينا مؤتمرا علميا دوليا ثالثا قادما في شهر نيسان القادم من هذا العام، ان شاء الله بعد ان نستكمل عملية تسجيله ضمن برنامج الندوة الذي يصدر عن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقي للنهوض بمستوى التعليم في بلدنا بشكل عام، ونساهم برفع تصنيف جامعتنا الحكومية الى مكانة مرموقة بين الجامعات الاخرى.
س/ هناك مؤشرات تدل على ان اغلب مخرجات خريجي اقسام الاعلام ترتكز على الدراسات النظرية، وفي المقابل هنالك ملامح ضعف ملحوظ في الجانب العلمي العملي، هل اعددتم خطة للنهوض بالواقع التعليمي والتركيز أكثر على المواقع الميدانية العملية كجزء اساسي في العملية التعليمية كلٌ وفق اختصاصه؟
ـ حقيقة بدأنا بهذا المشروع منذ وقت نشأة الكلية، وقمنا بإنشاء وتطوير مجموعة من المختبرات داخل الكلية، فالمختبر الاول هو الذي يخدم قسم الصحافة، وتصدر عنه (جريدة الخبر) التي تصدر عن كليتنا وبشكل منتظم، وهذه الجريدة هي ميدان عملي دقيق لتدريب الطلبة على الفعاليات وجميع الفنون الصحفية، أما قسم الاذاعة فلدينا استوديو اذاعي وتلفزيوني، وصراحة واجهنا مجموعة من المشاكل والعقبات التي اعاقت تطوير هذا الجانب، وكانت اكبر التحديات التي واجهناها هو ضيق البنية التحتية للكلية، ونحن بدورنا عملنا بلا كلل ولا ممل وبشكل متواصل ليلا ونهارا من اجل اجتياز هذه العقبات، تطوير هذه البنى التحتية بما يجعلها تليق بأسم وسمعة كلية الاعلام والجامعة العراقية، ومع ذلك عملنا على سد الكثير من الثغرات الحاصلة في مجال التدريب، من خلال اعداد برامج للتعاون مع مجموعة من المؤسسات الاعلامية المحلية.
ولدينا حاليا تعاون مشترك مع مختلف الوكالات سواء من مواقع صحفية واخبارية، وكذلك مجموعة من الفضائيات العراقية العاملة الرائدة، وطلبتنا الاعزاء في الكلية يتلقون التدريب والتوجيه في تلك المؤسسات بشكل دوري ومنتظم، وكما ننظم مجموعة من الزيارات الى مجموعة من المؤسسات من اجل التعريف بانشطتها المختلفة وتفاصيل عملها واطلاع الطالب على مجمل العمليات التي تواكب عمله في الميدان.
س/ هناك توجهات حقيقة لبعض الجامعات العربية لاستثمار وقت الفراغ في اشغال الطالب بالانشطة المتنوعة لصقل مهاراته الابداعية، سواء اكانت رياضية او فنية، هل وضعتم برنامج لهكذا موضوع، خاصة لاستغلال قدراتهم وطاقاتهم؟
– بلا شك ان من صفات المؤسسة الناجحة انها توظف امكانيات وطاقات طلبتها بالاتجاه الذي يخدم مسيرتهم، ويخدم هذه المؤسسة العلمية، لذلك كانت لدينا عمليات تواصل مستمرة حتى مع الطلبة الخريجين من خلال وحدة التأهيل والتوظيف في الكلية، وهي من الوحدات الفاعلة والمهمة التي تأخذ على عاتقها التواصل المباشر مع الطلبة حتى بعد تخرجهم، وتواكب عملهم وترتقب خطواتهم في مجال العمل الاعلامي ومدى استفادتهم من الخبرات التي تلقوها عبر اربع سنوات من الدراسة داخل الكلية، وعلى صعيد متصل عقدت كليتنا الفعالية الاولى على مستوى الجامعة العراقية الا وهو الملتقى العلمي السنوي الاول لطلبة كلية الاعلام في العام الماضي، اجتمعت فيه نخبة كبيرة من طلبتنا خريجي الكلية، لاجل ان يدلوا بدلوهم، ليطرحوا افكارهم ويشاركوا تجاربهم في سوق العمل، وما افادتهم في ما اكتسبوه من جوانب معرفية ونظرية طيلة مدة دراستهم، وقامت الكلية لاحقا بتكرار هذه التجربة في العام الدراسي الماضي وساهمت في عقد الملتقى السنوي الثاني للطلبة الخريجين لنفس الموضوع، لكي نطور هذه التجربة وندعم العلاقة مع طلبتنا في سوق العمل.
سيتم افتتاح قسمين اضافيين في الكلية ليكون مجموع الاقسام في الكلية (5) اقسام؛ الاول: قسم الاعلام الرقمي، والاخر: قسم الذكاء الاصطناعي بعون الله تعالى قريبًا.
س/ يتراءى للمهتم في الجوانب الاعلامية ان هنالك خلط بين الصحافة الاذاعية والتلفزيونية وبين الاذاعة والتلفزيون مع كليات اخرى، ما هو توضيحكم بشأن هذا اللبس ؟
– دأبت كليتنا وبالتعاون مع لجنة عمداء كليات الاعلام، التي نحن نشكل احد اعضائها على وضع حدود فاصلة بين هذين الاختصاصين باعتبار ان هنالك تداخل كبير بين قسم الصحافة الاذاعية والتلفزيونية، وقسم السمعية والمرئية في كلية الفنون الجميلة، وعلى اثره شكلنا لجان متخصصة لوضع مفردات تتناسب مع الاختصاصات الدقيقة، وتفض الاشتباك مع الكلية الفنون الجميلة/ قسم السمعية والمرئية، فأصبحت لدينا حدود فاصلة تماما، فأصحاب الاختصاص يدركون ان قسم الصحافة الاذاعية والتلفزيونية هو قسم اخر غير اختصاص السمعية المرئية وغير معني بالجوانب التقنية التي يتدرب عليها او يعني طلبة قسم السمعية والمرئية في كلية الفنون الجميلة.
س/ ما هي خطواتكم لتطوير الملاكات العاملة من تدريسيين وموظفين في مجالهم التخصصي، فهل هيأتم برامج أو وسائل سواء الداخلية او خارجية لتطوير هذا الجانب؟
– حقيقة اننا كقدرات اكاديمية بحاجة الى دورات تطويرية تواكب ثورة المعلومات العالمية خاصة ونحن في زمن تتسارع فيه الثورة المعلوماتية والارتباط الكبير الحاصل بين الانترنت والحاسوب، وتلك البرامج الحاسوبية المختلفة التي يمكن ان تشكل برمتها ثورة انفصالية كبيرة.
ونحن في الصعيد الداخلي نعقد عددا من الورش والندوات وننظم مؤتمرنا العلمي السنوي في كل عام من اجل مواكبة هذا الجانب، وهذه المحاولة من اجل انضاج مجموعة من الافكار والمحاور التي ممكن ان تسهم في تطوير مهارات التدريسيين والموظفين، فضلا عن اتاحة الفرص أكثر وتحفيز الاساتذة على اهمية مشاركتهم في المؤتمرات العلمية الدولية والعربية، وتذليل كافة العقبات امامهم، ولاجل المضي بهذا الاتجاه نحن بأمس الحاجة الى الدعم اللوجستي من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بهذا الخصوص من اجل تطوير البنى التحتية اولا، وكذلك من اجل تطوير الطاقات الموجودة داخل الكليات وخاصة كليات الاعلام.
س/ كما تعلمون ان توفير بيئة تعليمية مناسبة للطلبة من مرتكزات التعليم الجامعي لكي تكون الكلية صرحًا علميًا مميزًا بين نظيراتها من الكليات الاخرى، ماذا عملتم لتطوير هذا الجانب ؟
عندما كانت الكلية تشغل مبناها القديم حقيقة لم يكن يلبي حاجتها كمؤسسة اعلامية تعليمية بسبب ضيق المساحة، اما عند انتقالنا الى المبنى الجديد، اعتقد اننا امام فرصة كبيرة لتطوير هذا الجانب، فاليوم لدينا مجلة علمية محكمة، ولدينا خطوات من اجل الدخول ضمن مستوعبات سكوباس لكي تكون مجلتنا هي المجلة العلمية الاعلامية الاولى المتخصصة في العراق التي تدخل لهذا المستوعب على مستوى العراق، كما ولدينا ايضا فعاليات اخرى تتعلق بتطوير البنية التحتية وانشاء المشاريع المختلفة من اجل الدخول في هذه المستوعبات.
كما ان الكلية لديها توجه لانشاء منظومة متكاملة للطاقة الشمسية لتغذية الكلية تماشيا مع توجيهات السيد رئيس الوزراء المحترم، وذلك بتخصيص قيمة من مبلغ من الموازنة السنوية يبلغ قدره تسعون مليار دينار من اجل تطوير قطاع الطاقة النظيفة وكليتنا ان شاء الله شملت بالدفعة الثانية وبأذن الله سيكون لدينا مشروع ضخم يلبي حاجة الكلية للكهرباء لترشيد الاستهلاك، وكذلك الحد من الانبعاثات الحرارية والتلوث البيئي.
س/ ما هو توجهكم باتجاه تطوير المكتبة الالكترونية الرقمية باعتبارها احد اهم متطلبات التعليم ومواكبة الحداثة والتطور المعلومات في العالم؟
بالتأكيد، ان هذا جانب مهم من جوانب التعليم في ظل الثورة المعلوماتية الكبيرة التي يشهدها العالم لكونها تمنح تسهيلات كبيرة للباحثين في استحصال المعلومات، وكانت مكتبتنا تضم ما يقارب سبعة الاف ومائتين وخمسة واربعين كتابا، وبعد حادث الحريق الذي تعرضت له مكتبتنا شرعنا في اعادة اعمار هذه المكتبة بطريقة حضارية بما تلبي حاجة الكلية من المصادر العلمية سواء اساتذة او باحثين واستطعنا بفضل الله وجهود الغيارى من اعادة اعمار المكتبة بوقت قياسي واليوم لدينا ما يقارب ثمانية عشر الف كتاب ورقية وتضم مصادر علمية حديثة، فضلا عن المكتبة الالكترونية الافتراضية لتقديم التسهيلات للطلبة عموما عما يحتاجه المصادر العلمية الالكترونية، وعدد مصادرها اليوم لا يقل عن عشرة الاف كتاب الكتروني، ونعمل على تحديث هذه المكتبة بصورة مستمرة.
الكلية في طريقها لانشاء منظومة متكاملة للطاقة الشمسية لتعذي جميع مفاصل الكلية للحد من الانبعاثات الكاربونية وترشيدًا لاستهلاك موارد الدولة.
س/ هل في نية الكلية استحداث اقسام اخرى غير الاقسام المتعارف عليها؟
– بخصوص هذا المجال اقر مجلس كليتنا في جلسته الاولى المنعقدة لهذا العام باستحداث قسمين اضافيين؛ الاول قسم الاعلام الرقمي بعد ان توفرت جميع الملاكات البشرية والمادية، وتوفير المناهج العلمية التي تواكب هذه الحركة العلمية المتطورة اللازمة لذلك، اما القسم الاخر الذي سيكون القسم الخامس في الكلية؛ هو قسم الذكاء الاصطناعي، لتكون كليتنا متفردة بخمسة اقسام علمية عن نظيراتها من كليات الاعلام على مستوى العراق والمنطقة العربية، كما ولدينا توجه بعد استحداث هذين القسمين ان شاء الله بعد استحصال الموافقات الرسمية اللازمة لكي تكون كليتنا هي الاكبر والاكثر شمولية والاكثر تخصصا في المجال الاعلامي ومواكبة النهضة العلمية الاعلامية في العالم.
س/ هل لديكم فعاليات ومسابقات تشجيعية للطلبة لتطوير قدرات الطلبة الابداعية ودعمها للكشف عن مهاراتهم وصقلها والافادة منها على المستوى الاكاديمي؟
– نعم بالتأكيد لدينا اكثر من مسابقة علمية في هذا المجال، منها مهرجان افلام الموبايل التي يقيمها قسم الصحافة الاذاعية والتلفزيونية في كل عام، كما وان لكل قسم من الاقسام العلمية مهرجانًا سنويًا يقيمه نهاية العام الدراسي تقريبًا، يسلط الضوء على اهم النتاجات لهذا القسم مدة عام دراسي كامل، ونحن بدورنا التمسنا تفاعلًا ملحوظًا بين طلبتنا الاعزاء واقسامهم العلمية، من مبدأ حرصهم اظهار مواهبهم وامكاناتهم ونتاجاتهم بالصورة الامثل.
ويعد مهرجان الافلام الموبايل من المهرجانات ذات القيمة العلمية الكبيرة باعتباره انه يساهم في توليد الافكار ويطلق العنان للابداع، فيترجمها الى سيناريو واقعي يترجم الهواجس ويعالج قضايا المجتمع وهمومه وطرح الحلول المناسبة امام الرأي العام، هو ايضًا فرصة لتدريب الطلبة على الجانب العملي من تنظيم او اخراج مجموعة من الافلام الوثائقية التي تخدم المجتمع.
س/ مثلما تعلمون ان الاعلام يعد سلاحا ذا حدين هل فكرتم في اختيار موضوعات تلامس حاجات الطلبة ومتطلبات المجتمع ويلبي احتياجاته بشكل عام؟
– بالتأكيد ان هذه الافكار والمواضيع ذات اهمية بالغة وتساهم بشكل كبير في خدمة الافراد في المجتمع بشكل عام، ويصل تأثيرها لدرجة انها تؤثر في اصدار القرارات على المستوى الرسمي، ولهذا في اغلب دول العالم هناك مراكز استبيان لقرار معين وفقا عليه وتتخذ الدولة قرار بناء على مخرجات هذا الموضوع، ومن جانبنا اخذت الكلية هذا الامر على محمل الجد واعطته اهمية بالغة ، وتم تعميمه على الاقسام العلمية فاغلب عناوين البحوث العلمية هي عناوين تلامس حاجة المجتمع وحركته وتسهم في وضع الحلول لبعض العقبات والازمات والظواهر السلبية التي يمر بها البلد عموما كالمخدرات ومشاكل الارهاب والمشاكل اجتماعية كارتفاع حالات الطلاق والعنف الاسري وغيرها، كما ان لدينا وحدة للارشاد التربوي التي بدورها تساهم في تقديم النصائح ومناقشة الافكار مع الطلبة وتغذي افكار الطلبة بمجموعة من العناوين التي يحتاجها المجتمع سواء المجتمع الجامعي او المجتمع الخارجي بالشكل العام.
كما ان لدينا مجموعة من التوصيات تفد طلبة الدراسات العليا من الاساتذة في بحوثهم من اجل عرض هذه المواضيع امام انظار الطلبة الجدد بنية دراستها او تسليط الضوء عليها.
لكن لدينا بفضل الله مرشدًا تربويًا لكل الطلبة على مستوى البكالوريوس والماجستير و الدكتوراه، الذي بدوره ينضج معه الافكار من اجل الوصول الى صياغة عناوين المناسبة اثناء السنة التحضيرية.
ويتمحور دور المرشد التربوي ايضا في انه يساهم بشكل فعال في ايجاد الحلول للكثير من المشاكل التي يواجهها سواء حدثت داخل الوسط الجامعي او في بعض الاحيان حتى خارج الوسط الجامعي باعتبار ان هذا المرشد هو خير صديق ومصدر ذو ثقة للطالب.
في الختام لايسعنى الا ان اشكر جنابكم لإجابتكم على اسئلتنا،اتمنى لكم التوفيق لتطوير الجانب العلمي والأكاديمي في البلاد