د. حامد المالكي
يحتل الأدب الروسي الغني بتقاليده ومحتواه الفلسفي العميق ووحدته العاطفية مكانة خاصة في التراث الأدبي العالمي لسنوات طويلة حيث لفتت الصحافة العالمية الانتباه إلى السمات الفريدة للأدب الروسي و مساهمته في تطوير الثقافة وتأثيره على الأدب العالمي من خلال عمق الفلسفة والتفكير و التي تعتبر إهم السمات الرئيسية للأدب الروسي والتي أبرزتها الصحافة العالمية.
و تكشف أعمال كتاب مثل” ليو تولستوي وفيودور دوستويفسكي وأنطون تشيخوف ” عن قضايا عميقة تتعلق بالطبيعة البشرية والأخلاق والحرية والمصير الانساني ، على سبيل المثال غالبا ما تلاحظ الصحافة البريطانية والأمريكية أن روايات تولستوي الانسانية مثل “الحرب والسلام ” تسمح للقارئ بالتفكير بالوجود الإنساني و هناك سمة مميزة أخرى للأدب الروسي والتي غالبا ما يتم ذكرها في المنشورات و الصحافة الأجنبية كعلم النفس العميق حيث تحظى أعمال “دوستويفسكي” مثل “الجريمة والعقاب ” و” الإخوة كارامازوف” باهتمام و بتقدير كبير لقدرتها على الكشف عن الصراعات الداخلية للشخصيات والمعضلات الأخلاقية والتقلبات الروحية.
ويؤكد الصحفيون والنقاد الأدبيون أن الأدب الروسي فريد من نوعه في قدرته على اختراق الزوايا الأكثر عمقا للروح البشرية.على سبيل المثال تقدم روايات “إيفان تورجينيف ومكسيم غوركي ” نظرة ثاقبة لحياة المجتمع الروسي في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين حيث تشير المنشورات الغربية في صحف الغارديان ونيويورك تايمز إلى أن الأدب الروسي يسمح للقراء الأجانب بفهم ثقافة وتاريخ وتقاليد روسيا بشكل أفضل باعتباره انعكاسا للروح الروسية .
ونرى كيف تهتم الصحافة الدولية أيضًا بالشعر الروسي حيث يقدم شعراء مثل “ألكسندر بوشكين وسيرجي يسينين وآنا أخماتوفا ” الأدب الروسي مزيجا فريدا من الرومانسية والمأساة والبحث عن معنى الحياة ، ويؤكد علماء الأدب العالمي أن الشعر الروسي غالبًا ما يكون مليئًا بصور الطبيعة والزخارف الروحية، مما يجعله مرتبطًا بالناس من ثقافات مختلفة. للأدب الروسي تأثير كبير على الثقافة العالمية والتي يتم تغطيتها أيضًا بنشاط في المنشورات الدولية.
وقد ألهم كتاب مثل “دوستويفسكي وتولستوي” العديد من المؤلفين الغربيين بما في ذلك “فرانز كافكا وألبرت كامو وويليام فولكنر” حيث تؤكد الصحافة العالمية أن أفكار ومناهج الكتاب الروس لا تزال ذات صلة حتى يومنا هذا مما يجعل أعمالهم جزءا أبديا من التقليد الأدبي العالم من خلال المنشورات الأجنبية أيضًا عن كيفية تكيف الأدب الروسي مع الواقع الحديث للادب.
وتغطي الصحافة الدولية أيضًا أعمال المؤلفين الروس المعاصرين مثل” ليودميلا أوليتسكايا وفلاديمير سوروكين، وغوزيل ياكينا ” الذين يواصلون تقاليد الأدب الروسي ويقدمون موضوعات وأشكالًا جديدة من صور المجتمع الروسي بل يظل أيضا مساهمة كبيرة في التراث الثقافي العالمي و الصحافة العالمية.