ارهاصات بيئية .. تحسين ادارة السياحة والاستدامة البيئية

 

صادق الازرقي

يفد الى العراق في كل عام ملايين الأشخاص، من بينهم اعداد كبيرة من الاجانب من شتى الدول بخاصة في مواسم معينة ضمن ما يسمى بالسياحة الدينية؛ ويلاحظ ان هناك فشلا حكوميا في استثمار هذه الميزة برغم تأثير الاعداد الكبيرة السيء على البيئة في شتى الصور ومن ذلك ازدياد النفايات وتراكمها والتأثير في حياة المناطق المستهدفة بالزيارات، وفي كل موسم سياحي لوحظت مظاهر التخلف الاداري في شؤون السياحة والسواح ومنها عدم تواجد ادارة عملية لمسألة فرض الضرائب على السياحة.

والضرائب السياحية هي رسوم تفرضها الحكومات على الأنشطة والخدمات المرتبطة بالسياحة، وتهدف هذه الضرائب إلى زيادة الإيرادات الحكومية وتحسين البنية التحتية والخدمات العامة، بخاصة في الوجهات السياحية التي تستقبل أعدادا كبيرة من الزوار.

وأنواع الضرائب السياحية متعددة منها ضريبة الإقامة، وتفرض على الإقامة في الفنادق، المنتجعات، والشقق السياحية، وتحسب عادةً بنسبة مئوية من قيمة الإقامة أو كمبلغ ثابت لكل ليلة، وضريبة الطيران تفرض على تذاكر الطيران المغادرة من البلد، وتختلف بحسب المسافة أو درجة السفر (اقتصادية، رجال أعمال، إلخ).

وهناك ضريبة المبيعات على الخدمات السياحية، وتشمل المطاعم، النقل السياحي، الجولات السياحية، والأنشطة الترفيهية، وضريبة الدخول إلى المعالم السياحية، وتُفرض رسوم على دخول المتاحف، الحدائق الوطنية، المواقع الأثرية، وغيرها، وضريبة التأشيرة: رسوم تُفرض على السياح للحصول على تأشيرة دخول إلى البلد.

 وهناك ضريبة البيئة أو الاستدامة تهدف إلى الحفاظ على البيئة وتقليل الأثر السلبي للسياحة على الطبيعة، وتُستغل الإيرادات لتحسين إدارة النفايات، الطاقة المتجددة، وحماية الموارد الطبيعية، وضريبة مغادرة البلد تُفرض على المسافرين عند مغادرة البلد، سواء كانت مدمجة في سعر تذكرة الطيران أو تُدفع منفصلة.

ومن أهداف الضرائب السياحية، تعزيز الاقتصاد المحلي بتوليد إيرادات لدعم الاقتصاد عن طريق الاستثمار في مشاريع البنية التحتية والخدمات.

ومن الاهداف، تقليل الأثر البيئي بتوفير موارد للحفاظ على البيئة وحماية المواقع الطبيعية والثقافية، و تحسين الخدمات السياحية ومنها تحسين الطرق، المواصلات، والخدمات العامة في المناطق السياحية، و تنظيم تدفق السياح بالحد من السياحة المفرطة التي قد تؤثر سلبا على المجتمع المحلي والبيئة.

ومن الأمثلة على الضرائب السياحية عالميا، في إيطاليا تفرض ضريبة إقامة تُحسب على وفق تصنيف الفندق وعدد الليالي، وفي فرنسا تفرض ضريبة الإقامة تُضاف إلى فاتورة الفنادق، وفي تايلاند، فرضت ضريبة بيئية صغيرة تُضاف إلى تذاكر الطيران. وفي دبي تفرض رسوم السياحة على الإقامة في الفنادق.

يتوجب على الجهات المعنية بأمور السياحة في العراق الادارة السليمة للنشاط السياحي في البلد لارتباطه الوثيق بالأوضاع البيئية والاقتصادية، ففي المجال الاقتصادي توفر السياحة موردا اقتصاديا كبيرا يرفد البلد بأموال طائلة متواصلة تؤدي ادارتها بصورة سليمة الى توفير الاموال لاستثمارات في مجالات عدة تنتفع منها المدن المستهدفة بالسياحة.

وفي المجال البيئي تؤدي الادارة الكفء لتشريع وفرض الضرائب السياحية الى السيطرة على المخاطر المتعلقة بسياحة الاعداد الكبيرة من الناس وتجنب مخاطر الملوثات البيئية، التي يطلقها ألوف السواح في المدن مع كل موسم سياحي وما يشكله ذلك من مخاطر على السكان.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

قد يعجبك ايضا