ماجد زيدان
قبل ايام حدث اطلاق نار في جامعة الاسراء الاهلية وسط بغداد وقع ضحية الحادث بعض الطلبة ورجال الامن , وهو حادث الاول من نوعه , عادة ما تقع مثل هذه الاعتداءات خارج المؤسسات التعليمية , وضحيتها من الاسرة التعليمية والجسم الطلابي ..
والملفت للنظر تضاربت الروايات بشأنه وتوصيفه بين الجامعة ووزارة التعليم العالي والاجهزة الامنية كل منهم رواه بطريقة مختلفة , ورغم مرور عدة ايام على الواقعة الا ان الروايات المتضاربة لم تصحح , لاسيما بعد القبض على الجاني . والركون الى احداها , وازالة الاشاعات والتكهنات وتطمين الناس على الحالة الامنية في الجامعات , بل في المجتمع , وانه لا خشية من فوضى قد تنتقل الى الحرم الجامعي جراء الصراع السياسي المنفلت وانتشار العنف .
مثل هذا الحادث وغيره في المؤسسات التعليمية يتكرر بين الحين والاخر في جميع مدن البلد , فنحن نسمع عن ولي امر طالب من ذوي النفوذ في السلطة اوفي جهة حزبية او ملشياوية بل الطلاب والاسرة التربوية ذاتهم لا يعجبهم قرار دراسي او تربوي فيلجؤون الى العنف لحل خلاف او فرض رغباتهم وسلوكهم غير السوي وبعيدا عن القانون ,وكثير من هذه الممارسات الشائنة لم تتمكن السلطة من لفلتها وتسربت الى الاعلام وعرفت بها الوزارة او الجامعات من دون ان تتخذ بحق مرتكبيها الاجراءات القانونية , وجرت تسويتها بطريقة ” تبويس اللحى” او الفصول العشارية او اسكات المعتدى عليهم خشية مما قد يؤول اليه الوضع في حال اصروا على معاقبة الجاني وابتلاع ولي الامر الحكومي ما اخذه على عاتقه وهو من صلب مهامه .
للأسف , هذا واقع الحال , الناس الذين لا يجدون الحماية بتنفيذ القانون , يسترون على انفسهم بالسكوت والحلول التي تحفظ ماء الوجه شكلا , وذلك لتغول القوى النافذة , وعجز الحكومة عن فرض وبسط سيطرتها واداء مهامها .
في حادثة كلية الاسراء , شكل التعاطي المتناقض معها مؤشرا على انها سوف تنسى ويجري تميعها رغم خطورتها على المجتمع والطلبة والتشجيع على تكرارها , فلغاية الان لم يحاط المواطنون علما بالمعلومات اللازمة للاطمئنان على ان الدولة قوية وحرمة الجامعات مصانة , وان تكرارها سيضرب بيد من حديد على من يرتكبها .
في الحقيقة الامر ليس مفاجئا , والسلاح حيازة واستخداما ليس محصورا ومحتكرا بيد الدولة ولكل ذي جاه او “متعفرت ” استثناء ويمكن ان ينفذ من فعلته , شانه في ذلك شان الكثير من الفاسدين والجناة , وستجد الجهات له العذر لتبرير جريمته والعفو عنه , كان تقول انه مضطرب نفسيا , وتتغافل ان كل طالب ينتسب للجامعة يقدم شهادة صحية , ومكمن الخطورة انها تتمدد الى الوسط الطلابي الذي يفترض ان يكون بعيدا عن هذا وقدوة للشباب .
ان تحريم العنف وتجريمه وملاحقته بحاجة الى صرامة شديدة تبدء من المؤسسات الحكومية وتنتهي بالأفراد والا الحال سيستمر على ما هو عليه من خطورة تصدع بيئة الوحدة المجتمعية.