مشروع (( ممر داوود ))وتغيير ملامح الشرق الأوسط .

حسام الحاج حسين

ماذا تعرف عن مشروع (( ممر داوود )) ..؟
في أثناء الحملة الأنتخابية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن بوضوح خلال كلمته الانتخابية أن إسرائيل صغيرة جدًا، وألمح إلى ضرورة توسعة أراضيها، حيث سيتم البدء من الضفة الغربية باعتبارها أرضًا إسرائيلية (يهودا والسامرة)، وإنشاء منطقة عازلة في جنوب لبنان. كما وعد اللبنانيين في الوقت نفسه أنه سيسعى لأن يضمن لهم العيش بسلام مع جيرانهم . وهو ضوء أخضر لإسرائيل في الأنطلاق نحو تنفيذ المشروع على الأرض .وفقًا للتقارير، يشير “ممر داوود” إلى خطة جيوسياسية واستراتيجية في الشرق الأوسط تسمح لإسرائيل بالوصول المباشر إلى المناطق الكردية في سوريا والعراق. ويبدأ هذا الممر من جنوب سوريا، مرورًا بمحافظات درعا والسويداء والتنف ودير الزور، ثم يتصل بإقليم كردستان العراق. الهدف الرئيسي من هذه الخطة هو إنشاء منطقة موالية للولايات المتحدة وإسرائيل، مما يسهل نقل النفط والأسلحة . وسوف تتشابك إسرائيل مع إمريكا في شمال شرق سوريا .
وكانت الوكالات الدولية قد تحدثت عن هذا المشروع منذ شهور، وقد صرح الرئيس اردوغان في وقت سابق (( ان اسرائيل لن تتوقف في لبنان وانها سوف تصل الى حدودنا وستصبح ملاصقة لنا )) وصرح اكثر من مسؤول تركي عن نوايا إسرائيل لتنفيذ الممر، حتى قبل توجيه الضربات بين إسرائيل و إيران ، وبعد الاجتياح الإسرائيلى لجنوب لبنان، ومع تحرك الميليشيات المسلحة فى سوريا، وتشديد قبضتهم عليها، استولت إسرائيل على جبل الشيخ مع قضم عشرات الكيلومترات من القنيطرة ، لتعود تركيا محذرة من تنفيذها المشروع الذى يقتطع من سيادة سوريا، ويطوق الحدود العراقية، ويدنو من الحدود التركية كما صرح اردوغان .
وفي حال قررت إسرائيل تنفيذ هذا المشروع فسوف تصل الى النهر «الفرات» وستكون درعا والسويداء، والرقة، ودير الزور، والبو كمال، والتنف، وحتى الجولان قد باتت في قبضتها .ويعتبر هذا الممر والذي سوف يعد اكبر ممر و منفذ بري حيث يفض عزلتها وحصارها وتطويقها في آن واحد . اضافة الى جانب أهميتها كطريق تجارى، يزيد من الحركة التجارية،ويزيد فيها مشروعات الطاقة، بجانب المشروعات السياحية، ويعزز من قوة إسرائيل العسكرية، ويوسع من دورها الإقليمى، ويشكل ضغطا كبيرا على العراق ثم تركيا، وهنا لا بد من التوضيح بأن الجميع صار فى مرمى الهدف الإسرائيلي ، حتى تركيا التى كانت تناور وتحاور وترى فى نفسها القوة الكبيرة البعيدة عن الشرور الإسرائيلية ومساراتها التوسعية ، فإن ممر داود سيقوض أمنها القومي وبقوة ، كذلك سيكون الحال بالنسبة للأمن القومي العراقي في الوقت ذاته .
فتغيير ملامح الشرق الأوسط الحالي بات مرتقبًا، وذلك بعدما يتحقق للدولة العبرية ممرًا متصلًا لما أطلق عليه (إسرائيل الكبرى). والواضح وفق المعطيات يعد ذلك مجرد سيناريو افتراضي، بل واقع تسعى إليه إسرائيل بقوة ومن خلفها الولايات المتحدة ، مستفيدةً من التعقيدات والتشابكات الإقليمية والدولية الحالية، التي تعتبرها الفرصة الأكثر ملاءمة لتحقيق ذلك، سواء أتحقق ذلك عبر الحروب المدمّرة أو بالتسويات والمقايضات والمفاوضات او الوجود العسكري الأمريكي والتي تتمتع بالقوة الصلبة والناعمة في منطقة الشرق الأوسط ..!

قد يعجبك ايضا