الباحث /احمد الحمد المندلاوي
اليوم نلقي الضوء على علم من أعلام مندلي بل من أعلام العراق على مستوى التصوف،ألا و هو الراحل الكبير د. قاسم محمد عباس من مواليد ديالى – مندلي – قره لوس لعام 1962م و المقيم في بغداد.
فهو كاتب ومحقق كتب الصوفية ،و هو أديب كبير في الحركة الثقافية العراقية المعاصرة ، في عالم التراجم
والتحقيق والبحث، إلى جانب بعض الكتابات الأدبية من رواية وشعر.
امتهن الراحل التحقيق، وكرّس معظم اشتغاله على كتابة تراجم لسيَر المتصوّفة، ومن أبرز أعماله الدراسة التي أعدّها بعنوان “هكذا تكلّم الحلاج”، وسعى فيها إلى نقد آراء الاستشراق في التصوّف الإسلامي عموماً.
كما حقّق له “الأعمال الكاملة” وهو كتاب يتألف من مقدمة طويلة، وسيرة للحلّاج، وضمّ نصوص:
الطواسين، وبستان المعرفة، والأقوال، ونصوص الولاية ، والروايات أو الأحاديث، والديوان.
يقول د.قاسم في مقدمة العمل:
“إن أية محاولة لتوثيق حياة الحلاج تعني القيام بتوثيق فكري لتاريخ الولاية الصوفية، وتلمس الجذر الأول لـ الفكر الصوفي الإسلامي، بسبب أن المراجعة التاريخية لحياة الحلاج إنما تعني استحضار ما هو عقائدي وتاريخي وسياسي متعلّق بمحاكمة الولاية الصوفية”.
قدم د. عباس كذلك دراسة في رسائل ابن عربي “عين الأعيان”، وفيها مراجعة تاريخية للمشروع الصوفي الإسلامي برمّته.
يرى عباس في مقدمة “الرسائل الإلهية” لإبن عربي التي قام بتحقيقها “أن رسائل هذا الكتاب هي تتمة لطروحات ابن عربي التي تناولها في فصوص الحكم …
وكذلك فعل مع شهاب الدين السهروردي، حيث حقّق له نصوصه الإشراقية، في كتابين بعنوان “ثلاث رسائل في الرؤية والمجاز” و”كلمات صوفية”.
كتب قاسم أيضاً تراجم وتحقيقات حول أبي يزيد البسطامي في كتاب “المجموعة الصوفية الكاملة”، والنفري في دراسة “ضاقت العبارة” وهي الأعمال الكاملة لصاحب المخاطبات، إلى جانب عدّة دراسات في البهائية، اهتم فيها بنشر مجموعة مختارة من آثار عبد البهاء (عبّاس أفندي) ناشر البهائية.
وله أيضاً رواية بعنوان “المحرقة”، يتناول فيها فترة الحرب الإيرانية العراقية، ويستعيد تجربة فرد في أحد فصول الجحيم التي عاشها العراق، وكأن هذا الفرد يمثل جيلاً سيق إلى الحرب.
فيقول الكاتب على لسان الشخصية الأساسية في الرواية مروان:
“نحنُ جيل تحطم على مرأى من نظر العالم، لا أدري كيف سيتحدثون عنا فيما بعد”.
من الكتب التي حققها :
1- رسائل ابن العربي.
2- هكذا تكلم الحلاج .
3- الأعمال الكاملة للحلاج.
4- رواية المحرقة.
5- كتاب تأويل الشطح
6- ثلاث رسائل في الرؤية والمجاز – لـ(شهاب الدين السهروردي)
7- كلمات صوفية – لـ(شهاب الدين السهروردي)
8- المجموعة الصوفية الكاملة- لأبي يزيد البسطامي.
9- ضاقت العبارة – دراسة عن النفري.
10- دراسة عن رسائل عين الأعيان.
11- عدّة دراسات في البهائية- اهتم فيها بنشر مجموعة مختارة من آثار عبد البهاء (عبّاس أفندي) ناشر البهائية.
توفي الاستاذ قاسم يوم
2018/4/5م في بغداد – الوزيرية،إثر مرض عضال، تاركاً خلفه قرابة ثلاثين كتاباً ،كما عمل لفترة طويلة في ميدان الصحافة والاعلام.
كتب عنه الكثيرون من أصدقائه وأهل العلم والمعرفة خاصة في محضر التصوف الإسلام.
هذا ونعى مكتب الرئيس العراقي السابق د.فؤاد معصوم ؛”بألم وحزن” الكاتب الراحل، وقال في بيان أصدره :
ان الراحل كان “أحد ابرز موظفي مكتبه ومن ابرز الكتاب العراقيين الذين نذروا أنفسهم وجهودهم الفكرية والإبداعية من اجل رفعة العمل الثقافي الوطني.
و نختم المقال برثائية محمد حسين عجيل في الذكرى الثانية لرحيل صديقه قاسم في جريدة الصباح بعنوان (قاسم محمد عباس من رماك بزهرة الشبليِّ ؟).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مصادر/
1- بغداد – العربي الجديد -6 /4/ 2018م
2- الاستاذ أكرم داوود –أربيل
3- جريدة الصباح.
4- مخطوطة :موسوعة مندلي الحضارية
2018م.
5- مقالة د.شفيقة عويل الجزائرية.
—————————–