التاخي- ناهي العامري
ضيفَّ منتدى بيتنا الثقافي، الكاتب والباحث السوري محمد ارسلان علي، لتقديم محاضرة بعنوان : (سوريا الى اين ما بعد حكم الأسد).
بدأ المحاضر بتسليط الضوء على دور الفصائل المسلحة في اسقاط نظام الاسد، وقال ان الفصائل المسلحة في الشمال السوري تتلقى دعمها من تركيا، بالاموال والسلاح، اما الفصائل في الجنوب السوري فكان مهمتها القيام بالتظاهرات وتأليب الوضع العام ضد النظام، من جانب آخر تم فتح الحدود على مصراعيها لتدفق المقاتلين داخل الحدود السورية ودعمها بكل ما تحتاجه من مال وسلاح من قبل امريكا وبريطانيا وفرنسا، بشرط ان لا يوجه سلاحها ال المصالح الامريكية واسرائيل، ومن هذه الفصائل هيئة تحرير الشام، التي كانت تسمى جبهة النصرة سابقاً.
واضاف ارسلان، ان تلك الفصائل تم تدريبها في تركيا منذ عام ٢٠١٣، وانفق عليها ما يزيد عن ٥٠٠ مليون دولار، وبعد الانتهاء من تدريبهم تم ادخالهم الى سوريا، وكان ما مخطط له ان تزحف الفصائل المسلحة الشمالية الى حمص، اما الفصائل الجنوبية عليها دخول دمشق، وهكذا تم سقوط النظام في الثامن من كانون الأول ٢٠٢٤.
وحول طبيعة نظام الحكم الذي ستختاره المعارضة المسلحة قال: شكل نظام الحكم ما بعد نظام بشار الاسد، لا يمكن لاحد التكهن به حاليا، فزعيم هيئة تحرير الشام احمد الشرع الذي عرف بالجولاني وقائد جبهة النصرة سابقا، يميل خطابه إلى الاعتدال حاليا، فقد اعلن أنه منفتح على كل المذاهب والاديان، وفي حقيقة الامر هذا الاسلوب لم يعد خافيا على احد، تمثيل في تمثيل الى ان يتمكن من وضع يده على جميع مفاصل الدولة كما جرى وشاهدنا طريقة تغلغل الاسلاميين وحنثهم بوعودهم، في تونس ومصر والعراق، وهذا الامر أثار امتعاض الشعب السوري بشكل عام، كذلك اثار حفيظة كثير من المثقفين والعلمانيين، حيث أثار مخاوفهم في تطبيق الشريعة الإسلامية، وفق منطق الاخوان المسلمين.
وعن علاقة المعارضة المسلحة بامريكا اشار ارسلان: لاجل تلك المخاوف زار دمشق وفد امريكي لانتزاع ضمانات من احمد الشرع في الالتزام بالمواثيق الدولية التي صدرت من الامم المتحدة واحترام حقوق الشعب السوري بكافة اطيافة وأديانه ومعتقداته، لكن ضمنيا ما وراء تلك التطمينات، هو عدم الاقتراب من اسرائيل أو افتعال الحروب ضدها، وما يؤكد ذلك التوجه هو قيام اسرائيل بضرب جميع القواعد العسكرية والجوية، ويقدر ما تم تدميره اكثر من ٩٠٪ من قوة سوريا العسكرية، تحت ذريعة تدمير اسلحة الدمار الشامل والاسلحة الكيميائية والجرثومية، وحقيقة الامر هو تدمير السلاح كي لا يكون بمتناول الاسلاميين اذي يمكن استخدامه ضد اسرائيل.
وعن كيفية الخروج من هذا المأزق الذي تمر به سوريا، اجاب ارسلان قائلا: للخروج من هذه
المعمعة، لا بد من القيام على توعية المجتمع، وهذا الامر يقع على عاتق المثقفين واليساريين والديمقراطيين، وكل القوى المحبة للمدنية والسلم الاهلي.