مشاعر الغضب والسياسة العالمية.. جدال التأثير والعواقب

 

 

الجزء الأول –

د. خالد حنفي علي

باحث مصري، مؤسسة الأهرام

 

حاول الكاتب والروائي الهندي بانكاج ميشرا تحليل اضطرابات السياسة العالمية في كتابه “عصر الغضب.. تاريخ الحاضر” الذي صدر عام 2017[1]، من خلال الربط بين أحداث مختلفة السياقات والدوافع، لكنها عبرت عن تنامي مشاعر الغضب في العالم مثل: إرهاب تنظيم “داعش” في الشرق الأوسط، صعود ترامب في السياسة الأمريكية، خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (البريكست). وعزا ذلك إلى أن الحداثة وانتشار العولمة والبحث القاسي للرأسمالية عن الربح أدت إلى اتساع التفاوتات والحرمان داخل المجتمعات، وإضعاف سلطة الدول وشرعيتها مما أفسح الطريق أمام صعود الأصوليات الدينية والقومية المتطرفة.

 

لم يهدأ الغضب العالمي بعد تلك السنوات، بل تأجج وعبر عن نفسه في مظاهر أكثر حدة، كالغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022، وهجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023 ثم رد الأخيرة بحرب إبادة ضد الفلسطينيين في قطاع غزة والتي توسعت لتشمل دولاً أخرى في الشرق الأوسط المأزوم بالأساس بصراعات أهلية وتدخلات خارجية، والصعود السياسي لأحزاب اليمين المتطرف في أوروبا، وعودة ترامب ثانية لترشيح نفسه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر عام 2024، إضافة إلى تنامي الاحتجاجات الشعبية في العالم، حيث زادت بنسبة 244 بالمائة خلال العقد الأخير، وفقاً لمؤشر السلام العالمي[2].

 

في كل هذه الأحداث، مثلت مشاعر الغضب سواء للأفراد أو الجماعات أو الدول أحد محفزات تشكيل التفاعلات السياسية داخل الدول أو فيما بينها، لكن ذلك العامل العاطفي تعرض للإهمال لصالح التركيز أكثر على مظاهره الملموسة، كالحروب والثورات والاحتجاجات والإرهاب وغيرها. يرجع ذلك إلى هيمنة منطق عقلاني على التحليلات السياسية يستند على حسابات المصالح والقوة والاختيار الرشيد، فضلاً عن حالة التعقيد التي تنطوي عليها تحليل مشاعر الغضب كونها ردود فعل ذاتية وفسيولوجية وإدراكية تتسم بالتقلب والغموض والتداخل مع مشاعر سلبية أخرى، كالخوف والإحباط والعجز والإهانة وغيرها.

 

مع صعود الاتجاهات النقدية، نالت المشاعر والعواطف أهمية في الحقل السياسي على أساس افتراض مفاده أن العاطفة والعقل لا ينفصلان في عمليات صنع القرار[3]. فالسياسة يصنعها ويتأثر بمخرجاتها بشر تحركهم مشاعر تُضفي معنى إنسانياً على أفكارهم وتصرفاتهم. صحيح مثلاً أن هنالك حسابات عقلانية تكمن خلف الغزو الروسي لأوكرانيا لكن لا يمكن فصلها عن مشاعر الغضب لدى القيادة السياسية (بوتين) والمجتمع، جراء إهانة روسيا على يد الغرب إما بسبب إرث تفكك الاتحاد السوفيتي السابق أو تمدد حلف الناتو في النطاق الجغرافي الحيوي لروسيا.

 

قد تخلق أيضاً المشاعر عندما تنتقل من بعدها الفردي الذاتي إلى الجماعي بنى قيمية وثقافية واجتماعية تؤثر في التفاعلات السياسية. فما كان للدولة القومية أن تتبلور فقط بفعل صلح وستفاليا وممارسة وظائفها العامة إزاء شعب في نطاق جغرافي معين، وإنما أيضاً لنشوء مشاعر جماعية بفعل عمليات التخيل والإدراك المشترك للفكرة القومية ورموزها، على نحو طرحه بندكت أندرسن في كتابه “المجتمعات المتخيلة”. تلك المشاعر الجماعية المشتركة التي تترابط مع الانتماء والهوية قد تلعب دوراً ضاغطاً أو مسانداً لسياسات الدول، حيث قد يجري استثارة غضب الجمهور وطاقته الانفعالية في أوقات الحروب والصراعات والثورات.

 

بالتالي، ليس ممكناً تجاهل أثر المشاعر والعواطف ومنها الغضب، في فهم ما يجري في السياسة، إنما تحديد وزنها النسبي وأثرها في الحسابات العقلانية للفاعلين السياسيين. لذلك، برزت أساليب عدة  لتحديد الأثر السياسي للعامل العاطفي، كاستطلاع رأي الجمهور عن مشاعره بعد الأحداث السياسية مثل مؤشر مركز جالوب العالمي للمشاعر والعواطف[4]، أو الاستقراء الكمي والكيفي لسرديات القادة والحكومات أو تحليل تعليقات وتدوينات الجمهور على وسائل التواصل الاجتماعي.

 

لكن يظل السؤال المطروح: كيف تؤثر مشاعر الغضب في ديناميات تشكيل الظواهر السياسية سواء داخل الدول والمجتمعات أو العلاقة فيما بينها؟. تستدعي الإجابة محاولة تفكيك مفهوم الغضب السياسي وأنماطه، ومراحل انتقاله من الشعور إلى السلوك، فضلاً عن الجدالات والإشكاليات المرتبطة به. تكمن أهمية تلك المحاولة في أن الغضب من المشاعر النشطة والهجومية في المجال السياسي مقارنة بالخوف أو الحزن أو الإحباط، حيث قد يقترن بإجراءات انتقامية وعقابية لإزالة مسبباته، كما قد يخلق قوة حشد وتعبئة سياسية تقود إلى صراعات مدمرة أو تغيرات بناءة([5].

 

 

 

الغضب السياسي.. مضامين وأنماط متعددة

يرتبط شعور الغضب بالسخط والحنق والتمرد والهياج وغيرها، وتتداخل تلك المعاني مٍع مجالات عديدة نفسية واجتماعية وثقافية وسياسية، لكن ثمة اتفاقاً عاماً في النظر للغضب على أنه رد فعل للمرء تجاه حدث ما يشكل تهديداً أو عائقاً أمام تحقيق الأهداف أو التوقعات. يرجع رد الفعل ذلك إلى تصور المرء أن العائق المسبب للغضب “غير عادل”، وأنه يستحق أكثر مما يحصل عليه، ومن ثم ينظر للتعبير عن شعوره بالغضب على أنه دفع للضرر أو الأذى أو فرصة للحصول على الأفضل. وبينما تتراوح درجات الغضب بين الانزعاج الخفيف والغضب الشديد، فإنه يتضمن ثلاثة مكونات أساسية: فسيولوجية (أي يصدر الغضب نتاج تفاعل بين المشاعر والجسد)، معرفية (الغضب يجعل المرء يدرك طبيعة وضعه ويقارنه بما يتطلع له أو بالآخرين)، سلوكية (قد ينطوي الغضب على رغبة في تحويل الشعور إلى سلوك انتقامي أو عقابي لمجابهة التهديد)[6].

 

إلا أن الغضب، كاستجابة شعورية مضادة لعائق مطروح في الحاضر قد يختلف نسبياً عن الاستياء الذي يعكس مرارات عميقة ومتراكمة تستمر من الماضي إلى الحاضر، لكن تلك المرارات قد تتحول إلى بيئة حاضنة تعمل على نشر العدوى العاطفية للغضب وتحوله إلى شعور جماعي. يختلف أيضاً الغضب كشعور عن العدوان كسلوك عنيف لفظي أو مادي ضد الآخر، لكن الأول قد ينتقل للثاني إذا تم تنفيذ الانتقام من مسببات الغضب، بينما في أحيان أخرى تظل مشاعر الغضب متجمدة، دون التعبير عنها في خطابات أو سلوكيات بفعل الخوف من عواقب الأفعال. هنا، تفرق الأدبيات بين غضب سلبي يستهدف التدمير للآخر، وغضب إيجابي يدافع عن النفس والقيم والحقوق دون الجور على حقوق الآخرين، وغضب كامن تحت السطح قد يتحين الفرصة للخروج إلى العلن [7].

 

في المجال السياسي، تظهر مشاعر الغضب كاستجابة من أفراد أو جماعات أم دول على سياقات غير عادلة تخص عمليات توزيع السلطة والثروة والهوية. وبينما يحكم الغضب الفردي عوامل فسيولوجية وسمات نفسية وشخصية وسياقية معقدة، لذا بدا التركيز في الأدبيات أكثر على التعامل مع ثلاثة أنماط أساسية من الغضب أكثر تأثيراً في التفاعلات السياسية، وهي الجماعية والنخبوية والإلكترونية، ويمكن توضيحها على النحو الآتي:

 

أولاً: الغضب الجماعي

 

يعبر هذا النمط عن استجابة مشتركة لمجموعة من الناس رداً على ظلم متصور، أي ظلم يعتقدون أنه واقع عليهم (حتى لو لم يرى الآخرون ذلك)، بفعل عدم استجابة سياسات السلطة لتفضيلاتهم أو توقعاتهم بالاستحقاق. من ثم، يصبح التعبير عن الغضب سواء في خطابات أو سلوكيات مدخلاً لإصلاح تلك الأوضاع الظالمة. لكن الغضب الجماعي ليس حاصل جمع غضب كل فرد على حدا، إنما ينتج بفعل التشارك المجتمعي في الانتماء الهوياتي والقيمي والثقافي والخضوع لظروف سياسية واقتصادية واجتماعية متقاربة. ويخلق هذا التشارك وعياً جماعياً بقيم ومعتقدات وأفكار ومعايير معينة تشكل البيئة العامة التي تنتقل فيها عدوى الغضب بين الأفراد[8].

 

هنا، يرى جوستاف لوبون أن العواطف الجماعية الغاضبة بدائية وتفتقد للعقلانية وقد تتحول إلى عنف وتطرف، لاسيما أن انتشار عدواها في المجتمعات يستند على التقليد والتحريض من قبل القادة السياسين الذين يستثيرون مشاعر الجمهور بالشعارات والخطب الحماسية والعاطفية وليس الحجج والبراهين، خاصة أن الفرد- برغم كونه واعياً– إلا أنه عندما ينصهر في روح الجمهور تتغير شخصيته وتسيطر عليه ذهنية جماعية لا واعية[9].

 

تعرضت وجهة نظر لوبون لانتقادات حادة، لكونه حصر الوعي والعقلانية في الفرد دون الجماعة، حيث رأت أدبيات اشتراكية أن الغضب الجماعي له بعد عقلاني ومعرفي وينطوي على نوع من الوعي، لأنه يحفز المقهورين على إدراك طبيعة أوضاعهم للخروج من أسر الاستغلال والهيمنة التي فرضتها نخب وطبقات حاكمة ورأسمالية، فضلاً عن أنه علامة على حيوية المجتمعات وعدم موتها رمزياً، بل وقدرتها على تغيير أوضاعها للأفضل. تجلت تلك النظرة في مجتمعات حولت غضبها الجماعي إلى حروب للتحرير الوطني ضد الاستعمار الغربي في أفريقيا وأمريكا اللاتينية أو نضال الأقليات السوداء ضد العنصرية في الولايات المتحدة [10].

 

قد يختلف الغضب الجماعي من حيث دوافعه ومظاهره من مجتمع إلى آخر، لكنه في لحظة تاريخية معينة قد يصبح متزامناً في عدة دول تعبيراً عن اضطرابات السياسة العالمية وتداعياتها على المجتمعات. في العام 1968، برزت احتجاجات في الولايات المتحدة وأوروبا وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط، وعبرت عن قضايا مختلفة، كالمطالبات بالحقوق المدنية ورفض العنصرية وقمع الأنظمة العسكرية، ومعارضة الحروب، خاصة تورط الولايات المتحدة في حرب فيتنام آنذاك. ومع انتشار العولمة وثورة الاتصالات والتكنولوجيا، تبلور الغضب الجماعي العابر للحدود ليعكس تشابه الظروف السياسية والاقتصادية لدول في إقليم معين مثل الثورات العربية في 2011 أو قضايا عالمية مشتركة كاحتجاجات حركة احتلوا وول ستريت في العديد من الدول ضد هيمنة الرأسمالية والشركات الكبرى، أو المظاهرات العالمية المنددة بجرائم إسرائيل والمطالبة بوقف حرب غزة الأخيرة.

 

ثانياً: الغضب النخبوي

 

يرتبط هذا النمط بقادة الجماعات العرقية والقبلية والحزبية أو الحكومات حال مواجهة تهديدات تعترض أهدافهم وتوقعاتهم. وهو نمط يدحض الفكرة الشائعة بأن الغضب مقصور على الجماهير أو أنه لا يرتبط أحياناً بحسابات عقلانية ونفعية في المجال السياسي. من الممكن أن يصبح الغضب النخبوي جزءاً من السمات الشخصية والنفسية للقادة والنخب السياسية لكنه قد يكون مدروساً أو ما يسميه البعض “تسليح الغضب”، أي استخدامه لأغراض سياسية مثل: حشد الجمهور للمشاركة في الصراعات أو الاحتجاجات أو الانتخابات أو شرعنة سياسات الحكومات لمواجهة تهديدات دول أخرى[11].

 

تاريخياً، برز قادة وظفوا الغضب سياسياً، كهتلر الذي عمل عبر خطاباته على استثارة مشاعر الغضب لدى المجتمع الألماني، من خلال إشعاره بأنه تعرض للإذلال الوطني بسبب الإملاءات التعسفية لمعاهدة فرساي التي أسدلت الستار على الحرب العالمية الأولى، كما استخدم المشاعر الجماعية الغاضبة لشرعنة توسعاته في أوروبا إبان الحرب العالمية الثانية، من خلال توظيف فكرة “الاستثنائية” في الفكر النازي لمواجهة المجتمعات الأخرى التي تعيق طموحاته. أما حديثاً، فيتم تسليح الغضب من قبل قادة مثل ترامب ونتنياهو، وزعماء الجماعات الإرهابية وغيرهم. فمثلاً، تُظهر 11 ألف تغريدة لترامب على موقع إكس (تويتر سابقاً) أن أكثر من نصفها كان هجمات غاضبة على الآخرين [12]، وهو يستهدف من وراء ذلك إثارة مشاعر مناصريه لتكثيف مشاركتهم الانتخابية أو التطوع أو التبرع بالمال.

 

تعتمد دينامية توظيف القادة السياسيين للغضب على تسرب مشاعرهم ومفرداتهم ووجهات نظرهم وسلوكياتهم في وصم الخصوم وإهاناتهم إلى الجمهور المتلقي، لكن ذلك يخضع لشرط جوهري يتعلق بمدى التقارب السياسي أو الهوياتي أو الحزبي أو العرقي بين أولئك القادة وأنصارهم، فالعدوى العاطفية، كإحدى النظريات المفسرة لانتشار الغضب، قد تكون أكثر قابلية للانتقال حال وجود خلفيات مشتركة بين مصدر خطاب الغضب ومتلقيه. بالتالي، قد لا تتخطى عدوى الغضب لخطابات القادة الحدود الحزبية أو العرقية لأنصارهم، أي لا تستطيع التأثير على مجموعات أخرى متنافسة لا تؤمن بأفكارهم أو معتقداتهم أو رؤيتهم للعالم [13].

 

لذلك، يكرس الغضب النخبوي حالة الاستقطاب السياسي في الدول والمجتمعات المنقسمة ليتماهى مع خطوط الانقسام الحزبي والاجتماعي والعرقي، وهو نمط برز في مناطق الصراعات المسلحة في الشرق الأوسط وأفريقيا. فتلك الصراعات، وإن عبرت إجمالاً عن غضب جماعي على السياسات غير العادلة للأنظمة السياسية، لكنها تحولت بفعل توظيفات النخب المتنازعة إلى حالة من الغضب المتشظي والمتضاد، يسعى فيه كل طرف إلى حشد الأنصار الغاضبين لتبرير عمليات العدوان والاستهداف المتبادل.

 

ثالثاً: الغضب الإلكتروني

 

ارتبط هذا النمط بانتشار أدوات ثورة الاتصالات والتكنولوجيا، خاصة وسائل التواصل الاجتماعي التي بدت كأداة ووعاء يتشكل فيه الغضب الجماعي والنخبوي، حيث يتم التعبير عنه من خلال بيانات أو تدوينات أو تعليقات أو رموز أو صور أو فيديوهات وغيرها. قد يكون الغضب الإلكتروني استجابة تلقائية نتاج مثيرات معيقة أو مدروسة، أي تستخدمه مجموعات منظمة لأهداف سياسية أو تسعى لتخليقه أو بناء تشبيك بين الغاضبين، وحفزهم على الحشد في الواقع كتجارب استخدام الاحتجاج الجماعي للفضاء الإلكتروني في الشرق الأوسط أو أفريقيا خلال العقد الأخير. ويتحول هذا الغضب إلى سلوكيات عدوانية من خلال السباب والشتائم والسخرية واختراق الحسابات من قبل القراصنة وغيرها.

 

تشير بعض الدراسات في هذا المجال[14] إلى أن مشاعر الغضب أسرع انتشاراً وأكثر مشاركة بين المستخدمين على الإنترنت من مشاعر سلبية أخرى كالاشمئزاز والحزن وغيرها. يرجع ذلك إلى طبيعة وسائل التواصل الاجتماعي من حيث إمكانية تزييف الهويات الشخصية، بما قد يخفض عواقب التعبير عن الغضب، كما قد لا تتضمن التفاعلات الإلكترونية مواجهات شخصية مباشرة بين الغاضبين ومن يلومونهم، ناهيك عن أن آلية الخوارزميات التي تلتقط نمط اهتمامات المستخدمين في الفضاء الإلكتروني ثم تعمل على تعريضهم أكثر لمواد تنسجم مع اختياراتهم وبالتالي تزيد من حالتهم الشعورية الغاضبة.

 

لكن هنالك تحديات تجابه تقييم المشاعر الغاضبة في الفضاء الإلكتروني، كصعوبات الحكم على النية العاطفية للمستخدمين بسبب طرق التعبير الساخرة والمراوغة للمفردات والرموز التي تحتمل تأويلات متعددة، فضلاً عن نشوء جماعات الكترونية تعمل على نشر المعلومات المزيفة والشائعات لخلق مزاج عام غاضب عن عمد أو توسيع شرارات الغضب وتضخيمها.

 

لجأ أيضاً العديد من القادة والنخب السياسية إلى الفضاء الإلكتروني لتوظيف مشاعر الغضب. على سبيل المثال، يكثف وزير الداخلية الإيطالي السابق ماتيو سالفيني وأحد قادة اليمين المتطرف من منشوراته على وسائل التواصل الاجتماعي لجلب الدعم السياسي من مجموعات يمينية متطرفة، حيث استهدفت تلك المنشورات المجموعات المهمشة في المجتمع مثل، المهاجرين واللاجئين والنساء وغيرهم، وهو ما اعتبره البعض يعزز من دينامية بناء التضامن الداخلي بين المجموعات اليمينية المتطرفة، لكنه في الوقت نفسه ينشر حالة الكراهية العامة خاصة ضد المهمشين [15].

قد يعجبك ايضا