خلال مقابلة مع فضائية سكاي نيوز عربية , الرئيس بارزاني : لن نسمح لأحد بأن يتدخل في شؤوننا أو في قرارنا
أكد الرئيس مسعود بارزاني، خلال مقابلة مع قناة سكاي نيوز عربية بُثت امس الأول الثلاثاء، أن الزيارة الأخيرة التي أجراها إلى بغداد “كسرت الحاجز النفسي الذي كان موجوداً، وخلقت أجواء إيجابية حيث اتفقنا على خارطة طريق لحل ما يمكن من مشاكل والآن هناك انفراج في العلاقات بين أربيل وبغداد وتقدم في معالجة الخلافات التي ليست عصية على الحل، والتي يمكن حلها بسهولة إذا توفرت النية والإرادة”، مستبعداً في الوقت ذاته إجراء انتخابات مبكرة في العراق.
وحول وضع دستور لإقليم كوردستان، قال الرئيس بارزاني إن “هناك صيغة جاهزة تقريباً، وما تبقى فقرات قليلة جداً”، مبيناً: “نعتقد أنه خلال فترة قصيرة إن شاءالله سيتم التوصل لصياغة نهائية للدستور”.
وتابع: “لا نريد علاقات متوترة لا مع تركيا ولا مع إيران، لكن المبدأ الثابت الذي لن نحيد عنه مهما كلفنا الثمن، هو بأننا لن نسمح لأحد بأن يتدخل في شؤوننا أو في قرارنا”.
وفيما يلي نص المقابلة:
س: بدايةً نود تهنئتكم بالفوز في انتخابات الإقليم التي شهدت نسبة كبيرة من الإقبال تخطت الـ70%، والسؤال المهم حول المرحلة القادمة وكيف تبدو طبيعة حكومة الإقليم؟
الرئيس بارزاني: كثيرون كانوا يتوقعون عدم إجراء الانتخابات، أو أن ترافقها مشاكل كبيرة، لكن الحمدلله جرت الانتخابات وفي جو هادئ وبدون أي مشاكل، والمشاركة 72%، وهذا إنجاز كبير، حقيقةً شعب كوردستان رفع رأسنا.
س: العلاقة بين الحزب الديمقراطي الكوردستاني مع الاتحاد الوطني شهدت شداً وجذباً، لكن هل تستمر هذه الخلافات بين الطرفين؟
الرئيس بارزاني: كنا ننتظر أن تعلن المفوضية نتائج الانتخابات، ويوم أمس أقرت النتائج، اعتباراً من اليوم، نحن لدينا وفد ولجنة مختصة للاتصال مع كل هذه الأطراف ومن ضمنها الاتحاد الوطني، للعمل على الخطوات القادمة، والخطوة الأولى هي أن يجتمع البرلمان، وبعد ذلك تأتي الخطوات الأخرى، الفترة القانونية اعتباراً من اليوم أمامنا عشرة أيام لعقد جلسة البرلمان الأولى، اعتباراً من اليوم، اللجنة ستتحرك للتواصل مع كل الأطراف ومن ضمنها الاتحاد ، ونتشاور مع الجميع، فليس لدينا فيتو على أحد لكن هناك نقطة مهمة جداً، وهي أن الانتخابات جرت، والنتائج واضحة، سنعتمد الاستحقاق الانتخابي.
س: لكن فخامتك، في ظل الفريقين من قبل الحزب الديمقراطي والذي سيجتمع مع الاتحاد الوطني، هناك من يتحدث عن اشتراطات قد يفرضها الاتحاد الوطني من ضمنها أن الطرف الآخر أو الحزب الديمقراطي لا يترشح للرئاسات؟
الرئيس بارزاني: هذا استحقاق انتخابي، ولا نسمح لأحد أن يفرض شروطاً ولا نفرض شروطاً على أحد، فقط يجب أن تكون واضحة جداً، وهي إقليم واحد برلمان واحد حكومة واحدة، قوات بيشمركة موحدة.
س: تحدثت قبل فترة عن إقليم واحد وحكومة واحدة وبيشمركة واحدة، إلى أين وصلتم من توحيد البيشمركة، هل هناك استعداد لتقديم تنازلات من كلا الحزبين الرئيسين؟
الرئيس بارزاني: هي ليست مسألة تنازل، حقيقة أن هناك برنامج مستمر، ووزارة البيشمركة المسؤولة عن هذا البرنامج بالتعاون مع خبراء ومستشارين من التحالف الدولي، العملية مستمرة، ولحد الآن تم توحيد جزء كبير من قوات البيشمركة، والعملية مستمرة.
س: الخلاف الموجود بين الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني هل يؤدي إلى خسارة الإقليم لاستحقاقاته الدستورية؟
الرئيس بارزاني: طبعاً كل خلاف لا تكون نتائجه من مصلحة البلد والإقليم، لكن سنعمل على تذليل كل المشاكل وحل الخلافات، ونتائج الانتخابات واضحة، ويجب الالتزام بها.
س: كتابة دستور كوردستان، متى يكتب؟
الرئيس بارزاني: هناك صيغة جاهزة تقريباً، وما تبقى فقرات قليلة جداً، ونعتقد خلال فترة قصيرة إن شاءالله سيتم التوصل لصياغة نهائية للدستور، فمنذ سنوات كان هناك عمل جاد لصياغة الدستور.
أثناء صياغة الدستور في 2005، هناك مادتان، وهما المادة 111 والمادة 112، وتنص على أن النفط والغاز ملك لكل الشعب العراقي ولا خلاف عليه، وتوزع بشكل عادل على جميع سكان العراق، والمادة 112 تنص على أن الحقول المستخرجة سابقاً تدار من قبل الحكومة الاتحادية مع حكومة الإقليم، أما الحقول التي تستخرج حديثاً فتدار من قبل الإقليم مع الحكومة الاتحادية.
س: هل الوصول إلى صيغة نهائية للدستور قد يحتم تقديم تنازلات من الأطراف الرئيسية في الداخل الكوردي؟
الرئيس بارزاني: إذا كان من مصلحة الإقليم، لم لا، ممكن.
س: كان هناك تحفظ نوعاً ما من الحزب الديمقراطي الكوردستاني حول التعداد السكاني الأخير الذي تم في العراق، أود سؤالك عن وضع كركوك والمناطق المتنازع عليها؟
الرئيس بارزاني: حصلنا على ضمانات أكيدة، بأن الإحصاء لا علاقة له بالمناطق المتنازع عليها والمناطق التي خارج إدارة الإقليم، ولغرض التنمية، ولذلك لا أرى أن هناك أي مشكلة بالنسبة للتعداد، كانت هناك نقاط غير واضحة، لكن بعد التشاور والتباحث مع الأخوة في بغداد، تم تذليل كل العقبات.
س: هل يشعر مسعود بارزاني في الفترة الأخيرة بفقدان الزعيم الراحل جلال طالباني على الساحة السياسية؟
الرئيس بارزاني: بالطبع من الواضح أن وفاة المرحوم جلال طالباني تركت فراغاً في الاتحاد الوطني.
س: زرتم في تموز 2024، بغداد بعد قطيعة تقارب الست سنوات، نتائج تلك الزيارة؟
الرئيس بارزاني: الزيارة جرت بعد ست سنوات كما تفضلت، وكسرت الحاجز النفسي الذي كان موجوداً، واتفقنا على خارطة طريق لحل ما يمكن من مشاكل، وهذه اللجنة مستمرة في العمل، والزيارة بحد ذاتها خلقت أجواء إيجابية في بغداد وفي أربيل، والآن هناك انفراج في العلاقات بين أربيل وبغداد، وهناك علاقة جيدة بين رئيس وزراء الإقليم ورئيس الوزراء الاتحادي، لكن في الحقيقة لا تزال هناك مشاكل تنتظر الحل؛ هناك تقدم لكن لا تزال هناك مشاكل.
س: هل الحزب الديمقراطي ممثلاً بفخامة الرئيس بارزاني يرى إمكانية حل هذه الخلافات، وهل تتجه خارطة الطريق لحل الخلافات؟
الرئيس بارزاني: الخلافات ليست بالخلافات التي تستعصي على الحل، وإذا توفرت النية والإرادة بدون شك يمكن بكل سهولة حل هذه المشاكل، وأعتقد أن هذه النية تظهر وموجودة.
س: هناك بعض الأوساط في بغداد تحاول تحجيم صلاحيات الإقليم ومصادرة بعض صلاحياته الدستورية، كيف تتعاملون مع هذه الأطراف؟
الرئيس بارزاني: صحيح وعانينا من هذا التوجه ومن هذه النوايا، لدينا دستور فقد تمت صياغة دستور فيدرالي سنة 2005، وهو الحكم ونحن سنرفض أي قرار يصدر من السلطات الفيدرالية يتناقض مع الدستور، وفي الدستور هناك مادة تنص على أنه إذا هناك قرارات فيدرالية تتناقض مع قرارات الإقليم فيما يخض الإقليم، فأن قرارات الإقليم هي التي تسري.
س: نعرف أن قضية النفط والغاز محل شد وجذب بين الحكومة الاتحادية والإقليم، وصرح رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بأن قانون النفط والغاز الاتحادي سيحكم إنتاج النفط والغاز في العراق وكوردستان ويمثل عوامل قوية لوحدة العراق، أين بغداد وأربيل من قانون النفط والغاز في هذه الأثناء؟
الرئيس بارزاني: أثناء صياغة الدستور في 2005، هناك مادتان، وهما المادة 111 والمادة 112، وتنص على أن النفط والغاز ملك لكل الشعب العراقي ولا خلاف عليه، وتوزع بشكل عادل على جميع سكان العراق، والمادة 112 تنص على أن الحقول المستخرجة سابقاً تدار من قبل الحكومة الاتحادية مع حكومة الإقليم، أما الحقول التي تستخرج حديثاً فتدار من قبل الإقليم مع الحكومة الاتحادية.
س: ما الذي يعقد المسألة من الوصول إلى تفاهم خطي؟
الرئيس بارزاني: حتى أكون صريحاً وواضحاً كان هناك في بغداد بعض السادة الذين لم يكونوا مؤمنين بهذه المواد الدستورية وأرادوا تهميش الإقليم وهذا هو السبب، الآن هناك تطور وتقدم في المباحثات وأعتقد أن البرلمان سوف يعقد جلسة بهذا الغرض، ونأمل أن تمرر هذه المسألة.
س: بموجب قانون الموازنة الصادر عن البرلمان، فأن للإقليم حصة 12.6%، هل بغداد ملتزمة بذلك وهل ممكن أن التعداد السكاني الجديد يغير من حصة الإقليم؟
الرئيس بارزاني: المفروض أن الإحصاء السكاني الجديد يغير ذلك، حيث أن 12% حصة غير عادلة وغير منصفة للإقليم، مع ذلك الإقليم قبل بهذه الحصة، ومع ذلك حتى هذه الحصة يتم التلاعب بها ولا تقدم للإقليم كما هو مدون.
س: لكن في ظل عدم تقديم ما هو مدون، كيف يحاول الإقليم الحصول على هذه الالتزامات؟
الرئيس بارزاني: في الحقيقة، هذه هي المشكلة التي تستمر بين بغداد وأربيل، حيث لا يوجد التزام دقيق بالاتفاقات ولا بالدستور.
س: نعرف دائماً دوركم في توحيد الخطاب السني، دور الحزب الديمقراطي ممثلاً بالزعيم مسعود بارزاني، كيف كان في المخاض العسير لاختيار رئيس مجلس النواب؟
الرئيس بارزاني: نحن علاقاتنا جيدة مع الأخوة السنة والأخوة الشيعة أيضاً، والأخوة السنة بعد سقوط النظام 2003، واجهوا وضعاً جديداً حيث لم يستوعبوا التغيير الذي حصل، وقد حاولت معهم كثيراً، والآن يفهمون لو كانوا قبلوا بالاقتراحات التي قدمتها لهم لكان الوضع مختلفاً الآن، وفي زيارتي إلى بغداد اجتمعت مع كل الأخوة السنة وطلبت منهم – وحتى الأخوة الشيعة طلبوا مني أن أبذل جهدي معهم للتوصل إلى مرشح واحد يمثل السنة في رئاسة البرلمان- ومع الأسف الشديد لم يتفقوا فيما بينهم وبالنتيجة الأكثرية توصلوا إلى أن بقاء المنصب فارغاً لفترة طويلة والفترة القادمة ليس من مصلحة العراق ككل ولا من مصلحة السنة، فتم التوافق على اختيار السيد الدكتور محمود المشهداني بعد مرور سنة من فراغ المنصب.
س: في سياق تشكيل ائتلاف إدارة الدولة، تحدثتم عن إجراء انتخابات برلمانية مبكرة في بغداد، وهذا جاء في البرنامج الحكومي للسوداني، هل ممكن أن نشهد انتخابات مبكرة؟
الرئيس بارزاني: استبعد ذلك، والموعد في شهر اكتوبر القادم 2025.
س: لكن ماذا يعني عدم التزام السوداني ببرنامجه الحكومي، هل يؤثر ذلك على فرصه في ظل الحديث عن رغبته بالترشح لولاية ثانية؟
الرئيس بارزاني: من حقه أن يترشح لولاية ثانية، والبرنامج هو برنامج الائتلاف والأطراف المؤتفلة في إدارة الدولة وليس برنامج الحكومة فقط، والحكومة تنفذ البرنامج، فلا داعي لانتخابات مبكرة، وما تبقى أقل من سنة، وبالتحديد 11 شهراً، فلماذا الانتخابات المبكرة؟
س: أوساط عراقية تتحدث عن أن العملية السياسية عرجاء بغياب السيد مقتدى الصدر، هل من المكن أن نشهد مبادرة من فخامتكم لعودة التيار الصدري إلى الساحة السياسية؟
الرئيس بارزاني: لم نكن نتمنى أن ينسحب التيار الصدري من العملية ومن البرلمان، وأتمنى أن أرى التيار الصدري يعود للعملية لأنه فعلاً هناك فراغ وخلل، ولو علمت أن مبادرتي تفضي إلى نتيجة سوف أبادر.
س: رأيك في التغيير المستمر في قانون الانتخابات في كل دورة وهذا ما يؤدي الى إقصاء المستقلين أو الأحزاب الصغيرة؟
الرئيس بارزاني: مع الأسف هذا الموضوع أصبح معيباً، في كل انتخابات هناك قانون جديد، وقد ضاع الناس بين كل هذه القوانين، فليستقروا على قانون واحد، لقد تعبنا من هذه الألاعيب والتي ليس فيها معنى.
س: لماذا يبدو للمراقبين بأن بغداد سعت جاهدة لإنهاء ملف معارضي إيران إلى درجة إبعادهم عن الحدود، في وقت يتحدث البعض عن كونها تغض الطرف عن معارضي تركيا ولم تبادر لإنهاء المشكلة والتدخل التركي؟
الرئيس بارزاني: هناك فرق كبير بين المعارضة الكوردية الإيرانية وبين المعارضة الكوردية أو لنقل البكةكة فليس هناك معارضة أخرى، المعارضة الكوردية الإيرانية، قبل خمسين سنة جاءوا إلى العراق منذ بداية الحرب العراقية – الإيرانية أي قبل 40 أو 50 سنة، ولم يتدخلوا في الشؤون الداخلية للإقليم، واحترموا قوانين الإقليم وكان لديهم بعض المقرات البسيطة على الحدود، والإيرانيون اعتبروا ذلك تهديداً لأمنهم، فحصل اتفاق ثلاثي بين الإقليم وبغداد والإيرانيين، بأنه من الممكن أن نسحب هذه المفارز من الحدود وتنتهي المشكلة، وفعلاً عندما فاتحنا الحزب الديمقراطي والكوملة وهذه المجموعات استجابوا برحابة صدر وتصرفوا بمسؤولية كبيرة، وفعلاً انسحبوا من الحدود وانتهت المشكلة، ولكن فيما يخص تركيا، البككة يعتبرون أنفسهم يحكمون المنطقة ولا يطيعون الإقليم ولا يعترفون بالإقليم ولا ينفذون ما يطلبه منهم الإقليم، وإذا كان البككة يتصرفون كما تصرفت المعارضة الكوردية الإيرانية فخلال 24 ساعة تنتهي المشكلة مع تركيا.
زيارتي الى بغداد جرت بعد ست سنوات كما تفضلت، وكسرت الحاجز النفسي الذي كان موجوداً، واتفقنا على خارطة طريق لحل ما يمكن من مشاكل، وهذه اللجنة مستمرة في العمل، والزيارة بحد ذاتها خلقت أجواء إيجابية في بغداد وفي أربيل، والآن هناك انفراج في العلاقات بين أربيل وبغداد، وهناك علاقة جيدة بين رئيس وزراء الإقليم ورئيس الوزراء الاتحادي، لكن في الحقيقة لا تزال هناك مشاكل تنتظر الحل؛ هناك تقدم لكن لا تزال هناك مشاكل.
س: كيف تبدو العلاقات بين الإقليم وتركيا وإيران في ظل المتغيرات الجارية في الشرق الأوسط وما هو مستقبلها؟
الرئيس بارزاني: كلاهما جاران للعراق وللإقليم، لدينا حدود بطول 300 كلم مع تركيا وأكثر من 500 كلم مع إيران، وإيران دولة مهمة في المنطقة وكذلك تركيا، ليس من مصلحتنا على الإطلاق أن يكون هناك توتر في العلاقات أو أن تكون العلاقات غير طبيعية، الآن العلاقات تتجه نحو الأفضل، وهناك تفاهم لا بأس به، الآن أستطيع أن أقول إن العلاقات طبيعية مع الطرفين.
س: من المعروف دائماً أن علاقة الحزب الديمقراطي مميزة مع الجانب التركي، لكن يتم الحديث الآن عن أن هناك تقارب أكبر مع الجانب الإيراني للدور الذي ستلعبه أربيل في الوساطة والتهدئة مع الجانب الأمريكي بإدارته الجديدة الممثلة بترامب؟
الرئيس بارزاني: حقيقة لم يكن في برنامجنا ولم يكن في نيتنا في يوم من الأيام أن تكون العلاقات متوترة لا مع تركيا ولا مع إيران، لكن هناك ثوابت بالنسبة لنا، والمبدأ الذي لن نحيد عنه مهما كلفنا الثمن، وهو بأننا لن نسمح لأحد بأن يتدخل في شؤوننا أو في قرارنا.
س: ما هي استعداداتكم وتطلعاتكم في التعامل مع إدارة ترامب؟
الرئيس بارزاني: ليس لدينا شيء مباشر وخاص مع إدارة الرئيس المنتخب، لكن نتوقع أن يكون هناك تغيير في الوضع بشكل عام، بالنسبة للشرق الأوسط والعالم، فلا بد من أن ننتظر إلى أن يتسلم السلطة في 20 يناير لنرى كيف يتصرفون، وأعتقد وهذا تحليل وليس معلومة، بأنه ربما في البداية يطرحون حلولاً سلمية، ويبحثون عنها، إذا نجحت فبها، وإذا لم تنجح أعتقد أن يكون هناك تشديد كبير.
س: الشرق الأوسط يشهد حرباً من المؤكد ستغير خارطة المنطقة، فخامة الرئيس مسعود بارزاني كيف ينظر إلى منطقة الشرق الأوسط وإلى أين تتجه؟
الرئيس بارزاني: المنطقة ملتهبة كما نرى هناك حروب ومشاكل وصراعات، ونتمنى أن تنتهي كل هذه المشاكل، وأن يلجأ جميع الأطراف إلى الحوار وإلى البحث عن حلول سلمية، والحرب لا يؤدي إلى نتيجة، فالحرب من أجل السلام ممكن، لكن الحرب من أجل الحرب، والقتال من أجل القتال، والقتل من أجل القتل هذا جنون، ندعو كل الأطراف إلى أن يلجأوا إلى الحلول السلمية.
س: هناك محاولات جاهدة من قبل أطراف لجر العراق إلى هذه الحرب الإقليمية، من المستفيد؟ وكيف حافظ العراق على تجنب أي سيناريو تصعيدي؟
الرئيس بارزاني: العقلاء والحكماء في بغداد لعبوا دوراً ورئيس الوزراء أيضاً لعب دوراً ونحن ساعدناه بقدر الإمكان، ليس من المصلحة أبداً جر العراق إلى هذه الحرب، لا أدري من المستفيد، لكن المتضرر الأول هو العراق، المستفيدون كثيرون، لكن المتضرر الأكبر هو العراق، وليس هناك أي فائدة غير الضرر الكبير بالعراق ولا طائل من وراء هذه العملية.
س: هل هناك مخاوف لدى الإقليم ولدى الكورد من انسحاب قوات التحالف الدولي، في ظل الحديث عن عودة التحشيد أو الخلايا النائمة لداعش؟
الرئيس بارزاني: هذه حقيقة لا يمكن إنكارها، داعش لا يزال يمثل تهديداً جدياً، بصراحة إذا انسحبت قوات التحالف الدولي قبل أن تستكمل القوات العراقية جهوزيتها وكذلك قوات البيشمركة، ربما داعش يعود كما عاد سنة 2014 وربما بشكل أقوى، داعش لم ينته ولا يزال خطراً شديداً، وبدون دعم التحالف لم يكن ممكناً أن نحقق الانتصار على داعش بتلك الصيغة.
س: القوات الأمنية العراقية والبيشمركة أليست جاهزة الآن لحماية العراق والإقليم؟
الرئيس بارزاني: التدريب والتجهيز يحتاج إلى إمكانيات وإلى وسائل، العراق الآن لديه أدوات بسيطة، فمنظومة الدفاع الجوي أما ضعيفة جداً أو أصلا معدومة، حتى إذا كان هناك تدريب بدون منظومة دفاع كيف يمكن اعتراض طائرات أو صواريخ، وهناك افتقار إلى الإمكانات الحقيقية.
س: كيف تبدو علاقة الإقليم بدول الخليج وخاصة الإمارات، وما مستقبلها؟
الرئيس بارزاني: أود أوجه تحية لقيادة الإمارات وقيادة دول الخليج بشكل عام، وهذه العلاقة ممتازة جداً، وأشكر قيادة الإمارات ودولة الكويت وجلالة الملك سلمان وولي العهد على المساعدات القيّمة التي قدموها لنا خلال تعرضنا للعدوان من قبل داعش، علاقاتنا ممتازة ونعول عليها كثيراً.