نووي وصواريخ متطورة .. النظام الدولي تحت التهديد

 

أربيل – التآخي

يتردد مصطلح الحرب العالمية الثالثة بشكل متزايد في الأوساط السياسية والعسكرية العالمية، خاصة مع تصاعد التوترات في عدة مناطق، فيما يرى مراقبون أن احتمالية اندلاع حرب شاملة باتت أقرب من أي وقت مضى، في ظل التصعيد المستمر بين القوى الكبرى والصراعات الإقليمية المتفاقمة.

وأثار استخدام أوكرانيا أسلحة غربية متطورة لقصف العمق الروسي قلقاً دولياً واسعاً، حيث تعتبر روسيا هذه الهجمات تهديداً مباشراً لأمنها القومي وتصف الدول التي تزود أوكرانيا بهذه الأسلحة بأنها أطراف في الصراع.

وما يزيد تلك المخاطر، أن العقيدة النووية الروسية تتيح الردع النووي على أي تهديد من هذا النوع، ما يعزز المخاوف من تصعيد كارثي، لا سيما بعد إظهار موسكو قدراتها المتطورة باستخدام صواريخ فرط صوتية مثل “أورش نك”  في رد مباشر على استخدام أوكرانيا صواريخ بعيدة المدى قدمتها واشنطن.

قلب التوترات

وفي الشرق الأوسط، لا تزال المنطقة في قلب التوترات، فالعمليات الإسرائيلية المستمرة في غزة ولبنان، إلى جانب التصعيد المتبادل مع إيران، تضيف وقوداً جديداً إلى نار الصراع.

ويحذر مراقبون من أن أي انزلاق لأطراف إقليمية ودولية في هذه المواجهات قد يؤدي إلى توسع رقعة الحرب.

أما المواجهات المباشرة بين إسرائيل وإيران لا تُنذر فقط بعواقب محلية، بل قد تشعل صراعاً دولياً يمتد إلى خارج حدود المنطقة.

وعزز هذه الاحتماليات تصريح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مؤخراً بأن العالم يقترب من حرب عالمية ثالثة في ظل إدارة الرئيس جو بايدن، محذراً من أنها قد تكون نووية ومدمرة.

وهذه التصريحات تأتي في وقت تتصاعد فيه التحذيرات من مخاطر التوترات العسكرية على النظام العالمي، حيث يتوقع أن تؤدي مواجهة شاملة بين الشرق والغرب إلى تغيرات جذرية في موازين القوى الدولية.

وتشمل الآثار المحتملة لأي مواجهة واسعة النطاق توقف التجارة الدولية وتعطيل الممرات البحرية، ما قد يؤدي إلى أزمات غذائية وصحية عالمية، كما أن تصاعد الصراعات العسكرية سيؤثر أيضاً على الاقتصاد العالمي ويزيد من معاناة الشعوب في ظل الأزمات الإنسانية القائمة.

بدوره، أكد المحلل السياسي، محمد التميمي، أن “منطقة الشرق الأوسط ستكون في قلب التوترات والصراعات الدولية في حال اندلعت، خاصة وأن المؤشرات على هذه الحرب بدأت تتصاعد، مع تجاهل بعض الدول القوانين والاتفاقات التي حكمت العالم بعد الحرب العالمية الثانية”، مشيراً إلى أن “ذلك ينبئ بمستقبل خطير، في ظل تفاعل بعض قيادات العالم مع تلك الأحداث، وانسياقها وراء مسارات القوة العسكرية”.

وأوضح التميمي ، أن “المنطقة ستكون بوابة لهذه الحرب لو اندلعت، في ظل وجود قواعد عسكرية أمريكية، وبارجات حربية، ومنشآت كبرى، ما يستدعي على قادة المنطقة التدخل بشكل عاجل والتواصل مع الفواعل الدولية، لتهدئة الأمور، بل وإطلاق مبادرة لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وكذلك تصفية أوضاع الشرق الأوسط قبل ذلك”.

تسريبات مقلقة

في السياق، كشفت تسريبات مكونة من ألف صفحة، عن أن أوروبا تأخذ تحذيرات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على محمل الجد، حيث أشارت إلى قيام ألمانيا بإعداد “خطة عمليات” في حال اندلاع حرب مع روسيا، بينما أصدرت دول أوروبية أخرى كتيبات حرب للمدنيين، بعد التطورات الكبيرة في الحرب الأوكرانية، بإطلاق صواريخ غربية بعيدة المدى، ورد موسكو بصواريخ باليستية فرط صوتية قادرة على حمل رؤوس نووية.

وبعد يوم من كشف تقارير غربية أن ألمانيا ستتحول إلى نقطة انطلاق لحلف شمال الأطلسي، إذا اتسعت رقعة الصراع الراهن، فقد قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك أن بلادها “لن تُرهب” بتصريحات الحرب العالمية الثالثة، وقرار بويتن بتوسيع احتمالات اللجوء إلى ورقة الردع النووي.

ووفقاً للوثيقة المسربة، التي ظهرت لأول مرة في صحيفة “فرانكفورتر ألجماينه تسايتونج”، والتي حملت عنوان “خطة العمليات”، فإنه يمكن لألمانيا استضافة مئات الآلاف من قوات دول الناتو وستكون بمكانة مركز لوجستي لإرسال كميات ضخمة من المعدات العسكرية والأغذية والأدوية نحو الجبهة.

قد يعجبك ايضا