التآخي – ناهي العامري
بالتعاون مع وزارة البيئة / دائرة التوعية والاعلام البيئي، أقامت دار المأمون للترجمة والنشر في وزارة الثقافة والسياحة والآثار ندوة بعنوان: التغير المناخي.. وأثره في البيئة العراقية، قدمها المحاضر رياض فاضل نصيف/ مدير قسم البيئة الجامعية، في وزارة البيئة، دائرة التوعية والاعلام البيئي.
بدأ المحاضر حديثه عن آثار المتغيرات المناخية وقال عنها :
انها اصبحت اكبر التحديات التي تواجه المجتمعات البشرية وتأخذ اشكالا اكثر خطورة اقتصادية وصحية واجتماعية، واضاف انها تتفاوت من بلد الى اخر، وسلط فاضل الضوء على شحة المياة في العراق، وقال :
العراق يعتمد على نهري دجلة والفرات في عمليات الري، اللتان يسيطر على جريانهما دول الجوار، التي تتحكم بحصته المائية، التي تناقصت كثيرا، وبدت آثار الجفاف والتصحر وجفاف الانهر والاهوار بادية للعيان.
ثم عرج على مفهوم المتغير المناخي وقال، هي المتغيرات طويلة الامد في درجات الحرارة وانماط الطقس، قد تكون هذه التحولات طبيعية التي تحدث على سبيل المثال من خلال التغيرات في الدورة الشمسية، ولكن منذ القرن التاسع عشر اصبحت الانشطة البشرية المسبب الرئيسي لتغير المناخ ، ويرجع ذلك اساسا الى حرق الوقود الاحفوري مثل النفط والفحم والغاز، وهذا التغير ملحوظ ويشمل معدل درجات الحرارة ومعدلات تساقط الامطار وحالة الرياح..الخ.
وتطرق نصيف الى أثر التغيرات المناخية في تفاقم مشكلة شحة المياة في العراق، وقال : ان من أهم خصائص انهار العراق هو التذبذب السنوي، ما بين سنة رطبة واخرى متوسطة ثم أخرى جافة، ووفق هذا التذبذب كان الوراد المائي للعراق.
ونوه الى ان ازمة المياه في العراق من أخطر واعقد المشاكل التي تواجه البلد، وذلك لتعدد العوامل المسببة لها، ما بين عوامل طبيعية واخرى بشرية، لذلك اصبحت مشكلة تمس اختصاصات متعددة، وتتمحور حول خمسة جوانب رئيسية هي:
الجانب الأول: هو ما يتعلق بوقوع منابع انهار العراق خارج حدوده، وبالتالي تتحكم دول المنبع بالمياه واقامة السدود عليها.
الجانب الثاني: تلوث بيئي بسبب القاء دول المنبع مياه الصرف الصحي والبزل وما رافقها من اسمدة ومبيدات كيمياوية، فضلا عن المخلفات الثقيلة الصناعية، مما انعكس سلبا على نوعية المياه وصلاحية استخدامها في دولة المصب وهي العراق.
الجانب الثالث: مشكلة النمو السكاني الكبير في العراق الذي يشكل ضغطا كبيرا على الموارد المائية المتاحة، لن تستطيع تحمله.
الجانب الرابع: هو طبيعي يتمثل بالتغيرات المناخية العالمية، وهي من أخطر العوامل الطبيعية المسببة لأزمة المياه وان كانت بالاصل ناتجة عن أسباب بشرية، وعلى العموم اصبحت هذه التغيرات حقيقية وواقعية على معظم مناطق العالم خصوصًا المناطق الجافة وشبه الجافة، لا سيما العراق بالرغم من وفرة مياهه مقارنة بدول الجوار العربي.
الجانب الخامس: انعدام ترشيد استخدام المياه وضعف الوعي والثقافة المائية على المستوى المجتمعي.
وختم رياض محاضرته حول اتفاق باريس للمناخ وقال: اتفاق باريس للمناخ هو أول اتفاق دولي حول حماية المناخ، تم التوصل اليه في ديسمبر كانون الاول ٢٠١٥ بباريس، بعد مفاوضات مطولة بين ممثلين عن ١٩٥ دولة، وتلزم المعاهدة الدول الموقعة باحتواء معدل الاحتباس الحراري، وفي أبريل/ نيسان ٢٠١٦ وقعت ١٩٠ دولة الاتفاقية المعروفة باسم (كوب ٢١)، وتتضمن الاتفاقية توفير المزيد من الموارد المالية للحد من أنبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري ، وتطوير القدرة على التكيف مع التغيرات المناخية.