أحمد عبدالكريم
لكل منا طريقه الخاص، ورحلته الفريدة التي يخطو فيها بخطواته المميزة، بأحلامه وأهدافه التي رسمها لنفسه. لكن في كثير من الأحيان، قد يكون تركيزنا منصبًا فقط على الوصول إلى القمة، على تحقيق الهدف الكبير، معتقدين أن النجاح لا يتحقق إلا عبر خطوات ضخمة، ومتجاهلين ما يحدث أثناء الطريق. نرى العقبات، نركز على الصعوبات، وننسى أن هناك العديد من الأشياء الجيدة التي تحدث في الخفاء. قد تكون صغيرة، بسيطة، أو حتى غير مرئية للآخرين، لكنها تحمل في طياتها قيمة عظيمة. هي لحظات تستحق منا أن نتوقف قليلاً لنحتفل بها، لأن كل إنجاز، مهما بدا بسيطًا، هو خطوة في مسار طويل يستحق منا الاهتمام والاعتزاز.
“إنجاز صغير قد يبدو بسيطًا في لحظته، لكنه يشكل الركيزة الأساسية لما نحن عليه اليوم وما سنصبح عليه في المستقبل.”
لماذا ننتظر دائمًا اللحظات الكبرى ونؤجل شعور الفرح إلى حين الوصول؟ لماذا نحرم أنفسنا من سعادة اللحظة بكل خطوة جديدة نخطوها؟ السعادة لا تكمن في الوصول إلى النهاية فقط، بل في الرحلة نفسها، في التفاصيل الصغيرة التي تبني هذه الرحلة. لا يهم إن كانت إنجازاتك لا تشبه إنجازات الآخرين، ما يهم هو أنك أفضل من نفسك القديمة، وأنك تتقدم يومًا بعد يوم. فالحياة ليست مجرد لحظات عرضية قد تأتي صدفة أو عبر الحظ، بل هي بناء تدريجي من التفوق على الذات، والتقدم خطوة خطوة.
“توقف عن مقارنة نفسك بمن حولك، وابدأ بمقارنة نفسك بما كنت عليه، فهذه هي الطريقة الوحيدة التي ستمنحك السلام الداخلي والرضا الحقيقي.”
أعرف أننا قد نغفل أحيانًا عن أهمية هذه اللحظات لأنها تفتقر إلى ضوضاء النجاح التي نسمع عنها في الأخبار أو القصص أو في منصات السوشيال ميديا، لكن في الواقع، هي جوهر حياتنا. فالحياة ليست سباقًا مع الآخرين، بل هي رحلتك الخاصة، تلك التي تستحق منك أن تعيشها بكل تفاصيلها.
“النجاح لا يُقاس فقط بالوصول إلى القمة، بل يُقاس بكل لحظة عشتها وأنت تسير نحوها.”
ولا تدع نظرتك لما هو بعيد يحجب عنك جمال ما هو قريب. احتفل بكل نجاح صغير، مهما بدا بسيطًا. فالأمور الصغيرة التي نراها أحيانًا مجرد مهام يومية أو أمور اعتيادية هي ما يعطينا القوة للاستمرار في السعي نحو أهدافنا. هي التي تجعل الطريق مليئًا بالمعاني، حتى عندما يكون شاقًا.
“ففي النهاية، اجعل من لحظاتك الصغيرة محطات احتفال، لأنها بحد ذاتها دليل على أنك تمضي قدمًا.”