أربيل – التآخي
قاد تحليل صور التقطتها أقمار اصطناعية أميركية في سبعينيات القرن الماضي ورفعت عنها السرية، فريقاً من علماء الآثار من جامعة دورهام البريطانية وجامعة القادسية العراقية إلى ما يُعتقد أنه موقع معركة القادسية الشهيرة في القرن السابع الميلادي.
معركة القادسية: موقع تاريخي يعود للظهور عبر البحث الأثري الحديث
اكتشف الفريق الموقع أثناء مسح لخريطة طريق الحج القديم من الكوفة إلى مكة، حيث لاحظ العلماء تطابق الموقع مع أوصاف معركة القادسية في كتب التاريخ، والتي كانت حاسمة في توسع الإسلام في المنطقة.
وبعد إجراء المسح، توصل الفريق إلى تحديد دقيق للموقع جنوب الكوفة بمحافظة النجف.
النتائج التاريخية المنشورة ودلالات الاكتشاف
نُشرت نتائج البحث في مجلة “أنتيكويتي”، حيث أشار جعفر الجوذري، أستاذ الآثار في جامعة القادسية، إلى ميزات الموقع من خندقين ونهر قديم وحصنين، تتماشى مع أوصاف المعركة، بالإضافة إلى قطع فخارية من تلك الفترة.
واوضح: “لدينا القلعة الرئيسية قلعة القادسية. وهي تلة كبيرة محاطة بسور محصن، ونعتقد أن هذا كان المعسكر الرئيسي لقائد (قوات) المسلمين. ومن هناك يمكننا أن نرى الخندق، أو أحد حدود (قوات) الإمبراطورية الساسانية”.
وأكد على وجود النهر القديم، الفرات القديم والجدار الطويل أو قناة، ثم توجد قلعة الأديب لذا، فإن كل هذه الأدلة تخبرنا بأن هذا هو الموقع الدقيق الذي دارت فيه المعركة”.
ونزه إلى أنه “استخدمنا صور الأقمار الاصطناعية، واستخدمنا التحقق الميداني، واستخدمنا النص التاريخي لمعرفة أن هذه هي ساحة المعركة بالضبط، كما وجدنا بعض الفخار، فخار إسلامي ساساني أثري، وطوب، وبعض أسس الحصون، كل شيء”.
وأضاف: “معركة القادسية هي واحدة من الحروب المهمة، أو الصراع، أو المعركة المهمة التي حدثت في فترة فجر الإسلام، كما تعلمون، موقعها مفقود، وقد عملنا معا للعثور على هذا الموقع”.
وتابع:”دعونا نقول، نتيجة التعاون بين جامعة دورهام في المملكة المتحدة وجامعة القادسية في العراق، عملنا معا كأعضاء هيئة التدريس والطلاب في هاتين المؤسستين، العراقية والبريطانية، باستخدام صور الأقمار الاصطناعية والاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية بالطبع، ثم تحديد المواقع على الأرض. لذا عملنا معا للعثور على موقع ساحة معركة القادسية”.
اكتشاف تاريخي في ظل الظروف السياسية المعاصرة
تأتي أهمية هذا الاكتشاف في سياق الأثر التاريخي والسياسي لمعركة القادسية، والتي تحمل دلالات تتباين بحسب المواقف السياسية في العراق، خاصة في ظل النفوذ الإيراني المتزايد بعد عام 2003.