العصا البيضاء عين الكفيف الباصرة وثقافة مجتمع

 

عمار رميض

الطالب الجامعي علي الجابري، الذي يستخدم العصا البيضاء منذ ست سنوات، يقول: “العصا البيضاء منحتني استقلالية وثقة كبيرة. قبل استخدامها، كانت حياتي مقيدة، ولا أخرج إلا مع شخص مبصر. الآن أصبحت أتنقل بحرية، خاصة في الجامعة، حيث لا أحتاج لمساعدة أحد”…

في 15 أكتوبر من كل عام، يحتفل المكفوفون في جميع أنحاء العالم بـ”يوم العصا البيضاء.”

تعريف بالعصا البيضاء ونبذة تاريخية

العصا البيضاء هي أداة يستخدمها المكفوفون للتنقل بأمان واستقلالية. تُصنع عادة من مواد خفيفة مثل الألمنيوم أو البلاستيك لتسهيل الاستخدام والمرونة. اللون الأبيض يجعل العصا مرئية للمارة والسائقين، مما يعزز سلامة المكفوف أثناء الحركة. كما تتوفر بأطوال وأنواع مختلفة، بعضها مزود بأجهزة استشعار للكشف عن العقبات.

تاريخ العصا البيضاء

بدأ استخدام العصا البيضاء في أوائل القرن العشرين. في عام 1921، طلى المصور البريطاني جيمس بيغز عصاه باللون الأبيض لتصبح أكثر وضوحًا في الشوارع المزدحمة. منذ ذلك الحين، أصبحت العصا البيضاء رمزًا عالميًا للكفيف.

اليوم العالمي للعصا البيضاء

في عام 1964، أعلن الرئيس الأمريكي ليندون جونسون يوم 15 أكتوبر يومًا وطنيًا للاحتفال بالعصا البيضاء في الولايات المتحدة، لتعزيز الوعي بحقوق المكفوفين ودور العصا البيضاء في استقلاليتهم. في سبعينيات القرن الماضي، اعتمدت الأمم المتحدة هذا اليوم رسميًا كـ”اليوم العالمي للعصا البيضاء” لدعم حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية عالميًا.

الكفيف وإمكانية الوصول

ضرورة توفير أدوات تسهل حياة المكفوفين هذا ما نصت عليه “الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة” عام 2006، وخاصة في المادة 9 التي تتعلق بالوصول. وتركز على ضمان وصول الأشخاص ذوي الإعاقة إلى البيئات المادية، النقل، المعلومات، الاتصالات، والخدمات بما فيها الإنترنت.

أهمية المادة 9:

تعزز الاستقلالية والمشاركة الكاملة للأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع.

تشجع على زيادة الوعي بأهمية الوصول كحق أساسي.

مراكز متقدمة

في الدول المتقدمة، تُدرب الكلاب لمساعدة المكفوفين على التنقل بحرية وأمان.

معاناة وأحلام

رغم التطورات، لا تزال العديد من الدول تفتقر إلى قوانين خاصة تحمي حقوق الكفيف أثناء تنقله بالعصا البيضاء.

‏الحقوقية ريما الدرة من سوريا تقول: “أحب عصاي البيضاء لأنها تمنحني الأمان والثقة، لكن للأسف الطرق غير مجهزة. أحيانًا يظن البعض أنني أتسول أو أستخدم العصا للاستناد فقط لعدم وعيهم بأهميتها.”

القوانين العراقية

العراق صادق على الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة عام ٢٠١٢، ولكن لم يُشرع بعد قانون خاص بالعصا البيضاء. يقول عثمان الكناني رئيس جمعية السراج العراقية للمكفوفين.

بهذا الصدد جمعية السراج العراقية قدمت مشروعًا مسودة قانون لتنظيم استخدام العصا لحماية حقوق المكفوفين، لكنه لا يزال قيد الانتظار في مجلس النواب.

تجارب شخصية

الطالب الجامعي علي الجابري، الذي يستخدم العصا البيضاء منذ ست سنوات، يقول: “العصا البيضاء منحتني استقلالية وثقة كبيرة. قبل استخدامها، كانت حياتي مقيدة، ولا أخرج إلا مع شخص مبصر. الآن أصبحت أتنقل بحرية، خاصة في الجامعة، حيث لا أحتاج لمساعدة أحد.”

التحديات في العراق

الكفيف يعاني من نقص في مراكز بيع العصا البيضاء في العراق. وعندما تتعرض العصا للتلف، يضطر لطلبها من الخارج. هنا تقع المسؤولية على الجهات ذات العلاقة بإنشاء مراكز أو معامل لتصنيع العصا البيضاء محليًا.

أحلام وآمال

يتمنى المكفوفون تطبيق القوانين الخاصة بهم التي ينص عليها قانون رقم 38 الخاص بذوي الإعاقة والاحتياجات الخاصة.

قد يعجبك ايضا