ارهاصات بيئية .. موسم الامطار وتجنب المخاطر على الانسان والبيئة

 

صادق الازرقي

نحن الآن على اعتاب موسم الامطار في العراق، ونأمل الا تتكرر المشكلات المتعلقة بهذا الموسم، الذي يفترض بالجهات المعنية استغلال سماته الإيجابية، ومنعه من ان يؤثر على سلامة السكان والبيئة.

وتعاني كثير من مناطق البلد لاسيما في العاصمة بغداد من تهالك البنى التحتية، التي لم يجري تحديثها منذ عقود، ما ينتج عنه تراكم المياه وتأثيرها على تنقل السكان وعلى سلامة المنازل وصحة الافراد.

ان كثيرا من المناطق، لاسيما في أطراف العاصمة بغداد تحولت كواقع حال من مناطق زراعية الى سكنية بسبب ازمة السكن وظروف الناس، والاغلب منها يفتقر الى مجاري المياه الصحية ومنافذ تصريف مياه الامطار، ما يؤدي الى غرق المنازل وتحول الطرق الى برك طينية يصعب التنقل فيها، ما يؤثر على حياة الناس لاسيما تلاميذ المدارس الذين يتصادف دوامهم في العادة مع موسم الامطار.

ان تأثير الأمطار والسيول على المناطق السكنية يمكن أن يكون كبيرا، ويشمل عدة جوانب من الأضرار المادية إلى التأثيرات الاجتماعية والصحية، اذ ان الأمطار الغزيرة والسيول تؤدي إلى تدمير الطرق، وشبكات الصرف الصحي، وخطوط الكهرباء والمياه، ما يؤدي إلى انقطاع الخدمات الأساسية.

وقد تتعرض المنازل، بخاصة غير المؤمنة منها أو المتواجدة في مناطق منخفضة، للغرق بسبب المياه المتسربة أو الفيضان، مما قد يضطر السكان إلى الإخلاء.

كما ان السيول قد تؤدي إلى انجراف التربة، مما يؤثر على الاستقرار الجيولوجي للمناطق ويسبب انزلاقات أرضية، وهو أمر خطير في المناطق المرتفعة والجبلية بخاصة؛ وانه مع جريان المياه، يمكن أن تنتقل النفايات ومياه الصرف الصحي إلى المناطق السكنية، ما يزيد من احتمالية تلوث المياه الجوفية.

وكذلك فان السيول والأمطار الراكدة تشكل بيئة ملائمة لتكاثر البعوض والحشرات الناقلة للأمراض، مما يزيد من انتشار أمراض ومنها الملاريا.

وقد يتطلب تدفق السيول إخلاء السكان، ما يؤدي إلى تعطيل حياتهم، فضلا عن التأثير النفسي المترتب على فقدان المنازل والأمان؛ ويؤدي إلى نقص في الموارد والخدمات الأساسية، مثل الغذاء والمياه النظيفة والرعاية الطبية.

ان الكوارث الناتجة عن الامطار الغزيرة والسيول تؤدي إلى خسائر مالية كبيرة على الحكومات والأفراد، نتيجة تكاليف إصلاح الأضرار وإعادة بناء البنية التحتية وتعويض المتضررين.

ومن المهم أن تعمل الحكومات على تطوير بنية تحتية مقاومة للسيول وتحسين أنظمة التصريف، فضلا عن توعية السكان بطرق الوقاية والسلامة للحد من الأضرار.

ان على الجهات الحكومية المعنية في العراق مثلما يحلو لها التحدث عن انشاء الجسور والطرق السريعة، فانها ملزمة ايضا بتنفيذ خطة قصيرة الأمد وأخرى بعيدة لمواجهة شتاء العراق الذي تسقط فيه الامطار عادة، اذ ان ذلك يؤمن من ناحية السلامة البيئية للمساكن والبيوت والمؤسسات، ويعمل من جهة أخرى على تسريب المياه الى السدود والخزانات الصغيرة او الكبيرة التي يفترض انشاؤها لخزن المياه بدلا من تسربها الى الأرض الجرداء او اقتحامها للمناطق السكنية، وتأثيرها في البنية التحتية وعلى حياة الناس التي غالبا ما تتضرر بفعل الامطار المفاجئة ومن ذلك المدارس والمؤسسات والمنازل المبنية على عجل، والمناطق السكنية غير المخدومة.  

قد يعجبك ايضا