التآخي-ناهي العامري
بحضور جماهيري مهيب، انعقد المؤتمر التأسيسي الاول للتيار الوطني الكوردي الفيلي، على القاعة الكبرى لنادي العلوية، اليوم السبت الموافق ٢٦ / تشرين الاول ٢٠٢٤، بدأت مراسيم انعقاد المؤتمر بالنشيد الوطني العراقي الذي اداه الفنان جاسم حيدر، ثم قراءة سورة الفاتحة ترحماً على ارواح الشهداء.
بعدها افتتح المؤتمر بكلمة القاضي منير حداد رئيس التيار الوطني الكوردي الفيلي، جاء فيها: ان الهدف من اقامة التيار هو لتوحيد الكورد الفيليين، الذين يصل عدد نفوسهم الى اكثر من اربع ملايين، ولاجل توحيد كلمتهم، ليكونوا مؤثرين في استرجاع حقوقهم المشروعة، كما ان طموحهم ليس لخوض الانتخابات على أمل الحصول على مناصب في الدولة، بل لاجل اعادة عشرون الف مهجر الى سكناهم، وانتزاع حقوق الشهداء والمغيبين، واعادة الممتلكات والاموال الى اصحابها. والعمل على اصدار الهوية الوطنية لكل الفيليين، بعد ان طمسها النظام الفاشي والدكتاتوري السابق.
اعقبه كلمة مستشار رئيس الجمهورية للكورد الفيليين، ونائب سابق عن الكورد الفيليين، الاستاذ ماجد شواني، تضمنت تهنئة رئيس الجمهورية لكافة الفيليين على اقامة تيارهم الوطني وانعقاد مؤتمره التأسيسي الاول، متمنيا لهم النجاح في سعيهم الحثيث لاسترجاع حقوقهم المشروعة، وقال شواني ان تأسيس التيار الوطني الكوردي الفيلي، يعد مفخرة ليس للفيليين وحدهم بل للعراقيين جميعا، كذلك يعد عتبة جديدة لتوحيد الكورد الفيليين، والسير في خطى ثابتة، نحو مسيرة تحدي جديدة ، مسيرة اعادة الحقوق والمشاركة الفاعلة في بناء الوطن من جديد.
تلاه كلمة القاضي وائل عبد اللطيف، جاء فيها: ان النظام السابق قام بشتى انواع الانتهاكات ضد الكورد الفيليين، ومازالت حقوقهم مهدورة في عهدنا الجديد، وفيما لو استطاع التيار ان يوحد الفيليين في شريحة واحدة، ستكون كبيرة ومؤثرة في اتخاذ القرارات، بحكم ان الفيليين عدد لا يستهان به، فضلا عن انهم مكون اصيل ووطني، يمتلك تاريخ نضالي وكفاحي، ومكانة اجتماعية واقتصادية وثقافية، وانجب قادة على جميع الاصعدة والمجالات.
كلمة الشيخ أحمد عبد الستار الفيلي، كشف فيها عن اصالة الفيليين قائلا: من الخطأ ان يعتبر البعض ان جميع الاكراد الشيعة هم فيليين، فالمكون الفيلي اصيل ومستقل، ولقب فيلي من منطلق قومي وليس طائفي، والنظام البائد هو من حاول تهميش الكورد الفيليين، ومن خلال هذا المؤتمر نوضح عراقتنا واصالتنا للمجتمع العراقي.
،،الهدف من اقامة التيار هو لتوحيد الكورد الفيليين، الذين يصل عدد نفوسهم الى اكثر من اربع ملايين، ولاجل توحيد كلمتهم، ليكونوا مؤثرين في استرجاع حقوقهم المشروعة، كما ان طموحهم ليس لخوض الانتخابات على أمل الحصول على مناصب في الدولة، بل لاجل اعادة آلاف المهجرين الى مناطقهم وديارهم، وانتزاع حقوق الشهداء والمغيبين، واعادة الممتلكات والاموال الى اصحابها. والعمل على تعزيز الهوية الوطنية لكل الفيليين، بعد ان طمسها النظام الفاشي والدكتاتوري السابق،،
التاخي التقت القاضي وائل عبد اللطيف، وتحدث لنا عن اهمية انعقاد المؤتمر قائلا: الفيليين شريحة مهمة ظلمت واسقطت عنها الجنسية العراقية، والقي بالكثير منهم في السجون والمعتقلات، وبعدها مغادرة العراق، كما حصل مع اليهود عام ١٩٥٦، عندما اسقطت عنهم الجنسية العراقية، وهذا الفعل يعد من الجرائم الانسانية التي اقرها القانون الدولي الانساني، وامام تلك الإنتهاكات تقدمت شريحة الفيليين بشكاوى في المحاكم المختصة لاسترجاع حقوقهم بعد زوال حكومة الطغيان المتمثلة بحزب البعث الفاشي، وبالرغم من الدعوات الكثيرة وحصولهم على قرارات تم بوجبها معاقبة المجرمين بالاعدام شنقا حتى الموت ، الا ان هناك حقوق ما زالت مهضومة ليومنا هذا، مثل اعادة الأملاك واصدار الجنسية العراقية وحقوق المغيبين والشهداء.
واضاف لطيف، اليوم نحتفل بتشكيل التيار الوطني الكوردي الفيلي، اذ تعتبر مبادرة مهمة وذات جدوى ممتاز جدا لجمع وتوكيد حقوق المكون الفيلي ، كي يكون كياناً متماسكا عند مطالبته بحقوقه داخليا وخارجيا، وتعويضهم عما فات على معاناتهم لفترة طويلة بأثر رجعي، كي يبدأوا بسيرة حسنة، ومع انعقاد المؤتمر لهذا اليوم نظم اصواتنا مع اصواتهم، فهم عانوا من التهميش خلال النظام النظام السابق، وكذلك من النظام الحالي.
لقائنا الثاني مع مستشار رئيس الجمهورية ماجد شوان لشؤون الكورد الفيليين، بدأ حديثه بتقديم تهنئته للكورد الفيليين، بمناسبة اقامة تيارهم الوطني الفيلي، ليكون رافدا آخر مع بقية الحركات والتيارات والتوجهات، التي تصب في مصلحة الكورد الفيليين، وازالة الاثار السلبية التي تعرضوا لها، والسعي الحثيث والجاد في الحصول على تعويضات تليق بتضحياتهم الجسيمة، فهوا خسروا آلاف الشهداء والاف المغيبين، في معتقلات العهد الدكتاتوري، فضلا عن الاموال والممتلكات التي سلبت منهم، والضرر المعنوي الكبير المتمثل في طمس هويتهم الوطنية، وغيرها الكثير من المظالم التي تعرضوا لها، حتى عدت تلك المظالم ضمن جرائم الابادة الجماعية، وفي ختام حديثة اشاد بالمؤتمر وبارك به، الذي من خلاله يتم تدويل قضية المكون الفيلي لتصبح قضية عالمية.
النظام السابق قام بشتى انواع الانتهاكات ضد الكورد الفيليين، ومازالت حقوقهم مهدورة في عهدنا الجديد، وفيما لو استطاع التيار ان يوحد الفيليين في شريحة واحدة، ستكون كبيرة ومؤثرة في اتخاذ القرارات، بحكم ان الفيليين عدد لا يستهان به، فضلا عن انهم مكون اصيل ووطني، يمتلك تاريخ نضالي وكفاحي، ومكانة اجتماعية واقتصادية وثقافية، وانجب قادة على جميع الاصعدة والمجالات.
لقائنا الثالث مع المواطن حسن حسين الكعبي، شاهد على مظلومية الكورد الفيليين زمن النظام الدكتاتوري السابق، احد سكنة منطقة باب الشيخ وعايش الفيليين في المناطق الشعبية من بغداد، فهو يعتبر نفسه ليس جاراً لهم، فحسب بل أخ وواحد منهم، وحضر المؤتمر ليضم صوته مع صوتهم ، وهو ايضا تعرض للمظلومية من قبل النظام السابق لوقوفه بوجه الباطل ودفاعه عن حق الكورد الفيليين، حيث قام جلاوزة النظام السابق ببتر كفه الايمن، مع ثمانية مواطنين آخرين بحجة أنهم تجار قاموا باستلام اموال من خارج البلاد، وتسليمها الى المعارضة الداخلية، وعن مظلومية الفيليين التي شاهدها بأم عينه يقول الكعبي:
الفيليين عاشوا الويل والتهجير والتسفير القسري والسجون الجماعية، وحرموا من ابسط حقوقهم كمواطنين عراقيين، ففي زمن النظام السابق تعرضوا للكثير من الاعتداءات والانتهاكات امام أعين الجميع، وهم كانوا في حالة خوف دائمي، يخشون ازلام النظام السابق حتى قبل تهجيرهم، فقد كان ذلك النظام ينظر لهم نظرة دونية ويتحين الفرص للاعتداء عليهم قبل التهجير، واثناء التهجير مارس معهم ابشع الاساليب القمعية واللا انسانية، وبعد ان سلبوا منهم أملاكهم وأموالهم قاموا برميهم في العراء، على الحدود العراقية الايرانية على ارض الحرام والحرب مشتعلة على أوجها، وفي فصل الشتاء، وتخيل ماذا حل بهم وغالبيتهم من الاطفال والنساء والشيوخ، حيث ماتوا الكثير منهم، ومن وصل الجانب الايراني فهو منهك من قساوة البرد وخطورة الطريق والجوع.
ويتذكر الكعبي من زملائه واصدقائه وجيرانه من الكورد الفيليين الذين تم تصفيتهم قائلا: لا يحضرني الان جميع اصدقائي الذين غيبهم النظام السافل السابق، ولكني في هذه اللحظات اتذكر منهم: فتاح كوردي واخوه جبار كوردي، وبيت عادل عاشور واخوانه، فؤاد الصغير، علي بيرة، وكثير من أولئك الشباب الذين تم اعتقالهم وتصفيتهم في الشوارع وامام مرأى واعين الناس، واضاف الكعبي وهو يجر حسرة وألم ولوعة على اصحابه الذين غيبهم ذلك النظام : قام النظام السابق بنهب الاموال وكذلك البيوت، والفيليين الى الان يعانون من فقدان الكثيرين وعدم عودتهم الى العراق، وهذا ما جعلني شاهد حي على جرائم البعثيين، وتمنى في خاتمة حديثه من الحكومة الحالية ، السعي الجاد لاعادة حقوقهم.