رباب طلال مدلول
لطالما بحثت عن مرآة تعكس لي جمالي الكامن ،وتمنحني اليقين بأنني استحق أن اكون هنا على هذه الأرض، فليس كافياً أن تؤمن بنفسك وحدك، أحياناً تفتقد تلك الشرارة التي يضيئها الآخرون فيك، تلك النظرة التي تنبعث من أعين محبة لتقول لك: “أنت أكثر من مجرد كائن يعبر الحياة بصمت”، فأحياناً نكون كالفراشات التي تطير، ترفرف بأجنحتها الملونة، ولا تدري كم هي رائعة ومليئة بالألوان، نحن مخلوقات اجتماعية، نحتاج لمن يمدنا بالطاقة لنكمل المسير، نحتاج لذلك الشخص الذي يصدق بأن فينا من الجمال ما لم نكتشفه بعد، ليمسك بأيدينا ويأخذنا إلى أماكن جديدة داخلنا، ويشعل فينا قنديل الأمل في لحظات الظلام، فحين نكون في أضعف حالاتنا، تبدو الحاجة لهذا الدعم أكثر وضوحاً وأكثر ضرورة، وليس ضعفاً أن نطلب من غيرنا أن يؤمن بنا، أن يرى فينا النور حين نعجز نحن عن رؤيته، فهذا ما يفعله الحب والصداقة الحقيقية، يملؤنا بقدرة جديدة على الحياة، كأنهم ينفحون في أرواحنا شجاعة من نوع آخر، فما أروع أن نجد من يؤمن بنا حين نكون في أسفل القاع، من يعيدنا إلى السطح لنتنفس، أن نجد من يؤمن بأننا نستحق العطاء والفرح حتى وإن كانت قلوبنا مثقلة بالشجن، فهذا الإيمان المتبادل هو ما يصنع الفرق في الحياة، هو ما يجعلنا نستيقظ صباحاً برغبة في أن نكون، في أن نكمل الرحلة، فما الحياة إن لم يكن لنا فيها من ينير لنا الطريق ويرينا أنفسنا كما لم نرها من قبل؟
نحن بحاجة لمن يرينا أنفسنا في لحظات ضعفنا، لحظات الشك، لحظات فقدان الاتجاه، ليرينا أننا أقوى مما كنا نظن، وأننا قادرون على تجاوز الألم والصعاب، مثل زهرة تنمو بين الصخور وتشق طريقها نحو النور، فالحياة مليئة بالتحديات، ولكن وجود شخص يؤمن بنا يجعل كل شيء ممكناً، يجعلنا نستطيع النهوض بعد السقوط، يجعلنا ننظر لأنفسنا بعيون مختلفة، تلك العيون التي تمنحنا القدرة على الحلم من جديد، وتجعلنا نرى الحياة بألوان لم نعهدها من قبل، فإن كنت تحلم، لا تحلم وحدك، وإن كنت ترغب في النجاح، ابحث عمن يدعمك، من يؤمن بك، من يمنحك الأمل عندما تخبو شعلتك، فذلك الشخص ليس مجرد رفيق، بل هو بمثابة الضوء الذي ينير طريقك، والمرآة التي تعكس جمالك وأحلامك، فتظل الروح حية، مشعة، مؤمنة بأن الحياة تستحق.