صادق الازرقي
تشهد عملية التبوء بالطقس في العراق في بعض الاحيان معلومات غير دقيقة، ما يؤثر على فعالية العملية ويؤدي الى تأخير الاجراءات المتخذة من قبل الناس للتواؤم مع تعليمات مراصد الانواء الجوية.
ومن المعلوم ان وسائل حديثة باتت تستعمل في التنبؤ بالطقس والمناخ تعتمد اليوم على تقنيات حديثة ومتطورة تستفيد من التطور السريع في علوم الحاسب والأقمار الصناعية.
اذ تؤدي الأقمار الصناعية دورا حاسما في مراقبة الظواهر الجوية والمناخية على المستوى العالمي، بجمعها البيانات عن الغيوم وحركتها، درجة حرارة سطح الأرض والمحيطات، مستويات الرطوبة، سرعة الرياح والضغط الجوي؛ هذه البيانات تُرسل إلى محطات أرضية لتحليلها واستغلالها في التنبؤات.
ويمكن استعمال شبكات نظام المواقع العالمي GPS لقياس التغيرات في الغلاف الجوي، مثل الرطوبة ومحتوى بخار الماء، عن طريق قياس تأخير إشارات GPS في أثناء مرورها بالغلاف الجوي، وهذا يساعد في تحسين دقة التنبؤات الجوية.
كما تتواجد نماذج التنبؤ العددي، تعتمد على معادلات رياضية تصف حركة الغلاف الجوي وتفاعلاته مع سطح الأرض والمحيطات، تستغل الحواسب الفائقة لتحليل كميات ضخمة من البيانات المناخية، وأشهر النماذج، نموذج الطقس العالمي والنموذج الأوروبي، وهذه النماذج تُحدث باستمرار وتقدم توقعات قصيرة الأجل وطويلة الأجل.
كما تستعمل الرادارات لمراقبة وتحديد موقع وسرعة وشدة الأمطار والعواصف الرعدية، تساعد الرادارات في إصدار تحذيرات عن الطقس العاصف والفيضانات.
وتتواجد ايضا المجسات المحمولة جوا أو على الأرض تستعمل لقياس المتغيرات الجوية بشكل مباشر، مثل درجات الحرارة، الرطوبة، الضغط الجوي، وسرعة الرياح، و يجري دمج هذه القياسات مع البيانات الأخرى لتحسين دقة التنبؤات.
وفي الآونة الاخيرة جرى ادخال تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات الجوية الضخمة وتحديد الأنماط، مما يسهم في تحسين دقة التنبؤات الجوية؛ ويجري تدريب نماذج تعلم الآلة على البيانات التاريخية للتنبؤ بالظروف الجوية المستقبلية بناء على الشروط الحالية.
وايضا يجري استعمال البالونات الجوية التي تُطلق إلى الغلاف الجوي العلوي، وتقيس تغيرات درجة الحرارة والرطوبة والضغط على ارتفاعات متنوعة، هذه البيانات تسهم في تحسين نماذج التنبؤ بالطقس.
وتستعمل ايضا تقنيات الاستشعار عن بعد لتجميع بيانات من المساحات الشاسعة على الأرض، مثل قياسات درجة حرارة سطح البحر، وحركة التيارات المحيطية، وتوزيع الغطاء النباتي، تلك بيانات تساعد في التنبؤ بتغيرات المناخ على المدى البعيد.
وتتواجد التحليلات المتقدمة والحوسبة السحابية تستعمل لتخزين ومعالجة البيانات المناخية الكبيرة بكفاءة عالية. هذا يتيح تقديم تنبؤات آنية وموثوقة لأماكن واسعة.
كما ان الطائرات من دون طيار (Drones) والروبوتات تستعمل لجمع بيانات عن الظروف الجوية في الأماكن التي يصعب الوصول إليها، مثل مناطق العواصف أو الكوارث الطبيعية.
ان تطوير وتحديث الاساليب المتبعة في دراسة الطقس والمناخ والتنبؤ بهما ليست صعبة في وضع العراق، فالإمكانيات المالية متوفرة فضلا عن ان وسائل تلك المتابعة بات من السهل تصنيعها واطلاقها، ومن ذلك الطائرات المسيرة والروبوتات، التي أصبح بالإمكان تصنيعها بسهولة.
كما ان الذكاء الاصطناعي أصبح علما قائما بذاته، تسعى كثير من الدول لاستغلاله وتطويره، وبإمكان العراق ان يدخل هذا المضمار لتحقيق تنبؤات جوية سليمة.