محمد نعناع
يفتتح اقليم كردستان الموسم السادس للانتخابات البرلمانية منذ تأسيس الاقليم واستقلاله عن السلطة الديكتاتورية القمعية، وقد ناضلت احزاب الاقليم وقواه السياسية ونخبه المفكرة والمثقفة وشراىحه الاجتماعية لترسيخ الديمقراطية عبر التداول السلمي للسلطة، لكن الطرف الاكثر تمسكاً باستقلال الاقليم وحرية شعبه والنأي به عن المخاطر وهو الحزب الديمقراطي الكردستاني، الحزب الاب والرائد في كردستان يسعى اكثر من اي طرف اخر، الى استثمار هذه الانتخابات التي تنطلق يوم الجمعة 18 اكتوبر الجاري عبر التصويت الخاص، وتتم ذروتها في يوم الاحد 20 من الشهر الحالي، لتكون اعلاناً عن هوية الاقليم وتوضيحاً لمصلحته العليا، وبهذا الصدد لا يمكن ان تبتعد انظار الحزب الديمقراطي الكردستاني عن الاصل الاصيل الذي تقوم من اجله الانتخابات البرلمانية في الاقليم وهو صيانة وحفظ كيان الاقليم ووقف التهديدات التي يتعرض لها، ولا يمكن ان يتجاهل البارتي ان هذا الهدف الاستراتيجي لا يتم تطبيقه الا عبر تحقيق شرطين اساسيين من خلال الانتخابات، أولهما: ان تكون الانتخابات نظيفة نزيهة مبتعدة عن التأثيرات الخارجية، ففي هذا الشرط سيُمثل ابناء الاقليم الحقيقيين شعبهم بشفافية واستحقاق، وثانيهما: ان يصدر عن الانتخابات وعياً بضرورة تطبيق المشاريع والبرامج الخدمية التي تقدم الخدمات الحقيقية لشعب اقليم كردستان، وعبر هذين الشرطين يتحقق قرار الاقليم الحقيقي، وهذا ما يسعى له الديمقراطي الكردستاني.
وعبر هذه الانتخابات التي تمثل لاقليم كردستان لحظة تاريخية سيسعى البارتي الذي هو اعرق الاحزب الكوردية واقدمها واكثرها شعبية وتمسكاً بالخيارات الاساسية للشعب الكوردي الى اعطاء هذه اللحظة التاريخية حقها الديمقراطي، فبدون هذا الحق الذي يعزز التدوال السلمي للسلطة لا تتحقق خدمة ابناء اقليم كردستان، وقد اثبتت السنوات السابقة ان الاقليم اذا لم يرعاه حزب كالديمقراطي الكردستاني وزعيم كمسعود البارزاني سيخضع لاجندات عدائية من خارجه ستنعكس بالضرورة على وضع الاقليم الداخلي، ولذلك سيستثمر الديمقراطي الكردستاني هذه الفرصة التاريخية التي طال انتظارها لتقوية الجانب الوجودي في موقع الاقليم الحيوي، وسيحشد قادة البارتي ومن بينهم مسعود بارزاني كل قواهم لقول كلمة واحدة في هذه الانتخابات وهي “الاقليم اقوى واكثر ديمقراطية من قبل” وهذه الكلمة التي يجب ان تطبق على ارض الواقع ليس هناك وقت مناسب ومكان مناسب لها افضل من يوم 20 اكتوبر ومن قلب اربيل عاصمة اقليم كردستان.
ان التحدي الذي يمضي به الحزب الديمقراطي الكردستاني في وضح النهار، والذي يقابله محاولات لاضعاف الاقليم من داخله تحت جنح الليل، سيكون منهاجاً لقادة الحزب وسراجاً لجماهيره التي تدعم بقوة افكاره ومتبنياته في حماية الاقليم من الداخل والخارج، وهذه الفرصة الاستقلالية ستوفرها الانتخابات البرلمانية السادسة التي ستنطلق في اجواء مليئة بالتنافس من جهة، وواضحة المعالم من جهة اخرى، ولكنها بالتأكيد ستكون محاولة ترميمية جادة لوضع الاقليم، وهي أولاً وأخيراً مساراً مهماً لتعزيز الديمقراطية وخدمة شعب اقليم كردستان.