“عاصمة الدخان”.. بغداد تغطس في مشاهد مخيفة وكأنها من كوكب آخر

 

أربيل – التآخي

تجددت يوم امس الاثنين، ظاهرة ارتفاع مستويات التلوث في العاصمة العراقية بغداد، لتصل إلى مستويات خطيرة تفوق تلك المسجلة في الأيام السابقة.

وأظهرت مقاطع فيديو وثقها مواطنون، أن الرؤية تكاد تكون شبه معدومة في أحد المناطق وسط بغداد، بالقرب من المنطقة الخضراء، التي من المفترض أن تكون مليئة بالأشجار.

وفي مقطع فيديو آخر تم توثيقه من قبل مواطنين في مجمع بسماية السكني جنوب شرق بغداد فجر يوم امس ، ظهر منظر مرعب يعكس مدى تلوث الهواء وانعدام الرؤية في المدينة.

من جانبها، أعلنت وزارة البيئة العراقية عن عقد جلسة “طارئة” لمناقشة حلول تلوث الهواء في بغداد برئاسة محافظ العاصمة. وقالت في بيانٍ لها إن الجلسة شهدت مناقشة مستفيضة لمشكلة تلوث الهواء وسبل مواجهتها.

وفي هذا السياق، أفاد مصدر مطلع، بأن الحكومة العراقية تدرس مقترحاً لنقل مصفى الدورة إلى خارج العاصمة، واضاف ،  بأن مجلس الوزراء يدرس مقترحاً لتفكيك ونقل المصفى من بغداد. ويتضمن المقترح عرض مساحة المصفى في بغداد لمشروع استثماري.

في السياق، عبر مواطنون في بغداد عن استيائهم من أزمة التلوث الحادة التي تعاني منها المدينة، حيث قال “عباس الجبوري” استاذ جامعي، “خرجت إلى وظيفتي صباحاً وصدمت بهذا المنظر، كأننا في كوكب آخر مثل المريخ. أين السلطات من هذا؟ ما الذي يجري؟”.

وأكد، أن الرؤية شبه انعدمت، مما دفع بعضهم إلى ارتداء الكمامات للحماية من التلوث.

فيما قال حسين حميد، موظف حكومي، معبرًا عن قلقه: “أشعر بالحزن والخوف مما يحدث في بغداد، مشاهد التلوث والدخان المظلم التي تغطي سماء العاصمة أصبحت جزءًا من حياتنا اليومية، وكأننا نعيش في كوكب آخر بعيد عن النقاء والهواء النظيف.”

وناشد المواطنون الجهات المختصة بالتدخل العاجل لاتخاذ إجراءات فعالة للحد من هذه الظاهرة الخطيرة وتحسين جودة الهواء في العاصمة.

وكانت وزارة البيئة قد أوضحت في وقت سابق أن الانبعاثات الغازية الضارة والروائح الكريهة التي يعاني منها سكان بغداد، خاصة في أوقات متأخرة من الليل، ترجع إلى احتراق النفط الأسود في محطات توليد الطاقة، ومعامل الإسفلت والطابوق، فضلاً عن إشعال النيران في مطامر النفايات غير الصحية في أطراف العاصمة.

وفي خطوة تعكس جديّة الحكومة في معالجة هذه القضية، أصدر رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، يوم السبت توجيهاته بتشكيل لجنة وزارية متخصصة لمعالجة مشكلة تلوث الهواء في سماء بغداد، على أن تقدم توصياتها خلال يومين.

وتسيطر منذ أيام طويلة رائحة الكبريت الكريهة والسماء الضبابية  على أجواء بغداد، مما أدى إلى استياء السكان من انتشار دخان كثيف يغطي المدينة منذ أيام.

وقد غطى الدخان مناطق شمال بغداد وصولًا إلى محافظة ديالى وعند حدود إقليم كوردستان، دون معرفة المصدر، مما دفع المواطنين إلى المطالبة بحلول عاجلة لتجنب الأمراض الخطيرة الناتجة عن هذا التلوث.

وفي هذا السياق، أرجع مرصد “العراق الأخضر” المتخصص في شؤون البيئة، أسباب انتشار رائحة الكبريت في سماء العاصمة بغداد بشكل متكرر إلى استخدام نفط عالي الكبريت في محطات توليد الكهرباء.

وحذر المرصد، من أن هواء بغداد، خاصة خلال الأيام الأخيرة، بات محملاً بمواد خطرة تهدد صحة الأطفال وكبار السن، مشيرًا إلى أن بغداد تسجل لأول مرة نسبة تلوث في الهواء تصل إلى 515%.

قد يعجبك ايضا