أ.د. نزار الربيعي
تأثرت هذه الطروحات بمدرسة المحافظين الجدد أو اليمين الديني، إذ بدأ الخطاب السياسي الامريكي ظهور مصطلحات وتبريرات تأخذ جانب أخلاقي تصل الى مرحلة وصف الحرب على الارهاب بأنها حروب دينية للرد على العنف والكراهية التي تمثله (قوى الشيطان) بحسب تعبير جورج بوش ويعد ما تقدم تحول في الفكر الامريكي الذي يتخذ من الديمقراطية، الحرية تبريراً لانماط سلوكه.
لقد حاولت الولايات المتحدة بناء نظام دولي قائم على فكرة السلام العالمي ولكنها فشلت في إحلاله أما بسبب اعتقاد من هنري كيسنجر ، جوزيف ناي، صموئيل برغر المستشار للأمن القومي وسيوسن راسي (الخبير في قضايا السياسة الخارجية في معهد بروكنجد) بأن السلام في النظام الدولي تم تعطيل آلياته التي وضعتها الولايات المتحدة في مطلع التسعينيات من جهة ونسفت من قبل الصراعات الاقليمية في الشرق الاوسط وآسيا وأوربا الشرقية.
أو بسبب أنها وجدت أن فكرة إحلال السلام في النظام العالمي تعني ان تغيير الولايات المتحدة مسارات وانماط تعاملها السياسي مع مناطق الصراع في العالم وعليه فهي ستبدو عندئذ بمظهر الخاسر أمام تلك القوى التي تواجهها، ومن ثمَّ يمكن القول ان النظام الدولي قد عرف متغيراً جديدا كعنصر من عناصر المجتمع الدولي يمثل من عولمة الارهاب، فقد خرج الارهاب من جوهر الفكر الاستراتيجي العالمي الامريكي ليمثل نوعا من الصراع المضاد وهو متغير ليس قطرياً ولا اقليمياً ولا يمر عبر مؤسسات الدول وله مقومات ذاتية واستقلالية وبعض من الجماهير المتعاطفة معه وهذا ما أكده الرئيس جورج بوش بالقول (ان العقيدة القاتلة للراديكاليين الاسلاميين تمثل التحدي العظيم في القرن الجديد، وأن حربنا ضد الارهاب، تشبه معركة الكفاح ضد الشيوعية في القرن الاخير ولقد تم التعبير عن هذا التوجه من جانب الامم المتحدة باصدار القرار 1368 والذي فوض بموجبه مجلس الامن الدولي الولايات المتحدة باتخاذ الاجراءات على المعتدين والمسؤولين عن الاعتداء على الولايات المتحدة، وهكذا نجحت الإدارة الامريكية من تخطي دور الامم المتحدة وأقامت تحالف يدعم هجومها على افغانستان.
وان التحالفات لمعظم دول العالم كانت تحت ضغط القوة الامريكية وذلك حفاظاً على مصالحها.