التآخي – ناهي العامري
تحت شعار : دور الاعلام في خلق روح المواطنة والتعايش السلمي بين اطياف الشعب، نظم مكتب الثقافة والإعلام للفرع الخامس للحزب الديمقراطي الكوردستاني، الخميس ٨ تشرين الاول ٢٠٢٤ ، ندوة ثقافية بعنوان ( السياسة العامة والمشكلات السياسية) على قاعة الشهيدة ليلى قاسم.
قدم المحاضرة الدكتور عبد الجبار احمد عبد الله/ رئيس جامعة البيان الاهلية، وعميد كلية العلوم السياسية في جامعة بغداد.
وجه الدكتور عبد الجبار شكره الى الفرع الخامس/ للحزب الديمقراطي الكوردستاني، لدعوتهم الكريمة إلى تقديم محاضرته الموسومة ( السياسية العامة والمشكلات السياسية). وبدأ بطرح ماهية المشكلات السياسية، وقال عنها أنها موجودة في كل البلدان، بما فيها الدول المتقدمة، مثل أمريكا وفرنسا وبريطانيا، ويوجد لها حلول، لكن الفارق في ان حلولها متوفرة وسهلة في البلدان المستقرة، وصعبة وليس من السهل حلها، في البلدان غير المستقرة، فالبلدان المستقرة تخلو من الانقلابات السياسية والعسكرية، فيما تعج البلدان غير المستقرة بالانقلابات العسكرية، فالصدام المسلح بين الفصائل السودانية، سببه الانقلابات العسكرية، فيما حافظ الأوروبيون على استقرارهم السياسي،باقامة انظمة مستقرة على ركام تاريخهم الدموي، المتمثل فى الصراع بين الطوائف المسيحية، منذ بداية القرن السابع عشر، واقامة النظم البرلمانية الحديثة.
واضاف عبد الجبار،لم يحصل انقلاب في العراق منذ العام ١٩٧٩، مع ذلك لم يتحقق استقرار سياسي، ذلك لان نظام الحكم دكتاتوري، والقمع هو اساس ذلك النظام، وهذ ما يجري مع الانظمة الدكتاتورية الحاكمة الاخرى، ففي الدول البرلمانية المستقرة، المواطن هو من يختار من يمثله، ويمنحه صوته في صناديق الاقتراع، في انتخابات نزيهة خالية من التزوير أو استغلال المال العام، كما ان هناك من يستغل القانون الانتخابي لصالحه، ويعتبره مجرد مركب للوصول الى غاياته في الاستحواذ على السلطة ونهب المال العام، في هذه الحالة لا يتحقق استقرار سياسي.
ومن هنا فالطغاة لا يبنون دول، لعدم تعاملهم مع ثقافات مجتمعاتهم بشكل سوي، مثلا الرئيس السوداني السابق جعفر نميري كان عسكريا ومن الاخوان المسلمين، وفرض الشرع الاسلامي ، على كل مكونات شعب السودان، بالرغم من وجود شريحة مسيحية واسعة، مما قاد المسيحيون الى الاحتجاج ومن ثم المعارضة المسلحة، وادى ذلك الى تفكيك الدولة المركزية، اما في النظم البرلمانية، يتم ادارة الدولة بالعدل والمساواة، كما في دولة الهند.
ثم تناول عبد الجبار دور التربية المجتمعية على حالة الفرد، مثلاً اذا تم ضرب تلميذ من قبل المعلم، يحصل كبت نفسي بداخله، يستمر معه لغاية تخرجه من دراسته الجامعية، وهذا ما يولد انحراف في طبيعة العلاقات الديمقراطية مستقبلا، وبالعكس في حالة عدم استخدام العنف في تنشأة الفرد، يخلق مواطن سليم يدير عمله على أحسن وجه.
كما تطرق عبد الجبار الى الانظمة الديموقراطية المزيفة، وقال: هناك انظمة ديمقراطية مزيفة، مثلا الحاكم الاعلى وصل الى سدة الحكم بواسطة التزوير وشراء الذمم، باستخدام المال العام، ولا يوجد حوله احزاب معارضة، وبرلمان لا يعترض على اخطاءه، فتكون ديمقراطية عرجاء وهشة، ولا وجود للعدالة، مع فقدان المواطنين حقوقهم المشروعة.
وفي خاتمة المحاضرة كانت هناك مداخلات من قبل الحضور ، اضفت معلومات قيمة للندوة، منها مداخلة صباح عقراوي، عضو الهيئة العاملة في الفرع الخامس للحزب الديمقراطي الكوردستاني، التي تطرق فيها عن ان الديمقراطية هي ثقافة التسامح والتعايش السلمي والتعاون، ويجب ان تبدأ منذ الطفولة، كي يكون الطفل معتادا عليها ويمارسها بشكل صحيح بعد سن الرشد.
أما مداخلة جواد ملكشاهي/ رئيس تحري جريدة التاخي، فقد تسائل عن قضية ملتبسة وغير شرعية تمارس على مستوى السلطة التنفيذية، وقال كما نعلم وفقا للدستور فان قرار الحرب والسلام يفترض ان يتخذ من قبل مجلس النواب وتنفيذه من قبل رئيس الوزراء حصرا، فيما نرى ان هذا القرار تعلن عنه بعض فصائل و الميليشيات. وكان الجواب : ان ما يحدث نتيجة الارتباك الحاصل عند السلطة التنفيذية وضعف تطبيق القوانين على الجميع.