د. امال نوري عبود الطائي
ان عملية التحول تشكل جزء او كل من رؤى متعددة او مفردة تعمل على التأثير الكمي والنوعي والفكري في انتاج الخطاب الفني المتحول بخاصية تمكنه من الوصول الى الانجازات التي يهدف ويرمي الوصول اليها لتحقيق رؤيته الجديدة في مغادرة القديم والتأسيس للجديد فكل رؤية حديثة ومستحدثة تستند الى هدم وتقويض الثابت من قبلها وبالتالي هي تمر بحالة جديدة تكون عبرها نتاج فني لرؤية جديدة ، فالاشتغالات هنا تعلن بشكل كامل او ضمني عن عدم ثبات الحال كامر حتمي ومقرور في طبيعة الانسان وارتباطه بالأشياء المتغيرة التي تبحث عن عمليات انتقال وتحول من حال الى حال اخر ويرى (ابو زيد) ان الرؤية الجديدة تقوم بعملية “تفسير” او “تأويل” للثقافة السائدة، وثم تعلن رغبتها في التحرر والأَنعتاق من قيود الماضي، وبهذا هي تسلك آليات وعمليات التحول في تأسيس لمعادلة جديدة عبر عمليات التفكير والتحليل والبناء وفتح آفاق امام البناء في امكانية عمل ازاحات ومتغيرات عبر عمليات التحول في الشكل ان كان على مستوى المفهوم المادي المرئي ، او الذهني اللامرئي وبالتالي التغير في كلية العمل من حيث الاشتغالات التقنية والموضوعية ، حيث يُشكل التحول كمصطلح واحداً من أهم الظواهر الحياتية والفنية والعلمية على حد سواء والتي تعاملت معها الفلسفة والمناهج النقدية لاتسامه بالتحول والتغير مع متطلبات الحياة والعصر والتحولات التي تصاحبها على جميع المستويات النظرية والتطبيقية وامكانية تضمينه مجموعة من المتغيرات الواسعة والانتقال من حالة محدودة الى افق اوسع واكثر شمولاً على المستوى المادي والفكري على حد سواء عبر الانتقال من الثوابت الى متغيرات جديدة والتشظي نحو تفرعات وفروع اخرى يتم التأسيس لها بشكل حديث ومستحدث .
فالتحول في الاشتغالات بشكله العام كما هي مرتكزة على مخالفة ومغايرة الثوابت والقواعد السائدة والمتعارف عليها الى مناطق تجربة جديدة ضمن معطيات استندت على العلمية والدراسات الحديثة والجديدة ان كانت أدبية أو علمية أو فلسفية أو أقتصادية أو نفسية أو أجتماعية ، وهي بدورها قابلة للتحول الى سلسلة من المتغيرات لتأسيس جديد تُفرز نتاجات نوعية دائمة التبدل في ضوء جدل مستمر بين ثنائيات القديم والجديد الفلسفية ، إذ ” إن التناقض داخل ماهية شيء ما يتم حله بشكل دائم ، ومما كان يعاد تقديمه بشكل دائم فانه يتسبب في تحويل القديم الى جديد ” فالمنجز الفني بشتى اجناسه وصنوفه هو : عبارة عن تجربة قائمة بذاتها تستند الى التعبير بشتى الوسائل والطرق ، عبر التعامل ومعالجة المتغيرات ، واكتشاف خواصها ، وصفاتها ان كانت تتولد بشكل شخصي أو جماعي ، فهي تاخذ المشكلة وتعالجها وتطرحها من جديد بما يتناسب مع المعطيات الانية لكل من المكان والزمان بالاستناد الى معطياتهما البيئية والاجتماعية لما تلعبه من دور مباشر يدخل ضمن الحياة التي يعيشها الفرد بشكل نسبي يستند على ابراز شكل من دون اخر او اختيار شكل من دون اخر في الاشتغالات الفنية وتحولاتها، ويرى (روزنتال) ان عملية ” التحوّل على وجه الخصوص : هو تحول الاشياء بعضها الى بعض صور وأَشكال مختلفة مأَلوفة وغير مالوفة، وهنا يكمن أَساس عمل المخيلة التي تسلب الاشياء والاشكال استقرارها وأَمكنتها المشدودة اليها.
فتأخذ منحى جديد عبر ما تقدمه عملية التحول من تشكلات وبنائية خاصة بها من اشتغالات ذهنية ومادية على حد سواء.