صبحي مندلاوي
أظهرت التحقيقات التي أجرتها السلطات في أربيل وبغداد أن الاتحاد الوطني الكوردستاني يقف وراء حرق الأسواق في أربيل قبل بضعة أشهر بمعية حزب العمال الكوردستاني ( PKK) هذه الحادثة ليست سوى استمرارية لنمط من التخريب والعنف الذي طالما لجأ إليه هاذان الحزبان طوال تاريخهم .
التحقيقات والأدلة والإعترافات كشفت بوضوح تورط شخصيات مرتبطة بالاتحاد الوطني الكوردستاني في هذه الجريمة البشعة أحد المشتبه بهم الرئيسيين هو (هونر فخر الدين أحمد) والذي يشغل منصبًا في الوحدة 70، وهي وحدة تابعة لقوات البيشمركة الخاضعة للاتحاد الوطني. هذه الوحدة، التي من المفترض أن تكون جزءًا من قوات حماية كوردستان، استخدمت في هذه الحادثة لإشاعة الفوضى وزعزعة الاستقرار في أربيل.
إلى جانب هونر فخر الدين أحمد، تم أيضًا اتهام (محمد نجاة حسن) وهو ضابط في وحدة مكافحة الإرهاب بمدينة السليمانية، وهي وحدة أخرى تابعة للاتحاد الوطني. بدلاً من استخدام هذه الوحدات لحماية أمن الإقليم، يبدو أن الاتحاد الوطني يوظفها كأدوات لتحقيق مصالحه الشخصية والسياسية عبر التدمير والعبث بأمن المناطق الآمنة.
ليس من المستغرب أن يكون الاتحاد الوطني متورطًا في مثل هذه الأعمال التخريبية. فقد ظل الحزب يعتمد على التكتيكات العسكرية والسياسية القذرة لزعزعة الاستقرار في المناطق التي لا يسيطر عليها. من خلال وحداته العسكرية، مثل جهاز زانيارى ( المخابرات) ووحدة مكافحة الإرهاب، يقوم الحزب بتنفيذ هجمات منظمة تستهدف المنشآت الاقتصادية والأمنية، بهدف نشر الفوضى وتقويض السلطة في أربيل.
هذه الجريمة الجديدة تأتي في وقت يستمر فيه الاتحاد الوطني برفع شعار “استعادة أربيل”، في خضم إنتخابات برلمان كوردستان والتي ستجري في العشرين من هذا الشهر، ولكن كيف يمكن لحزب متورط في تدمير المدينة وإحراق أسواقها أن يدعي حقه في استعادتها؟ إن هذا الشعار، ليس فقط نفاقًا، بل هو محاولة مستميتة لتبرير أفعال العنف التي يرتكبها اليكتي بحق أهالي أربيل.
في حين يُعَدُّ الحزب الديمقراطي الكوردستاني رمزًا للاستقرار والإعمار في أربيل والمدن الأخرى في الإقليم ، فقد شهدت مدينة أربيل تطورًا اقتصاديًا وعمرانيًا غير مسبوق حيث ركزت حكومة إقليم كوردستان برئاسة السيد مسرور بارزاني جهودها على إعادة إعمار المدينة وبناء بنية تحتية متطورة وشهدت أربيل نموًا كبيرًا في إنشاء المباني السكنية، والمراكز التجارية، والمجمعات السياحية، مما جعلها نقطة جذب للاستثمارات المحلية والدولية. وتم تطوير شبكات الطرق، وتحسين الخدمات العامة مثل الكهرباء والمياه، ما جعل أربيل نموذجًا للاستقرار والتقدم في المنطقة.
لعب الحزب الديمقراطي الكوردستاني وهو يقود حكومة إقليم كوردستان دورًا كبيرًا في جذب المستثمرين الأجانب، وهو ما ساعد على تنمية القطاعات غير النفطية مثل السياحة والتجارة والزراعة ، مما جعل أربيل مركزًا اقتصاديًا مزدهرًا. تعزز هذا النمو من خلال سياسات مشجعة للاستثمار وبيئة تنظيمية داعمة للأعمال أربيل هي اليوم واحدة من أكثر المدن أمانًا في العراق، مما ساعد في تعزيز الاستقرار ودعم الأنشطة التجارية والسياحية وقد أصبحت رمزًا للاستقرار والنمو الاقتصادي .
أربيل تتعرض اليوم لهجوم تخريبي جديد من نفس الحزب الذي دمر المدينة في التسعينيات – أيضا – الاتحاد الوطني الكوردستاني يظهر مرة أخرى وجهه الحقيقي: حزب لا تهمه مصلحة الشعب الكوردي، بل يسعى فقط لتحقيق مكاسب سياسية ولو على حساب تدمير المدينة وسلامة مواطنيها والذي أثبت تورطه في حرق أسواق أربيل و دهوك لا يمكن اعتباره حزبًا يسعى لمصلحة الشعب الكوردي. تأريخه الطويل من العنف والتخريب يؤكد أنه مستعد لفعل أي شيء من أجل مصالحه الضيقة. يجب أن يعي الشعب الكوردي أن هذا الحزب ليس سوى عقبة أمام السلام والاستقرار في إقليم كوردستان، وأن شعاراته حول “استعادة أربيل” ليست سوى قناع يخفي وراءه نية تدمير ما بُني بجهود كبيرة خلال السنوات الماضية وستكون صناديق الاقتراع هي الفيصل الحقيقي بين من يريد الإعمار والأمان وصيانة إقليمنا الدستوري وبين من يحرق و يقتل ويسرق في وضح النهار .
أبناء هولير الشامخة يعلمون جيدا ان مصير مدينتهم و مدن كوردستان هي بيد أمينة و صادقة وإن من يدعي العودة الى الخراب والحرق سيحترق في صناديق الاقتراع يوم العرس الإنتخابي.