التمارين الرياضية تقلل من خطر الإصابة بـ 200 مرض

 

متابعة ـ التآخي

هل سبق لك أن التقيت بشخص يستنفد طاقته طوال الأسبوع ويترك كل أهداف اللياقة البدنية لعطلة نهاية الأسبوع؟ يُعرف هؤلاء الأشخاص على نطاق واسع باسم “محاربي عطلة نهاية الأسبوع”.

تشير دراسة جديدة أجراها فريق من مستشفى ماساتشوستس العام (MGH) إلى أن التمارين الرياضية التي تتم خلال عطلات نهاية الأسبوع قد تؤتي ثمارها بشكل كبير.

بالنسبة لغالبية منا، قد يكون الالتزام بجدول تمرين منتظم خلال أيام الأسبوع مهمة شاقة، وهنا يأتي دور المحاربين في عطلات نهاية الأسبوع، اذ يكثفون كل تمارينهم في يوم أو يومين كل أسبوع.

ووفقًا لدراسة بحثية أجريت تحت إشراف خبراء من مستشفى ماساتشوستس العام، فإن هذا النمط من النشاط البدني المركّز يمكن أن يكون مفيدًا بنفس القدر في تقليل مخاطر الإصابة بالأمراض مثل نظام التمرين الأكثر انتشارًا.

يقول الدكتور شان خورشيد، المؤلف المشارك الرئيس للدراسة، عضو هيئة التدريس في مركز ديمولاس لاضطرابات نظم القلب في مستشفى ماساتشوستس العام، “من المعروف أن النشاط البدني يؤثر على خطر الإصابة بالعديد من الأمراض”.

ويضيف “هنا، نظهر الفوائد المحتملة لنشاط المحارب في عطلة نهاية الأسبوع فيما يتعلق بخطر ليس فقط الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، كما أظهرنا في الماضي، ولكن أيضًا الأمراض المستقبلية التي تمتد على كامل الطيف، بدءًا من حالات مثل مرض الكلى المزمن إلى اضطرابات المزاج وما بعد ذلك”.

التوصية العالمية هي ممارسة ما لا يقل عن 150 دقيقة من التمارين الرياضية المتوسطة إلى القوية كل أسبوع من أجل الصحة العامة، والآن يطرح سؤال مثير للاهتمام – هل يهم حقًا كيف يتم تقسيم هذه الدقائق الـ 150 على مدار جدولنا الأسبوعي؟

 

وضم فريق البحث أيضًا المؤلف المشارك الرئيس الدكتور باتريك إلينور، رئيس قسم أمراض القلب بالإنابة والمدير المشارك لمركز كوريجان ماينهان للقلب في مستشفى ماساتشوستس العام.

قام الخبراء بدراسة أنماط اللياقة البدنية لـ 89573 فردًا. بناءً على البيانات المسجلة من أجهزة قياس التسارع في المعصم، تم تصنيف المشاركين إلى ثلاثة قطاعات: “المحاربون” في عطلة نهاية الأسبوع، والممارسون المنتظمون للتمارين الرياضية، وغير النشطين.

النتائج؟ مدهشة للغاية، في أقل تقدير! أظهر كل من المحاربين في عطلة نهاية الأسبوع والنشطين بانتظام مخاطر أقل بكثير للإصابة بأكثر من 200 مرض مقارنة بنظرائهم غير النشطين.

وشمل ذلك ليس فقط الروابط القوية مع حالات القلب والأيض مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري، ولكن أيضًا مجموعة من فئات الأمراض الأخرى.

وقد قام فريق البحث بالتحقيق بشكل أعمق في الفروق الدقيقة بين المحاربين في عطلة نهاية الأسبوع ومن يمارسون التمارين الرياضية بانتظام، واستكشفوا شدة ومدة أنشطتهم.

وفي حين حقق كلا الطرفين 150 دقيقة أسبوعيا الموصى بها، فإن محاربي عطلات نهاية الأسبوع مالوا إلى جلسات أطول وأكثر كثافة فيما أظهر ممارسو التمارين الرياضية بانتظام توزيعا أكثر توازنا.

ومن المثير للاهتمام أن هذا البحث يشير إلى فوائد فريدة قد يجنيها المحاربون في عطلة نهاية الأسبوع مثل تحسين الكفاءة الأيضية وتحسين القدرة على التحمل.

ومع ذلك، فإن الشدة المفاجئة قد تشكل مخاطر الإصابة، مما يبرز الحاجة إلى التخطيط الدقيق للتمرين والتقدم فيه.

وتتجاوز الأفكار المستخلصة من هذه الدراسة عادات ممارسة التمارين الرياضية الفردية وتمهد الطريق لتوصيات الصحة العامة.

الكشف عن أن أنشطة المحارب في عطلة نهاية الأسبوع يمكن أن تتوافق مع روتين التمارين الرياضية المنتظمة قد يوجه مزيد من الناس نحو النشاط البدني من دون القيود الصارمة للجدول الأسبوعي الصارم.

وعلاوة على ذلك، فإن هذه المرونة يمكن أن تقلل من عبء الروتين اليومي بالنسبة لأولئك الذين لديهم أنماط حياة مزدحمة، مما يؤدي إلى زيادة نشاط السكان.

ومن الأهمية بمكان توسيع نطاق هذه الدراسات لتشمل مجموعات متنوعة وفهم التأثيرات طويلة الأمد، ولكن هذه النتائج الأولية مشجعة بالتأكيد.

وقال الدكتور خورشيد “نظرًا لتواجد فوائد مماثلة لمحارب نهاية الأسبوع مقارنة بالنشاط المنتظم، فقد يكون الحجم الإجمالي للنشاط، وليس النمط، هو الأكثر أهمية”.

“إن التدخلات المستقبلية لاختبار فعالية النشاط المركّز لتحسين الصحة العامة ضرورية، وينبغي تشجيع المرضى على الانخراط في نشاط بدني ملتزم بالمبادئ التوجيهية باستعمال أي نمط قد يكون الأفضل بالنسبة لهم”.

وكما تكشف هذه الدراسة، سواء اخترت ممارسة التمارين الرياضية في عطلة نهاية الأسبوع، أو توزيعها على مدار الأسبوع، فإن المفتاح هو مجرد الاستمرار في الحركة.

قد يعجبك ايضا