ارهاصات بيئية .. الوسائل الحديثة للزراعة والحفاظ على البيئة

صادق الازرقي

تثبت الدراسات والتجارب العملية وتلجأ لذلك الدول المتقدمة، ان تطوير أساليب زراعة الخضر والفاكهة وحتى المحاصيل الحقلية بالطرق الحديثة، يعمل على تحسين البيئة وتقليل الانبعاثات الضارة.

وبما ان الزراعة المستدامة تهدف إلى تحقيق التوازن بين تلبية احتياجات الإنسان من الغذاء والحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية للأجيال المقبلة، فانه لتحقيق هذا الهدف، يجري استعمال وسائل حديثة تعتمد على التكنولوجيا، الابتكار، والممارسات البيئية المستدامة.

ومن اهم الأساليب المستعملة، الزراعة الدقيقة التي تعتمد على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتحسين كفاءة استغلال الموارد، باستعمال الأقمار الصناعية، الطائرات من دون طيار، وأجهزة الاستشعار، ويمكن للمزارعين بذلك مراقبة صحة المحاصيل، وقياس مستويات الرطوبة والتربة، واستغلال الموارد بدقة (مثل المياه والأسمدة) بناءً على احتياجات النبات الفعلية.

ومن أساليب الزراعة الأخرى، نظم الزراعة العمودية وتعتمد على زراعة المحاصيل في طبقات رأسية باستعمال أنظمة مائية أو هوائية (الزراعة المائية أو الهوائية)؛ تُزرع النباتات في بيئات مغلقة باستعمال الإضاءة الصناعية، مما يقلل من الحاجة إلى الأراضي الزراعية ويوفر المياه مقارنة بالطرق التقليدية.

وكذلك يمكن الحديث عن الزراعة العضوية التي تهدف إلى تقليل استعمال المواد الكيميائية الصناعية مثل المبيدات والأسمدة، وتستعمل بدلا من ذلك ممارسات طبيعية مثل الأسمدة العضوية والدورات الزراعية للحفاظ على خصوبة التربة وصحة المحاصيل.

كما تمارس الزراعة المعتمدة على التكنولوجيا الحيوية، وتعتمد هذه الوسيلة على استعمال الهندسة الوراثية لتحسين المحاصيل بحيث تكون أكثر مقاومة للآفات والأمراض والجفاف؛ والمحاصيل المعدلة وراثيًا تسهم في تقليل الحاجة إلى المبيدات والأسمدة الكيميائية، مما يقلل من الأثر البيئي.

كما يمكن الحديث عن الزراعة من دون تربة وتستعمل هذه الوسائل حلولا مائية مغذية بدلا من التربة لزراعة النباتات، كما تعتمد الزراعة المائية على الماء والمغذيات، فيما تربط الزراعة المائية المدمجة مع الاستزراع السمكي بين تربية الأسماك والنباتات، اذ تستغل فضلات الأسماك لتغذية النباتات.

ويجري ايضا استعمال الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية والرياح لتشغيل أنظمة الري، تشغيل الآلات الزراعية، وإنتاج الكهرباء في المزارع، يقلل استعمال الطاقة المتجددة من انبعاثات الكربون ويحسن استدامة العمليات الزراعية.

وتتضمن تقنيات إدارة المياه الحديثة استعمال أنظمة الري بالتنقيط التي توفر كميات دقيقة من المياه مباشرة إلى جذور النباتات؛ تساعد هذه الأنظمة في تقليل استهلاك المياه وتحسين كفاءة استغلال الموارد المائية.

ويمكن استعمال الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة للتنبؤ بالطقس، مكافحة الآفات، وتحليل جودة التربة، وهذه التحليلات تساعد المزارعين في اتخاذ قرارات أفضل لتحقيق زراعة أكثر كفاءة واستدامة.

كما تعزز الزراعة المتعددة زراعة أنواع متنوعة من المحاصيل في المساحة نفسها، مما يعزز التنوع البيولوجي ويقلل الاعتماد على المواد الكيميائية.

وتعتمد البيوت المحمية الذكية على تكنولوجيا الاستشعار والتحكم الآلي لخلق بيئة مثالية للنباتات، يجري التحكم في مستويات الضوء، الحرارة، والرطوبة باستعمال أجهزة ذكية لضمان نمو مثالي للمحاصيل مع تقليل استهلاك الطاقة والمياه.

كما يمكن تطوير نظم تربية حيوانية مستدامة تتجنب الاكتظاظ وتعتمد على ممارسات إنسانية للحفاظ على صحة الحيوانات ورفاهيتها، مع تقليل الانبعاثات الناتجة عن تربية الماشية.

 

قد يعجبك ايضا