وصف البريطانيين لجغرافية منطقة بارزان

 

القسم الثاني

 

اعداد: عدنان رحمن

اصدار: 17- 9- 2024

 

              ورد في الكتاب الذي كان بعنوان ( الكورد في وثائق الأرشيف الوطني البريطاني- ج 5- الحملة العسكرية العراقية- البريطانية على منطقة بارزان ” 1931- 1932). وكان من اعداد وترجمة: شيركو حبيب. وتقديم ومراجعة الاستاذ الدكتور عبد الفتاح علي البوتاني. الذي طُبِعَ في مطبعة جامعة صلاح الدين- اربيل عام 2024 معلومات عن جغرافية منطقة بارزان ومعلومات أخرى في الربع الأول من القرن العشرين وكما يأتي:

– ” حالة الطقس:

                     كما هو متوقع فقط من ارتفاعها وطبيعتها الجبلية، فإن المنطقة بأكملها الموصوفة أعلاه تحت الثلوج طوال أشهر الشتاء في الوديان السفلية لمنطقة ( شيروان)، يذوب الثلج بحلول نهاية شهر اذار مارس، ولكنه يستمر بالقرب من القمم العالية للمنطقة الرئيسة حتى نهاية شهر مايو مايس. يؤدي ذوبان الثلوج والأمطار الربيعية الغزيرة إلى تحويل الأنهار الكبيرة إلى سيول هائجة لا يوجد جسر فوق الزاب فى منطقة ( بارزان)، وكان من المستحيل عبوره أو السباحة فيه، وكان الجسر الوحيد فوق أي من روافده ( شه مدينان) و ( روكو چـگ) عبارة عن عدد قليل من الجسور المؤقتة من أعمدة الحور والأغصان التي بناها رجال القبائل، حيث عديمة الفائدة للأغراض العسكرية، كانت هناك عبّارة قارب في ( بلي) تسمح بالدخول إلى وادي ( بارزان) على الضفة اليسرى لنهر الزاب، ولكن كما سبق أن أوضحنا، فإن هذا لم يسمح بالوصول إلى قلب ( بارزان) الرئيس إلى الشمال الشرقي من جبل ( شيرين)، لا يمكن لأي قوة عسكرية دخول هذا المعقل إلا عبر نهر ( رو كو چـگ) أو يمكن عبوره قبل شهر يونيو حزيران على أقرب تقدير.

أفضل موسم للعمليات العسكرية:

مسألة الموسم الأفضل للعمليات العسكرية في هذه المنطقة مشكلة صعبة خلال فصل الشتاء عندما تكون المنطقة تحت الثلوج بشكل رئيس يقتصر رجال القبائل على قراهم ولا أعتقد انه يمكننا التحرك بحرية في المنطقة، ولذلك فإن هذا هو أفضل وقت للعمليات الجوية، وفي الواقع سيكون من الصعب على رجال القبائل مقاومة الهجوم الجوي لأي فترة من الوقت خلال فصل الشتاء، من ناحية أخرى ستكون الظروف في الشتاء قاسية بالنسبة للقوات في المنطقة التي اعتقدت انها لن تكون بالضرورة غير قابلة للعبور. وفي الواقع سيكون من الأسهل في بعض الأحيان التحرك في الوديان خلال الشتاء مقارنة بالربيع. في الربيع عندما يبدأ ذوبان الثلوج تصبح المنطقة عمليا مستحيلة على القوات، لكن رجال القبائل قادرون على مغادرة قراهم وبالتالي تصبح العمليات الجوية أقل فعالية، لكن الربيع ليس مناسبا للعمليات الجوية وفي هذا الوقت، لا تزال الأشجار والشجيرات التي تغطي الجبال في معظمها خالية من الأوراق، ويقتصر رجال القبائل بشكل رئيسي على الوديان ولن يتمكنوا من التحرك بسهولة في الثلوج العميقة التي لا تزال تغطى المرتفعات، يساعد الثلج أيضا الطائرات على حد سواء، لأن الأشياء والحركات تظهر بوضوح على خلفية بيضاء وأيضا لأن الحركات تترك آثارا واضحة تكون ذات فائدة كبيرة في تحديد مواقع أطراف العدو. مع تقدم الربيع سرعان ما يختفي الثلج، ويعطي مكانا للخضرة الطازجة للعشب وأوراق الشجر الجديدة منذ هذا الوقت تبدأ الصعوبات الحقيقية للعمليات الجوية البلاد المغطاة بأشجار البلوط وغيرها تصبح عمياء للغاية. ولا تقتصر حركة رجال القبائل على جزء معين كل مكان وخلال أوائل الصيف يكونون أحرارًا في الحركة أو الاستقرار مع قطعانهم في أي مكان تقريبًا، المنطقة على الرغم من أنها لا تزال رطبة بعض الشيء بالنسبة لحركة القوات فإنها تجف بسرعة ومع ذلك لا تزال الأنهار مرتفعة، ولكن بشكل عام يكون الموسم مناسبا للعمليات العسكرية. مع طول فصل الصيف، تجف البلاد بسرعة، وتتوقف المياه الآن عن التدفق في معظم السيول الجبلية، ولا يمكن العثور عليها إلا حيث تنبع من مراعي الينابيع الدائمة في الوديان التي تصبح جافة وتقتصر القطعان على تلك التي تحافظ على اللون الأخضر في برودة الارتفاعات العالية تعدّ هذه الفترة أكثر ملائمة للعمليات الجوية إلى حد ما مقارنة بأوائل الصيف حيث إن العدو يقتصر بشكل أساسي على محيط الينابيع الدائمة أو الإمدادات الدائمة من المياه. معظمها يمكن أن تكون قريبا من الجو، وهو أيضًا أفضل موسم لحركة القوات، والعيب الوحيد هو أن الوديان تصبح ساخنة إلى حد ما للمسيرة والتسلق المضني.

 

 

 

الاتصالات:

هناك طريقان رئيسان مهمان جعلا العمليات العسكرية في شمال كوردستان ممكنة، وقد وصل الطريق من ( الموصل) عبر ( دهوك) ( ) إلى (العمادية) ( ) إلى ( سواره توكه) بحلول ربيع عام ۱۹۳۱، و ( بيبادي) على مشارف ( العمادية). بحلول ربيع عام ۱۹۳۲، مكن هذا الطريق من الاقتراب نحو منطقة ( بارزان) الرئيسة من الشمال الغربي، لكن الحركة العسكرية صعبة في المناطق الواقعة بين ( العمادية) وأعالي نهر ( شه مدينان). الطريق الثاني يمتد من ( أربيل) عبر مضيق ( راوندوز) إلى ( باپـشتيان) حيث الطريق الجديد الى میرگه سور قد تفرعت حتى نهر ( باليكيان إلى ميركَه سور)، كان النهج مــــــن ( باپـشتيان) أعلى الوادي إلى ( ميركَه سور) ومن ثم فصاعدا إلى ( چـاما)، على الرغم من أنه لم يكن سهلاً بأي حال من الأحوال، لكنه كان أقصر وعملي أكثر من الطريق الــــــــــــى ( العمادية). خلال خريف وشتاء ۱۹۳۱- ۱۹۳۲تمّ الانتهاء من الطريق الثالث الذي يربــــط ( الموصل) بـــ ( عقرة)، هذا الطريق مثل الطريقين الآخرين مزود بجسور جيدة ومناسبة لحركة المرور ذات العجلات الثقيلة، ولكن بعد ( عقرة) لا يوجد سوى مسار بغل خشن يؤدي إلى ممرات شديدة الانحدار فوق عقرة و ( بيريس)، وعلى الرغم من وجود خطط لإنشاء طريق من عقرة إلى بارزان لكن تأجل لبعض الوقت، فمن المرجح أن تؤدي الصعوبات إلى تقييد الاتصال بين هذين المكانين لتعبئة وسائل النقل لبضع سنوات أخرى.

معلومات حول منطقة بارزان:

كانت الصعوبة الأولى التي تمت مواجهتها في التخطيط للعمليات ضد ( بارزان) هي النقص التام إلى المعلومات المباشرة الموثوقة حول البلدة. لقد توغل عدد قليل من ضباط الإدارة البريطانيين فى المنطقة الواقعة شمال شرق جبل ( شيرين). صحيح أنه فى صيف عام ۱۹۲۷، أنشأت مجموعة من القوات العراقية معسكرا دائماً على الضفة اليسرى لنهر الزاب الأعلى في ( بلي)، حيث تم تجهيز أرض الهبوط، وظلت قيد الاستخدام المستمر، لكن هذه القوات كانت محصورة في المنطقة المجاورة مباشرة لمعسكرهم، ولم يكن من المناسب السماح لهم بإجراء استطلاعات خارج منطقة جبل ( شيرين)، ومع ذلك فقد استكشفوا ممر جَبَلي ( سولي) حتى قرية ( بيَيديال). قبل عام ۱۹۲۷وافق الشيخ أحمد على إنشاء مركز للشرطة في قرية ( بارزان) نفسها، لكن هذا المركز لم يمارس سيطرة فعالة، ولم يتمكن المسؤول الحكومي من العبور إلى المنطقة الواقعة شمال شرق جبل ( شيرين)، وصعوبات مماثلة وإن كانت أقل خطورة في منطقة ( شيروان). وبالتالي، قبل العمليات العسكرية، تمت مواجهة صعوبات كبيرة في جمع البيانات الكافية فيما يتعلق بأفضل الطرق التي يجب اتباعها والإمدادات التي قد تكون متاحة خاصة فيما يتعلق بالمياه والرعي. كُنا محظوظين للغاية من ناحية بجزء من خريطة ( بارزان) نصف بوصة التي أصدرها مدير المسح في الحكومة العراقية من المسوحات التي أجريت في صيف عام ۱۹۲٦ حيث أثبتت دقتها بشكل ملحوظ ليس فقط فيما يتعلق بخطوط ومواقع الجبال والوديان، ولكن أيضا في مواقع وأسماء القرى، إن دقّة الخرائط التي تبلغ حجمها نصف بوصة فضلاً عن وفرة من الصور الجوية العمودية والمائلة التي تم التقاطها قبل وأثناء العمليات ساعدت إلى حدٍ ما في التعويض عن نقص المعلومات الطبوغرافية والجغرافية المتاحة في مجموعتنا من مصادر أخرى. على أية حال لم يكن هناك أي تعويض عن النقص في المعلومات المتعلقة بسُكان هذه المناطق، كان من المستحيل فى البداية الحصول على عملاء مُستعدين لدخول أراضى الشيخ أحمد، وخلال المراحل الأولى من العمليات لم يكُن لدى المقر الرئيس للطيران سوى معرفة قليلة جدا بالسكان تجاه الشيخ أحمد أو تجاه الحكومة العراقية. في المراحل اللاحقة تحسنت الاستخبارات الجوية بسرعة بسبب التطور السريع في عدم الولاء للشيخ ومع ذلك، فقد واجهت أكبر صعوبة في الحصول على أي معلومات موثوقة أو مفصلة عن موقف القرويين الذين يعيشون في أودية منطقة ( مزوري بالا) الضفة اليسرى لــــ( شه مدينان)”.

 

قد يعجبك ايضا