تأريخ بدايات ثورة گولان

 

٢٦/ ٥/ ١٩٧٦

الجزء السادس

تأليف: أسعد عدو

ترجمة: بلند داوود

تقديم: د. عبد الفتاح علي البوتاني

تحرير صحفي: سالم بخشي

 

* كريم سنجاري: ((تمكنا من تشكيل مفارز لحرب الأنصار تضم كل منها ثلاثة أشخاص، ومن ثم سبعة، وانضم إلى صفوفنا اشخاص كثيرون يجب أن تدون أسمائهم في تاريخ شعبنا بماء الذهب))

* كريم سنجاري: ((الظروف الصعبة أثبتت بأنه لا فرق بين الكورد في أجزاء كوردستان الأربعة، فكانوا اشقائنا يقومون بحمايتنا وتقديم ما يلزم لاستمرارنا))

*فرانسو حريري: ((بعد اتفاقية الجزائر الخيانية، عاد البارزاني الخالد، إلى كوردستان العراق، ودعا إلى اجتماع قيادة الحزب، واتخذ في الإجتماع  قرار الاستمرار في المقاومة))

ندوة برايتي استمرار الثورة أم استئنافها

إعداد: أسعد عدو

ضيف اليوم: كريم سنجاري

كما هو واضح وجلي، لم يستطع قادة الكورد عموماً، والثورة التحررية لشعبنا خصوصاً، أن يكتبوا حتى اليوم تأريخهم السياسي بين دفتي كتاب، خاصة ما يتعلق بتلك المرحلة الحساسة والصعبة ما بين المؤامرة واندلاع الثورة من جديد.

وفيما يتعلق بجيل ما بعد المؤامرة، يعتبر الأمر غامضاً ومعقداً إلى حد ما؛ ولذلك وبهدف التعرف على هذه الصفحة المشرقة من نضال الپیشمرگة الأبطال الصامدون، ودور الشهداء الذين ضحوا من أجل شعار (كوردستان هي الساحة الحقيقية لنضالنا)، ارتأينا أن نلتقي في سلسلة لقاءات صحفية بالأبطال الذين عاشوا تلك الأيام الصعبة بكل تفاصيلها، فكان لنا هذا الحوار مع الرفيق كريم سنجاري.

 

صحيفة التآخي: بتقديركم الشخصي هل تعتبر ثورة گولان امتداداً لثورة أيلول، أم هي بداية ثورة جديدة؟ وبمعنى آخر هل شعر سنجاري شخصياً باعتباره كادر متقدم في البارتي في تلك الفترة من (١٩٧٥/٣/٦) ولغاية (١٩٧٦/٥/٢٦)، بأي انقطاع عن ثورة أيلول؟

برأيي أن ثورة گولان هي امتداد لثورة أيلول، وأنا شخصياً لم أشعر بأي انقطاع، فقد أرغم شعبنا إثر مؤامرة الجزائر الخيانية على العبور إلى الجانب الشرقي من الحدود، ومنذ اليوم الأول من اجتيازنا شعرت من أعماقي بضرورة المبادرة إلى اعادة تنظيم أنفسنا بأسرع وقت، لأن الحتمية التأريخية تستوجب وصول شعبنا إلى هذا اليوم مهما كانت التضحية، ولهذا منذ الأسبوع الثاني بدأنا ثنائياً أو ثلاثياً بلقاء السيد مسعود البارزاني، وكان يشجعنا دائماً بالرغم من تلك الظروف الصعبة التي كنا نعيشها، فعقدنا بمشاركة السيد مسعود بارزاني أول اجتماع بعد تنفيذ المؤامرة، وذلك بذريعة التنزه إلى نبع يقع بالقرب من بلدة (نغده).

حضر هذا الاجتماع كل من: جوهر نامق، عارف طيفور، آزاد برواري، محمد رضا، وأنا أيضاً، الجدير بالذكر في هذا الوقت كانت سلطات الشاه تراقب بدقة الأخوين مسعود و إدريس بارزاني، ولهذا أنجزنا العمل بسرية تامة وعقب الاجتماع، توجه الرفاق الذين ذكرنا أسماؤهم آنفا، إلى المعسكرات أو المدن الإيرانية التي انتشر فيها أبناء شعبنا، واستطعنا أن نشكل مباشرة خلايا سرية من بينهم.

 

التآخي: أين وصلت تلك التحركات السرية التي كانت تتم هنا وهناك من أجل اعادة تشكيل التنظيم؟

لقد أرسلنا بعجالة بعض كوادرنا مثل الشهيد الخالد عبد الرحمن صالح، ومحمد خالد بوصلي، إلى كوردستان سوريا، وكذلك توجهت الوجبة الأولى إلى كوردستان العراق في شهر آيار ١٩٧٥، و أرسلنا الوجبة الثانية من  كوادرنا في شهر تموز عام (۱۹۷٥)، واستطعنا في يوم (10-12-1975) أن نصدر كحزب أول بيان تحت عنوان (كوردستان الساحة الحقيقية للنضال)، ونوزعه بين الجماهير، وهكذا اتخذ القرار في اجتماعنا الأخير على تراب كوردستان إيران، بأن نعود أنا والأخ جوهر نامق إلى بادينان في كوردستان العراق، وأن نقوم بالتنسيق مع الكوادر التي سبقتنا إلى هناك، وأن نبدأ بأعادة تشكيل التنظيم الحزبي بين الناس، و نرسل البيان إلى المقاومين للمؤامرات الدولية، وكذلك تم تكليف كل من الرفيقين عارف طيفور ومحمد رضا للعودة إلى منطقة سوران، لكنهما اعتقلا من قبل جهاز المخابرات الإيراني (السافاك)!

 

 

وهكذا، انطلقنا نحن أيضاً في خريف ۱۹۷٥، من قرية (عمبي)، ولم نحمل معنا سوى ملابسنا ، واتجهنا باتجاه كوردستان تركيا، وبعد معاناة وارهاق كثير بين الجبال والوديان، وصلنا بعد عدة أيام إلى الحدود المشتركة بين كوردستان تركيا والعراق، وفي القرى الكوردية بكوردستان تركيا حصلنا على الخبز والملابس، وبمساعدة أهاليها تمكنا من اللقاء مع رفاقنا الذين سبقونا إلى هناك، وبدأنا بالحركة، وعندما بلغنا الجماهير المؤتمنة في كوردستان بمضمون ذلك البيان، لم نكن نتصور بأن الناس متحمسون لهذه الدرجة للالتفاف حولنا والتضامن مع بياننا، لأنه بصراحة كانت الظروف حينذاك سيئة وصعبة ومخيفة.

 

التآخي: هل تمكنتم من تأمين مكان خاص لكم؟

قمنا بتنظيم شؤوننا الحزبية بشق الأنفس على الحدود العراقية التركية ، وفي النهاية استطعنا أن نقيم مقراً صغيراً لنا في مكان اسمه (كومانه)، للعمل الحزبي ولإستقطاب الجماهير ، وتمكنا من تشكيل مفارز لحرب الأنصار تضم كل منها ثلاثة أشخاص، ومن ثم سبعة، وانضم إلى صفوفنا اشخاص كثيرون يجب أن تدون أسمائهم في تاريخ شعبنا بماء الذهب، وعملوا بنكران ذات من اجل الكوردايتي في ظروف بالغة الصعوبة، استشهد الكثير منهم، وبعضهم ما يزالون صقوراً يحلقون في سماء كوردستان.

 

أتذكر جاءنا من سوريا الشهيد الخالد محمود يزيدي والرفيق عادل مزوري، وهما من الكوادر النشيطة، وتحملا مسؤولية تنظيمات قضائي الشيخان وعقرة، وتوجها باتجاه جبال (كارا) لمواجهة العمليات الوحشية للنظام، وكانوا يحصلون على الغنائم من السلاح والذخيرة في كل جولة! من دون اية امكانيات مادية او مكان كمأوى، ومن دون امتلاك آية أجهزة وسيارات، وبجهود ذاتية تمكنوا من الحصول على السلاحين الفكري والمادي، وعلينا الا  ننسى بأن ابناء شعبنا في جزئي كوردستان تركيا والعراق هم الذين كانوا يتحملون تأمين معيشتنا.

 

التآخي: وكيف كانت وسائل التواصل والإعلام؟

كان نضع جل جهدنا وامكانياتنا على التنظيم، لذلك كانت التنظيمات بحاجة إلى الإعلام، ولهذا قمنا بتأمين جهاز رونيـو وطابعة واحدة ، وبدأنا بالعمل التنظيمي.

وفيما يتعلق بالفاكس والتلكس واللاسلكي، فقد تولى مهمتها الپیشمرگه الشجاع (سلو روتو)! الذي تشهد له جبال و وديان كوردستان سوريا وتركيا والعراق وإيران، حيث كان يختصر طريق ست ساعات ليجتازها في ثلاث ساعات فقط! المخابر (سلو روتو) كان اسماً على مسمى، وبالرغم من من شحة الإمكانيات المادية والتقنية تعززت تنظيماتنا، وانتشر اخبارنا الى ابناء المنطقة وأطرافها.

 

التآخي: من خلال كلامكم، يتضح بأنكم استطعتم أن تشكلوا تنظيماتكم داخل القرى والمدن والبلدات، أي أنكم وجدتم موطئ قدم على أرض كوردستان، وماذا بعد ذلك؟

عندما استطاعت مفارزنا أن تأخذ دورها بين تنظيماتنا الحزبية والجماهير، وتجد دورها في معاقبة الخونة هنا وهناك، تطورت الأوضاع و بلغت درجة أدت إلى ازدياد تحركات النظام ضد شعبنا، حينها تقرر في ( 26/5/1976 ) ، أن يبادر كل من موقعه إلى تحديد هدف وضربه والإعلان رسمياً عن الكفاح المسلح، ولهذا نحن في منطقة (كولي)، في قرية (نزور) حددنا ربية عسكرية هدفاً لقصف الپیشمرگه، حيث تم تدميرها بالكامل خلال وقت قصير! جدير بالذكر ان هذه الفعالية العسكرية ومعركة (شيخ وسانان)، في قطاع سوران تركت أصداء واسعة في الإعلام الاقليمي و العالمي.

التآخي: وهل بقيتم في احضان الجبال والوديان لفترة طويلة؟

نعم، منذ أن لجأنا إلى الجبل ولغاية عام ۱۹۷۷، كنا ومن دون انقطاع بين الجبال والوديان، ولكن نتيجة لتلك الظروف القاسية تعرضت لمرض قاتل، ومن أجل المعالجة اضطررت لمدة شهرين أن أقطع بشكل سري حدود أربعة دول، ومن ثم عدت إلى نفس المكان لغاية عام ١٩٧٩، وكنا بين سوريا وكوردستان وحدود إيران، وأثناء معالجتي من المرض تشرفت للمرة الثانية بلقاء البارزاني الخالد، وكان يشجعنا على الاستمرار، وكذلك التقيت للمرة الأولى أيضاً بالسيد مسعود في سوريا عام ١٩٧٧.

 

 

 

التآخي: ماذا كان دوركم العسكري بعد ( 26/5/1976 ) ؟

شيئاً فشيئاً وصل عدد أشخاص كل مفرزة من مفارزنا إلى (۱۱) پیشمركة، واستطاعت هذه المفارز أن تخوض حرب الأنصار بنجاح، ونادراً ما كنا نصاب بخسائر، لأن پیشمرگتنا كانوا يقاتلون بمهارة، وفضلاً عن هذا خلال زيارة الأخ مسعود بارزاني إلى سوريا في عام ۱۹۷۷، التقى بعدد من ضباطنا هناك، وفي النتيجة وصلت الوجبة الأولى منهم وكانت تضم (زعيم علي، والملازم محمد)، وكذلك وصل أيضاً الأخ يونس روژبياني من إيران، فتغير وضعنا ووضع المنطقة شيئاً فشيئاً بعد انتصار الثورة الإيرانية، ولم يمض الكثير من الوقت حتى رحل عنا البارزاني الخالد، وتقرر أن نتجه جميعاً باتجاه قرية (شاوانه)، في إيران، وعقدنا هناك أول اجتماع بحضور الأخ مسعود بارزاني، وعرضنا فيه تقرير عن نشاطاتنا خلال تلك الفترة، والصعوبات والتحديات التي واجهتنا حينذاك، ولهذا تقرر عقد المؤتمر التاسع للحزب.

التآخي: ما هي آخر كلمة لك في هذا اللقاء؟

ما أريد أن أقوله هو أننا في تلك الفترة تعلمنا الهدوء وضبط النفس، وتعلمنا بأن الاعتماد على الشعب هو كل شيء من أجل النجاح، تلك الفترة الصعبة أثبتت بأنه لا يوجد فرق بين الكورد في أجزاء كوردستان الأربعة، فقد كان أهالي كوردستان الشرفاء يقومون بحمايتنا وتقديم ما يلزم لمعيشتنا بالرغم من كل ذلك الخوف والظلم والاضطهاد الذي كان النظام يمارسه ضد شعبنا، أقسم بأنه شعب رفيع النفس.

 

 

ضيف اليوم: فرانسو حريري

فرانسو حريري هو كادر قيادي، وواحد من مثقفي شعبنا، بصمته واضحة في الحركة التحررية لشعبنا، وقد لعب فيها دوراً فعالاً، ومنذ بداية تأسيس صحيفتنا برايتي كان يزين باستمرار صفحاتها بكتاباته، وقد أصبح ضيفاً على هذه الندوة لكي يلقي الضوء على تلك الصفحات الغامضة ما بين وقوع المؤامرة واستئناف الكفاح المسلح من جديد.

أسئلتنا تدور حول محور محدد وهذا المحور هو الفترة الفاصلة بين تلك القرارات والحوارات التي أعقبت إعلان مؤامرة الجزائر، وكيفية تشكل أول قاعدة لپیشمرگه كوردستان في جبال كوردستان.

التآخي: صحيح أنها ذكريات قاسية ومرة، ولكننا متأكدين بأن هناك ابتسامة سترتسم على شفاه الجيل القادم، فأنت حر في سرد ذكرياتك.

عند إعلان اتفاقية الجزائر الخيانية في (١٩٧٥/٣/٦)، كان حينذاك البارزاني الخالد في طهران، تلك المؤامرة كانت صدمة قوية مفاجئة وغير متوقعة بالنسبة لنا جميعاً، المهم أنها أربكت الجميع، فكانت مؤسسات الثورة في اجتماعات دائمة، ولكن أي منها لم تكن تستطيع أن تتخذ أي قرار (لا أقصد بأنهم لم يكونوا يملكون السلطة). وإنما الجميع كانوا ينتظرون عودة البارزاني الخالد إلى كوردستان، مع أن الكثير من الناس لم يكونوا يتوقعون عودته، كل طرف كان يعتقد بأن الشاه الجبان سوف يحجزه لديه!

عاد البارزاني الخالد، ودعا إلى اجتماع المكتب السياسي واجتماع اللجنة المركزية، واتخذ في تلك الاجتماعات قرار الاستمرار في المقاومة، وتم بناء على هذا القرار البدء بتوزيع كوردستان على عدة قطاعات، وتسمية المسؤول العام لكل قطاع منها، فبدأ الپیشمرگه بنقل مؤونتهم وذخيرتهم إلى الأماكن الوعرة والمحصنة في كوردستان، وكذلك تقرر إخفاء أجهزة الراديو في أكـثر مـن مكـان، لتكون جاهزة للاستخدام إن تعطل الجهاز الذي يعمل.

لم يستمر هذا الوضع طويلاً، وانهار قرار المقاومة، وكان عدد من قادة الكتائب والفروع والقوات والفصائل ينتظرون البارزاني في حاجي عمران، وقبل أن يبدأ الاجتماع دعاني البارزاني، وتفضل قائلاً: ((أنت تعلم بأن عمري قد تجاوز الـ (۷۰) عاماً، وهذا النوع من المعارك تحتاج إلى ناس أصحاء وقوي البنية، فإن كان هناك أحد يتحمل هذه المسؤولية ويضعها على عاتقه بدلاً مني، فأنا سأضع كل إمكانياتي وقوتي تحت سلطته، ولكن في الحقيقة أنني لم أشعر حتى اللحظة بأن هناك شخص يتخذ مثل هذا القرار)).

وتابع قوله: ((كلهم يقولون لو أن جنابك يتخذ القرار اللازم سنكون جميعاً في خدمته! وأنا أعلم بأن حرب الأنصار لا يحتاج إلى أن يكون حولي ناس كثيرون لأننا سنظل على الدوام منشغلين بالاختفاء والتواري عن الأنظار! ولهذا فإنني وصلت إلى القناعة التي تقول بأنه من الضروري أن ننسحب لفترة مؤقتة، وأنا متأكد بأنه سوف لن يدوم طويلاً (شهر العسل)، بين صدام وشاه إيران، فلو أن هؤلاء الشباب الشجعان يقرروا الصمود لفترة من الزمن، من ستة أشهر إلى سنة واحدة فسوف يستقر الوضع لصالحنا إيجابياً بكل تأكيد، حينئذ نستطيع أن نعود إلى ساحة النضال المسلح))

وتفضل قائلاً: ((بأننا عندما نقرر الانسحاب هذا لا يعني بأننا فقدنا الأمل، وإنما لا أريد أن يحصل لشعبي كما حصل لشعب (بيافرا)! وحتى إن وجد بعض الذين سوف يثيرون الدعايات ضدي، فإنني أسامحهم سلفاً، وسأتحمل تلك الدعاية أيضاً في سبيل حماية شعبي)).

قبل أن أغادره طلب من أن أذهب في البداية وأتحدث مع الأشخاص الشجعان والمؤثرين، كي يظلوا بالقرب منا، لأنه سنحتاجهم في الفترة القادمة، ولهذا عندما خرجت من عنده التقيت الأخ عزت سلیمان به گ ده رگه له يي وأخبرته بتوجيهات البارزاني فأجهش بالبكاء، وقال الأخ عزت: ((كلام البارزاني على رأسي، ولكنني أعرف كيف تفكر إيران وشاهها، ولهذا من المستحيل أن ألجأ إلى إيران)) وسارع بالدخول إلى غرفة كان يجلس فيها الدكتور محمود عثمان، وعدد من أعضاء قيادة البارتي، وقال لهم : ((صحيح أن البارزاني بات عجوزاً، ولم يعد يمتلك تلك الطاقة للمشاركة في حرب الأنصار، ولهذا تفضلوا أنتم وأبقوا معنا، وسنكون كلنا في خدمتكم)) ولكن لم يأت كلامه معهم بنتيجة. وكذلك تحدثت حول ذلك أيضاً مع صديقي القديم الأخ حميد أفندي، والشهيد سليم، ومحمد معروف.

كانت عائلة الأخ حميد أفندي وأولاده وأهله وأقربائه كلهم في (سه يده كان) واتفقنا أن نذهب معه إلى هناك كي يجهز أمور عائلته وأقربائه، وتأمين عبورهم إلينا عن طريق (كيله شين)، واتفقنا مع حميد أفندي أن لا يستعجل في المجيء إلينا قدر استطاعته، وأنا أيضاً كان لدي بعض السلاح وقمت بتقسيمه إلى قسمين، أرسلت قسماً منه مع حميد أفندي ليأخذه معه إلى منطقة سه يده كان لكي يخفيه هناك إلى حين اللزوم، وسلمت ما يقارب عشر مسدسات وعدة كلاشينكوفات للشيخ عبيد الله ابن المرحوم شيخ علاء الدين خلاني، لكي يخفيها عنده، فقد كنت قبل ذلك قد أديت له خدمة مهمة.

 

قد يعجبك ايضا