كتب: د. مصطفى نزار سعيد الخفاجي
يحاكي كتاب “المكياج الرقمي” للمؤلف علي مولود فاضل الحاصل على شهادة الدكتوراه في علوم الاتصال والإعلام من جامعة عين شمس، الملامح البشرية التي تنتج بالذكاء الاصطناعي وعبر الفلاتر والتقنيات المنبثقة عن مواقع التواصل الاجتماعي.
ويطرح المؤلف في كتابه جملة مفاهيم تتعلق بالشؤون الرقمية التي سادت المجال العام في عصر اليوم، واصبحت ملهاة ومسكن يقصده مختلف الاشخاص وبفئويات متفاوتة، لكن حظوة الشباب اوفر، وميول النساء نحو تغيير الملامح اشد.
إذ يسرد الكتاب في فصوله الاربعة الممتدة على ما يقرب من مئتي صفحة كيف حوّلت الرقمنة ملامح بني آدم وادخلت عليها تحسينا وتجميلا واظهرتها بالهيأة المرجوة من قبل مستخدم تطبيقات التواصل الاجتماعي، فضلا عما احدثه هذا التحول الشكلي أو البشري الذي قد يأتي مرادفًا للتحول الجنسي، وشذوذًا عن القاعدة الفطرية الإنسانية من وفرةً للعديد من المشكلات الاجتماعية أنْ تنمو.
ويضيف المؤلف أن وسائط التواصل الاجتماعي اشتبكت في صيروراتها الاتصالية نحو تدعيم هذه المشكلات، وبدأت أراجايف القلق تحيط المجتمعات وتشكّكها في فهم الحقيقة من عدمها، بل والبحث في مضمون التنكر الرقمي لوجوه الإنس الواقعي، وما هذا وغيره إلّا يقينًا بضرورة إيجاد حدّ فعليّ لهكذا ظواهر صارت تستفحل في لبّ المجتمعات، وصار من اللازم البحث في الظنون المرجوحة صوبها، ووضع هذه الحياة المتصارعة في ميزان التجربة؛ لاستخراج الدوافع والاشباعات التي يحتاجها متقمصو هذا الوهم الافتراضي؛ لأنَّ الجيل القادم سيشهد عدّة صدماتٍ إزاء ما يتلقاه من اختلافٍ بين الوهم والحقيقة.
في ختام هذا العرض المكثف، يمكن القول أن هذا الكتاب جاء من أجل تفكيك الآثار المترتبة عن استعمال الفلاتر أو المرشحات الرقمية على الوجوه، والتي في جوهرها لا تتعدى خدعة مؤقتة يمكن أن تفضح عند أول لقاء.