يونس حمد – اوسلو
هناك شخصيات تكاد تكون منسية بين الكورد، شخصيات تنحدر من جذور الأصالة والعصور القديمة، عائلات يشهد لها الناس والتاريخ بالبنان، ففي قلب احدى العوائل العريقة نشأت شخصية شجاعة طموحة ، تألق فيها شاب وسيم، انه سعيد الكوردي الملي 1896 – 1964 من قبيلة الملان الكوردية، رئيس أركان الجيش السعودي في عهد الملك سعود بن عبد العزيز.
هاجر العديد من أفراد عائلة الكوردي من بلاد الشام إلى المملكة العربية السعودية، وخاصة في بداية القرن الماضي، وبدأوا حياة جديدة هناك، كانوا مقاتلين اشداء ومخلصين في الدفاع عن ارض وسيادة السعودية، ونحن نعلم أن ارتباط أي شخص، وخاصة بالمؤسسة العسكرية، هو ارتباط وثيق بدرجة الولاء والانتماء الصادق الذي يضع أهداف المؤسسة العسكرية فوق أهدافه الشخصية عندما تتعارض مع الحياد والتعامل مع المواطنين في جميع الظروف بعدالة ومساواة ودون محاباة أو تمييز أو تحيز لأي طرف بغض النظر عن الجنس أو العرق أو الدين أو اللون أو الانتماء السياسي، والموضوعية واتخاذ القرار بناءاً على الحقائق الموجودة دون تدخل من الانطباعات الشخصية أو الأفكار المسبقة والتعامل مع الحقائق والأدلة كما هي دون تحريف لمصلحة أي شخص.
لأن مهنة العسكرية تراعي حقوق الإنسان المنصوص عليها في دساتير جميع الدول مهما كان كانت مكانتها أو مساحتها والمواثيق الدولية المنصوص عليها فيها والتي تتمتع بالعمل العسكري الشرعي والحماية الشرعية للشعب والأرض وتركز على حماية كرامة الإنسان من أي عدوان أو غزو وحماية الأفراد والجماعات ولا يجوز التنازل عنها أو الانتقاص منها إلا بمقتضى القانون وفي حدود ما نص عليه لذلك.
إن اختيار سعيد الكوردي لهذا المنصب الرفيع في وقت مر فيه العالم بظروف صعبة لم يكن بالأمر السهل ولكن إثبات الذات بالكفاءة والإخلاص والجدية في العمل من الأسباب التي جعلت آل سعود يثقون بهذا الشاب الطموح في بداية تأسيس المملكة العربية السعودية وهذا يدل على إخلاص الشعب الكوردي في انجاز المهمات في كافة مجالات الحياة بما فيها المجال العسكري والسياسي والاجتماعي والاقتصادي.
نعم سعيد عبدالله الكوردي الملي لم ينساه التاريخ لأنه دخل التاريخ من اوسع ابوابه.