آشتیاكو بوركريم
إن انتهاء الحربين العالميتين الأولى والثانية دون حل القضايا السياسية والجغرافية لعدة شعوب بلا دولة في الشرق الأوسط، إلى جانب الصراعات المستمرة بين القوتين العالميتين الكبيرتين، سيدفع العالم نحو الحرب العالمية الثالثة.
على مدار الـ 23 عامًا الماضية، شكل الغزو الأمريكي لأفغانستان والعراق، والربيع العربي في تونس وليبيا ومصر، وأخيرًا سوريا، بداية لحروب وتوترات جديدة في الشرق الأوسط. اشتعلت نيران هذه الصراعات واتسعت في 7 أكتوبر 2023، بمشاركة خفية وإشراف من إيران عبر الجماعات الإرهابية التي يرعاها هذا النظام.
هل ستستمر إيران في حربها بالوكالة خارج حدودها المصطنعة، أم ستشارك مباشرة في الصراع بين إسرائيل، حماس، حزب الله، وآخرين؟
إن تغذية وتصدير الإرهاب في المنطقة والعالم، بالإضافة إلى إنشاء جبهة تُدعى “محور المقاومة”، بتشكيل ودعم مباشر من إيران، قد دفع النظام الإيراني إلى حرب غير مباشرة ضد إسرائيل والولايات المتحدة وأوروبا وبعض الدول العربية.
إن إنشاء محور المقاومة من قبل إيران لتشكيل “الهلال الشيعي” المكون من حزب الله في لبنان، والحشد الشعبي وغيره من الجماعات في العراق، وجماعات مثل حماس في فلسطين، والحوثيين في اليمن، وبعض المنظمات في آسيا وأفريقيا، بالإضافة إلى تصاعد المخاوف العالمية من الإرهاب الدولي الإيراني، جعل إيران قريباً مستهدفة كمصدر للإرهاب ورأس الأفعى، مما جعلها محور التغيرات الكبيرة التي يُتوقع أن تحدث في الخارطة السياسية للشرق الأوسط.
إن نهاية هيمنة إيران في المنطقة، التي بدأت بالهجمات على المنظمات الإرهابية المدعومة من إيران وقطع أجنحة النظام، تمثل بداية مرحلة تهدف إلى إنهاء الاحتلال والعدوان والحكم الوسطي لإيران. يشمل ذلك اغتيال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي وتعيين مسعود بزشكيان رئيسًا جديدًا، وكذلك قتل إسماعيل هنية في أكثر مناطق إيران أمانًا. كل هذه الأحداث مترابطة وتكمل المعادلة ذاتها التي ستجر إيران إلى حرب ستنهي نظامها.
مع سقوط النظام الإيراني، سيضعف العراق وسوريا، وسيصبح الكورد في كوردستان الشرقية والجنوبية والغربية أحد القوى الرئيسة في المعادلات السياسية في المنطقة.
قد يكون سقوط النظام الإيراني فرصة تاريخية وهامة لتحرير أجزاء كردستان الأربعة. يجب على الأحزاب والحركات الكوردية أن تتخذ خطوات سريعة للعب دور إيجابي لصالح المصالح الوطنية الكوردية وتحويل الحرب العالمية الثالثة في الشرق الأوسط إلى فرصة مهمة لاستقلال وإقامة دولة كوردية. ستلعب الحرب في الشرق الأوسط، “الحرب العالمية الثالثة”، دورًا حاسمًا في الخارطة الجديدة للشرق الأوسط والقضية الكوردية، وكذلك مصير الشعوب الأخرى التي المحتلة أراضيها.
إن نتيجة الغزو الأمريكي للعراق وسوريا أدت إلى الفيدرالية في كردستان الجنوبية، وستكون النتيجة النهائية لهذه الحرب حاسمة للأمة الكوردية.