متابعة التآخي
أفاد وزير الزراعة الأردني خالد الحنيفات، بأن بلاده تعمل على استيراد محاصيل زراعية من اقليم كوردستان، كالبطاطا والثوم وغيرها، لتأمين حاجة الأردن من هذه المواد.
وقال خالد الحنيفات لشبكة رووداو الاعلامية إن هذه هي “زيارتي الأولى كوزير زراعة الى اقليم كوردستان، وهي جزء من جمهورية العراق الشقيق التي نحبها وبيننا الكثير من العلاقات على كافة المستويات”.
ووصف وزير الزراعة الأردني اقليم كوردستان بأنه “اقليم واعد ولديه الكثير من الامكانات على كافة المجالات، سواء الزراعي او الصناعي او التعليمي وكافة القطاعات في نهضة واضحة جداً”.
وأدناه نص المقابلة:
رووداو: ما هي نتائج زيارتكم ولقاءاتكم مع المسؤولين الكبار في إقليم كوردستان؟
خالد الحنيفات: هذه أول زيارة لي كوزير الزراعة إلى إقليم كوردستان وهي جزء من جمهورية العراق الشقيقة التي بيننا الكثير من العلاقات على كافة المستويات ومع كافة أطياف الفسيفساء العراقية وإقليم كوردستان إقليم واعد ولديه الكثير الإمكانات في كافة المجالات سواء الزراعية او الصناعية او التعليمية وكافة القطاعات في نهضة واضحة جداً لذلك لا بد من زيادة التواصل مع المسؤولين في هذا الإقليم، ولما ينعكس إيجاباً على تهيئة ارضية وبيئة مناسبة لعمل القطاع الخاص، وتشرفت في إقليم كوردستان بلقاء أفادني كثيراً مع السيد مسعود بارزاني، والسيد مسرور بارزاني، وأيضاً معالي الوزيرة بيكرد طالباني، وهذه الاجتماعات أفادتني على الصعيد السياسي وعلى القطاعي لقطاع الزراعة، ووقعنا مذكرة تفاهم هذه المذكرة من شأنها أن ترفع حجم التبادل التجاري ما بين الاردن وإقليم كوردستان، فعندما نتحدث عن حجم التبادل التجاري فهو متوراضع الآن للأسف، هذه الاتفاقية تعمل على زيادة التسهيلات، وعلى عمل تشبيك ما بين القطاع الخاص في الأردن وإقليم كوردستان، وبالتالي وجود مصالح مشتركة للقطاع الخاص سيؤدي إلى زيادة التبادل التجاري، كما نضم إلينا بعض مدراء الشركات من الأردن، ونأمل أن تكون هناك اتفاقيات لتوريد بعض المحاصيل التي نستوردها من الخارج مثل البطاطا والثوم في المستقبل من الممكن أن يكون لنا اتفاق لاستيراد منتجات القمح، البرغل، الجريش، ومن الممكن الطحين، لا ننسى أن نصدر كالادوية البيطرية والمبيدات وأيضاً الأسمدة، فالاردن متطورة وتصدر لكافة دول العالم، وبالتالي نؤسس للقاء قريب جداً بحضور معالي وزيرة الزراعة ووفد من المستثمرين من كوردستان ويكون نظرائهم من الأردن موجودين، وبالتالي نؤسس لشراكات حقيقية، وبالتالي زيادة التبادل التجاري.
تشرفت في إقليم كوردستان بلقاء أفادني كثيراً مع السيد مسعود بارزاني، والسيد مسرور بارزاني ، وهذه الاجتماعات أفادتني على الصعيد السياسي وعلى القطاعي لقطاع الزراعة، ووقعنا مذكرة تفاهم هذه المذكرة من شأنها أن ترفع حجم التبادل التجاري ما بين الاردن وإقليم كوردستان، فعندما نتحدث عن حجم التبادل التجاري فهو متواضع الآن للأسف، هذه الاتفاقية تعمل على زيادة التسهيلات، وعلى عمل تشبيك ما بين القطاع الخاص في الأردن وإقليم كوردستان
رووداو: الحنطة والبرغل كما ذكرت والثوم أيضاً من المواد التي ترغب الاردن استيرادها، لكن هل هناك كميات محددة ترغب الاردن من استيرادها من إقليم كوردستان؟
خالد الحنيفات: القطاع الزراعي في الأردن ناهض وواعد ونحاول قدر المستطاع في ظل الظروف المناخية ومواردنا المائية المتاحة أن نرفع نسبة الاكتفاء الذاتي من الإنتاج المحلي، في الأردن نسبة الاكتفاء الذاتي تقريباً 61% أي أننا ننتج 61% مما نستهلك وهذا في دولة الأفقر مائياً يعتبر إنجازاً حقيقياً أما الجانب الآخر هناك محاصيل في مواسم معينة فكان هناك نقصاً في البطاطا هذا العام وأيضاً الثوم وهذه نستوردها من اقرب الأسواق وأقرب المصار، وأعتقد ان إقليم كوردستان أقربها وهي أقرب للقلب حتى، هناك إمكانية من استيراد من 10 إلى 15 ألف طن من البطاطا، ومن 4-5 – 5 آلاف طن ثوم هذه ستكون أيضاً ستساعد القطاع الزراعي في كوردستان، وتعمل على الترويج للأصناف الزراعية التي من الممكن ان تدخل الأسواق الاردنية وبالتالي هي مطلوبة ومرغوبة لدى المواطن الأردني.
رووداو: كيف هي الحركة التجارية الآن بين الأردن وإقليم كوردستان؟
خالد الحنيفات: يوجد حركة تجارية لكنها لا تمثل حجم المحبة والود الذي لمسناه لدى أشقائنا في إقليم كوردستان، الحركة لا زالت في إطار ضيق، اعتقد ان هناك مجال لزيادتها ومضاعفتها إلى أضعاف الحجم الحالي، أعتقد ايضاً أن زيادة تبادل الزيارات على المستوى الرسمي والخاص ستعمل على إيجاد مصالح مشتركة للقطاع الخاص ونحن كقطاع عام او مسؤلين حكوميين وظيفتنا أن نهيأ الأرضية من خلال التسهيلات اللازمة للقطاعين الزراعيين سواء في عمان أو إقليم كوردستان.
رووداو: إقليم كوردستان لديه موقع مهم للربط مع تركيا ومن ثم مع الأسواق إلى أوروبا، هل لدى الأردن رغبة أو نية في تصدير منتجاتها خاصة الصناعية عبر العراق من خلال إقليم كوردستان إلى تركيا، ومن ثم إلى الدول الأوروبية؟
خالد الحنيفات: من أهم أجندات الزيارة علاوة على زيادة التبادل التجاري هو استغلال موقع إقليم كوردستان وخصوصاً معبر إبراهيم الخليل، والذي يشكل نافذة إلى أوروبا عبر تركيا او إلى شرق أوروبا إلى روسيا أو حتى إلى بعض الجمهوريات كجورجيا أو أذربيجان، وهناك عائق كبير جداً أمام حركة النقل والعبور إلى هذه الدول، واليوم نحن تقدمنا بطلب واضح وأعتقد انه يحتاج إلى قرار فيدرالي لزيادة التسهيلات وتسريع معاملة النقل الأردني عبر معبر زاخو لاننا نحن ننقل خضار وفاكهة ولا تستطيع ان تتحمل فترة طويلة، ووجدنا التجاوب، وسنؤسس لذلك من خلال ترتيب ما بين وزارة النقل في الأردن والمعنيين في النقل في إقليم كوردستان.
رووداو: كيف استقبل رئيس حكومة إقليم كوردستان هذه الفكرة لتسهيل نقل المنتجات الأردنية عبر إقليم كوردستان إلى الأسواق الأوروبية؟
خالد الحنيفات: لم يتم طرح أي ملف إلا ووجدنا التجاوب الكامل الذي يحمل الود والمحبة، وهو تعزيز للعلاقة التاريخية بين إقليم كوردستان والأردن، كما أننا نعي العلاقة التاريخية بين القيادة الهاشمية والقيادات التاريخية لإقليم كوردستان.
رووداو: هل تواجهون أي عقبات أو صعوبات من قبل الحكومة الاتحادية بشأن مشروع بنقل البضائع الأردنية عبر العراق ومن خلال إقليم كوردستان إلى الأسواق العالمية؟
خالد الحنيفات: العلاقة الأردنية العراقية تشهد الكثير من الإيجابية على كافة الصعد، سواء في القضايا التشريعية أو التجارية أو التصنيعية، وهناك زيارات متبادلة بين الأردن والعراق على أعلى المستويات، وهناك خطوات لإنشاء منظومة تكامل غذائي عربي من ضمنها العراق والأردن ومصر لإيجاد حلول ومواجهة تحديات الأمن الغذائي، وعلى الصعيد السياسي هناك انفتاح كامل متبادل وأي إشكاليات أو تحديات يمكن تجاوزها من خلال الجلوس ونقاشها وإيجاد حلول عملية لها.
رووداو: بعد إقليم كوردستان، هل لديكم النية لزيارة بغداد والتحاور مع المسوؤلين العراقيين؟
خالد الحنيفات: بلا شك، هناك تبادل للزيارات وتواصل على امتداد العام تقريباً، ولقاء لكافة المسؤولين سواء في النقل أو الزراعة أو الصناعة والتجارة أو حتى على مستوى دولة الرئيس أو مستوى جلالة الملك.
رووداو: رغم أن العراق يمتلك مساحة موقع جيدان من أجل الزراعة، لكنه يواجه مشكلة في الكهرباء، وهناك خطة للربط الكهربائي بين العراق والأردن، إلى أين وصل هذا المشروع؟
خالد الحنيفات: ملف الكهرباء ليس من الملفات التي تعنى بها وزارة الزراعة لكن هناك اتفاقيات تم تنفيذها الآن، ووصلنا إلى مرحلة تزويد العراق بالطاقة الكهربائية، وهناك تفاهمات واضحة جداً بهذا المجال تسعى إلى إحلال الطاقة الكهربائية الأردنية في مناطق غربي العراق، وقطعنا شوطاً لا بأس به في هذا المجال.
رووداو: كيف هو الواقع الزراعي في الأردن خلال الفترة الحالية؟
خالد الحنيفات: الأردن يعاني من تحديات كثيرة، سواء جيوسياسية أو قطاعية، وكلها تزيد التحديات أمام جميع القطاعات منها الزراعة، إذ إننا نصدر قطع سريعة العطب وعبارة عن مياه، لذا هي بحاجة إلى حدود إقليمية مفتوحة وحركة نقل مستدامة، لكن الظروف الإقليمية تنعكس على الحد من الصادرات الأردنية. الجانب الآخر هو التغير المناخي، الذي له أثر كبير جداً على دولة فقيرة بالمياه بالأصل، ونعد الدولة الأفقر مائياً، لكن بالرغم من ذلك فللأردن موازنة مائية تقدر بحوالي 1 مليار متر مكعب لكافة الاستخدامات، نصفها للزراعة منه 93% نستخدمه للمياه المدورة للزراعة المقيدة للأعلاف فقط، مقابل 300 مليون متر مكعب سنوياً ننتج حوالي 2.5 مليون طن وتصل صادراتنا إلى حوالي 100 دولة، ونحن نركز على القيمة المضافة العالمية للمنتجات الأردنية، ولدينا اكتفاء ذاتي بنسبة 61%، وتجاوزنا الاكتفاء الذاتي من أصناف الخضار 100%، واللحوم الحمراء 45%، واللحوم البيضاء 85%، وحليب وبيض المائدة 100%، فبالتالي هناك توظيف لكل قطرة ماء من خلال الحصاد المائي وتوظيف التكنولوجيا، الزراعة الحديثة والمائية، ونتقشف بالموارد المائية للحصول على أفضل إنتاج، لذا فإن للأردن تجربة ثرية بهذا المجال على مستوى البحث العلمي، ولدينا المركز الوطني للبحوث الزراعية وعرضنا كل تجاربنا وهي مسخّرة لأشقائنا في كوردستان.
رووداو: هل ناقشتم نقل هذه التجربة إلى إقليم كوردستان خاصة فيما يتعلق بترشيد استهلاك المياه؟
خالد الحنيفات: بلا أدنى شك. عرضنا استقبال وفد فني برئاسة وزيرة الزراعة بإقليم كوردستان، وسيكون الوفد قريباً في عمان إلى جانب وفد آخر استثماري، مع توفير كل ما استفدنا منه عبر الحاجة الحقيقية للمياه والتغيرات المناخية وزيادة في عدد طلبات اللجوء، كي تنعكس على القطاع الزراعي في كوردستان.
“من أهم أجندات زيارتي الى اربيل، علاوة على زيادة التبادل التجاري هو استغلال موقع إقليم كوردستان وخصوصاً معبر إبراهيم الخليل، والذي يشكل نافذة إلى أوروبا عبر تركيا او إلى شرق أوروبا إلى روسيا أو حتى إلى بعض الجمهوريات كجورجيا أو أذربيجان، وهناك عائق كبير جداً أمام حركة النقل والعبور إلى هذه الدول، واليوم نحن تقدمنا بطلب واضح وأعتقد انه يحتاج إلى قرار فيدرالي لزيادة التسهيلات وتسريع معاملة النقل الأردني عبر معبر زاخو لاننا نحن ننقل خضار وفاكهة ولا تستطيع ان تتحمل فترة طويلة”
رووداو: التغييرات المناخية لا تعترف بالحدود الدولية، فما هي نسبة التعاون بينكم وبين دول الجوار، خاصة مع العراق، لمواجهة أو تقليل من أضرار التغير المناخي؟
خالد الحنيفات: التغيرات المناخية أثرت على المنطقة والعالم، لكننا في الأردن الأكثر تأثراً لأنه لا يوجد لدينا مصادر مياه مستدامة، وبالتالي هناك تحد كبير جداً أمام الزراعة والأمن الغذائي، لذا نحاول في الوزارة الاستفادة من كل قطرة ماء، عبر توفير التكنولوجيا اللازمة لذلك، والحصاد المائي، المتمثل بتجميع مياه الأمطار مهما كانت شحيحة، ولدينا آليتان، الأولى محاولة إيجاد لكل بيت بئر جمع مياه بمنح من الوزارة أو الجهات الدولية، والثانية هي الحفائر والسدود الترابية في جميع محافظات المملكة وخاصة المناطق الصحراوية. هناك بعض الأصناف الموفرة للمياه، مثل أصناف القمح في كوردستان أو الأشجار، التي يمكننا الإستفادة منها في الأردن من خلال استيراد بعض الأصناف التي تكون كأفضل منتج لأقل كمية مياه، كذلك يوجد تعاون إقليمي بين الأردن والعراق وسوريا ولبنان في المجال الزراعي وتبادل الخبرات، والعمل على تأسيس رزنامة زراعية، تعمل على التكامل الغذائي، ونأمل أن تكون كوردستان ضمن هذه المنظومة لأننا نتعامل مع إقليم يمتلك طاقات وموارد متاحة كبيرة تعزز الأمن الغذائي في إقليم كوردستان والمنطقة.
رووداو: حسب معرفتي، فإن عائلة “الكوردي” هي أول من جلبت الجرار الزراعي إلى الأردن، هل لايزال الكورد الأردنيون يعملون في مجال الزراعة؟
خالد الحنيفات: نحن في الأردن، لدينا الجميع أردني، وأعتقد أن الأردني من أصل كوردي هو جزء من النسيج الأردني تحت المظلة الهاشمية. لدينا أشقاء ومواطنون أردنيون وصلوا إلى مواقع عالية في الدولة، سواء في رئاسة الوزراء أو مواقع أمنية وعسكرية ومدنية والقطاع الخاص، ولا يوجد فرق بين كوردي وغيره، ولدينا علاقات وثيقة أصلاً على مستوى القيادات التاريخية والقيادة الهاشمية في الأردن، ووجدت كل الترحيب والتقدير والاحترام والمحبة في كوردستان سواء من الحكيم الكبير، الزعيم كاك مسعود، أو من خلال تعاون وتضامن وتجاوب دولة رئيس الوزراء وحتى معالي وزيرة الزراعة ومن كافة من اجتمعت بهم حتى من القطاع الخاص، لذا كانت المحبة قد تجاوزت الحدود الرسمية والمجاملات.
رووداو: هل زرتم المناطق والحقول الزراعية في إقليم كوردستان، وكيف ترون الواقع الزراعي هناك؟
خالد الحنيفات: لدينا جولة إلى السليمانية ومنها إلى حلبجة، وتليها دهوك، للإطلاع على بعض المواقع الزراعية وسيكون معي بعض مديري شركات أردنية لمحاولة توقيع عقود مباشرة للتصدير إلى الأردن، وكذلك للاستيراد من الأردن في فترات معينة خلال موسم الشتاء مثلاً، أو بعض مدخلات الإنتاج كالأسمدة أو المبيدات أو الأدوية البيطرية، ومن الواضح أن هناك نقلة نوعية في قطاع الزراعة بكوردستان، من خلال نوعية المنتج وتصنيفه وجودته العاليين، والمعايير المتبعة في التصنيف الغذائي والتي تحقق استدامة هذا الإنتاج وتؤدي إلى وصوله لكافة أسواق العالم، وهذا شيء مهم جداً للأمن الغذائي وامتصاص الفائض من المنتج الزراعي وخلق فرص عمل، وآمل أن نتبادل كافة التجارب والسلع التي تشكل عنصراً أساسياً ومهماً في أمننا الغذائي بالمنطقة.
رووداو: قلت “أشعر هنا أنني في بيتي” وهذا دليل للعلاقة الوطيدة، ما سر العلاقة بين إقليم كوردستان والأردن؟
خالد الحنيفات: بيننا العديد من المشتركات التاريخية والدينية والإنسانية، ولدينا موروثاً أصيلاً في كل مواطن سواء أردني أو عراقي أو من أشقائنا الكورد في إقليم كوردستان، بالانطباع الإيجابي عن الآخر، وهذا يسهّل التواصل، ولمست في كل تعاملاتي ولقاءاتي واجتماعاتي على الصعيدين الرسمي والشعبي، الحب والتقدير والاحترام والود الزائد، وأنا من دعاة أن تكون تؤسس المشاعر والعواطف إلى مصالح، التي تستوجب منا رعايتها، وتوفير أرضية حقيقية من خلال الاتفاقيات والتشريعات لتسهيل التبادل التجاري ووجود المستثمرين والقطاع الخاص لزيادة حجم المحبة لترجمتها إلى مصالح على أرض الواقع.