شذى رحيم الصبيحي
الشيء صعب المنال نقولُ بأنَّه يبعدُ عنَّا الكثير من الأميال؛ فنحزنُ ونقابله بالإهمالِ وعدم المبالاةِ في هذا الشيء من جديد، فقد نخسر حينها حلمًا أخذ من عمرنا سنين؛ بسبب الجزع الضنين، ناسيِّن الصبر الذي أهداهُ لنا الرحمان..
فالصبر عزيزي القارئ هو عبارة عن خيطٍ قد يكون قصيرًا أم طويلًا؛ وذلك حسب تلبية المجيب لمَا تنتظر، ولهُ سمكٌ تحدده عزيمة البشرِّي والإصرار رغمَ كل شيء وعدم فقدان الرغبةِ فيه..
فإيمان المسلم هو من يتحكم في الصبر؛ لذلك يختلف صبر مسلم قوي الإيمان عن الضعيف…فهو أحد أمثلة الشجاعة كأن تصطَبِر علي إمتحانات الله لك بأملٍ أن تجتازها يومًا وتكون قد بلغتَ الفلاح راضٍ عن نفسك سعيد وخيرُ دليلٍ على هذا الكلام هوَ قال الله تعالى في سورة آل عمران: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.
فالصبِّر ليس التحمُّل فقط؛ بل أن تنظرَ لِشيءٍ حدوثهُ أشبه بالمستحيل وتتذكر هذهِ الأية القرآنية {وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} فتستبشر بإبتسامةٍ وتقول: هو ربُّ المعجزات وإن قال لشيءٍ كن فيكون، فكيف لي ألا أطلبَ منه تحقيق ما أريد؟..وليكن بعلمك أيضًا؛ فالصبر نوعان أن تصبرَ على شيءٍ تحب أو على شيءٍ أنتَ تشمَئِز؛ منه ففي كلا الحالتين تنالُ ثوابًا عظيم..
وعلى الرغم أنَّه من الأشياء صعبة التنفيذ كالصبر عن الأكل في شهر رمضان الكريم ألا وأنه يعودُ علينا بفوائدٍ جمَا على الصحة بإثباتٍ من العلمِ الحديث وغيرها هذا المثال كثير..
في الختام عزيزي القارئ اعلم بأنَّ الحزنُ والفرحُ أخوةٌ مُتحابين، يظهرُ الأول منهم -الحزن- ويؤدي وظيفتهُ على اكملِ وجهٍ سعيد، ومن ثمَّ يختفي وبقصدهِ أيضًا؛ ليظهُرَ أخاهُ -الفرح- ويثبت لأخيهِ التوأم بأن -لا شيءٍ على حالهِ، فقد حان وقت التبديل- فيقومُ هذا الشَقِي بواجبهِ دون تقصير… انتظروا أخ الذي تعيشونهُ؛ فكلاهما ولِدَ من صبرٍ جميل!