سردار علي سنجاري
منذ توليه منصب رئيس الوزراء في حكومة اقليم كوردستان والكثيرين الذين لم يروق لهم جديته ونزاهته من الأصدقاء والأعداء بدأوا في خلق العديد من الأزمات التي كان غايتها افشال مسيرته السياسية وخططه الاقتصادية والتنموية.
مسرور بارزاني الذي ترعرع في كنف عائلة مناضلة قدمت التضحيات الكبيرة من اجل قضية الامة الكوردية لم يستبعد تلك الهجمات التي طالت شخصه ولم يلتفت اليها لأنه على يقين ان تلك الفقاعات التي لم تعد قادرة على مواجهة الواقع الدولي والإقليمي والازمات الداخلية سواء على المستوى الداخلي للإقليم وما نلمسه من عداء واضح لمسيرة الحزب الديموقراطي الكوردستاني وعائلة البارزاني من قبل بعض الأحزاب السياسية في الاقليم او من قبل القوى السياسية العراقية المهيمنة على القرار السياسي العراقي في التعامل اللاإنساني مع الشعب الكوردي ومحاولة تلك القوى سواء الداخلية او المحلية من الضغط الشعبي على مسيرة الإصلاح التي تبناها السيد مسرور البارزاني منذ توليه الرئاسة والتي أزعجت الكثيرين ممن كانت لديهم الطموح في الوصول إلى الثراء الغير مشروع من خلال مواقعهم السياسية او الإدارية.
ان عملية الإصلاح في اي دولة او حكومة تحتاج الى بناء مؤسسات ذات مصداقية عالية تعمل ضمن منظومة متكاملة من القوانين والتشريعات التي تنظم عملية البناء والتنمية وهذه المؤسسات تحتاج إلى فترة زمنية من اجل تحقيق أهدافها وبالأخص في المجتمعات التي تعاني من مشاكل الفساد بأنواعه المختلفة. لذا كانت رؤية السيد مسرور البارزاني في أن يتم تحقيق التوازن في العمل السياسي والاقتصادي والاجتماعي مع الحفاظ على الاستقرار الأمني والاجتماعي والاقتصادي في الاقليم والمضي قدما نحو التنمية الشاملة والمستدامة التي تحقق للمواطن الحياة الكريمة وتحقيق العدالة والمساواة رؤية مستقبلية تحتاج إلى دعم من كافة الجهات المعنية بما في ذلك المجتمع المحلي والدولي.
الفساد الذي انتشر بشكل غير مسبوق في السنوات الأخيرة ترك آثار سلبية على كل جانب من جوانب المجتمع حيث يتشابك تشابكا وثيقا مع الصراعات والاضطرابات مما يهدد التنمية الاجتماعية والاقتصادية ويقوض أسس المؤسسات الديمقراطية وسيادة القانون.
وهنا جاءت أهمية دور المؤسسات في التعامل مع هذه الآفة التي لا يمكن تجاوزها إلا من خلال برنامج متكامل يحقق الإصلاح ويضمن الاستقرار والأمن وهذه المهام ليست سهلة ولا تتحقق بين ليلة وضحاها. لذا حاول بعض صبية السياسة ان ينالوا من إنجازات السيد مسرور البارزاني وشخصه الذي لم يكن هدفه المنصب فهو في القاموس السياسي والاجتماعي اكبر من كل المناصب ويعتز بمنصبه الذي ترعرع عليه كبيشمركة في صفوف الحزب الديموقراطي الكوردستاني والثورة الكوردية انما كان هدفه إن يبحث للإقليم عن مكانة تليق بنضال شعبه وتضحياته وان تستمر مسيرة البناء والازدهار التي بدءها فخامة الرئيس نيجيرفان البارزاني والتي جاءت في ظروف استثنائية تحولت فيها منطقة كوردستان من رماد سبّبته طيش الحكومات العراقية المتعاقبة والحروب والدمار الذي لحق بمنطقة كوردستان إلى واحة مزدهرة وإقليم سرّ الناظرين والأصدقاء وأدهش الاعداء وإغاضتهم وان يمنع الفساد الذي اخذ بالانتشار بسبب المتغيرات السياسية في المنطقة بعد سقوط النظام الصدامي البائد وتعزيز الشفافية وتقوية المؤسسات الذي يجد فيه انه امر بالغ الأهمية إذا أريد تحقيق الغايات المتوخاة في أهداف التنمية المستدامة وتعزيز مكانة الاقليم سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وثقافيا مع الحفاظ على الثوابت الوطنية التي لا يمكن المساومة عليها.
لقد حاول السيد مسرور البارزاني بذل الجهود الممكنة في تعزيز المؤسسات واحترام سيادة القانون وهو من عرف عنه رجل صارم في اتخاذ الإجراءات لكل من يحاول مخالفة القانون والمس بحقوق الآخرين والمساواة في المعاملة في إطار القانون مما يعزز النهج الديمقراطي وتعزيز المساءلة وكذلك كان من ضمن برنامجه الملموس القضاء على المحسوبية واستغلال النفوذ في الدولة التي وجد فيها اداة مدمرة في الأنظمة السياسية والاقتصادية وذلك من خلال العمل على مساندة آليات تأصيل المساءلة أمام العامة . وما اللقاءات المتكررة التي قام بها مع فئات مختلفة من المجتمع المدني والاستماع إلى آراء المواطنين الذين ابدوا الرأي بكل صراحة ووضوح واخذت تلك الاراء بجدية وتم العمل على الكثير منها ونفذت العديد من المشاريع التي تم تداولها في تلك اللقاءات إلا خطوة من الخطوات الرؤية الشاملة.
ان المسيرة الاقتصادية و التنمية البشرية التي شهدتها كوردستان في السنوات الاخيرة لم تروق للبعض ممن طغت عليهم فكرة الشوفينية والنظرة الضيقة للشعب الكوردي الذي اثبت و بحكمة قادته ومنهم السيد مسرور البارزاني على ان لو اتيحت الفرص امام الشعب الكوردي في بناء الدول لكانوا خير الامم لفعل ذلك . وما تشهده مدن كوردستان من تقدم وتطور وازدهار خير دليل على ذلك .
لقد تعرضت عائلة البارزاني للكثير من الهجمات التي استهدفت مسيرتهم النضالية من أطراف عديدة ولكن لم تفلح اي من تلك المحاولات لان القيم والمبادئ الوطنية والقومية التي تحملها تلك العائلة المناضلة والتضحيات الجسام التي قدمتها جعلتهم دوما في الواجهة الأمامية للشعب الكوردي .