التآخي – ناهي العامري
برعاية وزير الثقافة والسياحة والآثار الدكتور أحمد فكاك البدراني، وباشراف وكيل الوزارة لشؤون الكتاب والنشر الدكتور نوفل أبو رغيف، أقامت دار الثقافة والنشر الكوردية ندوة ثقافية بعنوان ( الاعلام وقضايا التغير المناخي .. المسؤولية والتحديات)، باستضافة المحاضرة الدكتورة فرح صابر ، التي بدأت محاضرتها عن دور الاعلام البيئي في خلق الوعي الاجتماعي، بمشاكل البيئة وقضايا التغير المناخي.
جاء فيها: تؤدي وسائل الاعلام دورا حيويا ومؤثرا في تسليط الضوء على قضايا التغير المناخي التي باتت من أكثر قضايا والاجندة الدولية الحاحاً لايجاد حلول ناجعة لإنقاذ البشرية، كما تسهم وسائل الإعلام ايضاً في تشكيل الوعي العام العالمي بيئياً، وتشجع السلطات الرسمية على اتخاذ التدابير لحماية البيئة ومواجهة التغير المناخي، من خلال نشر معلومات حول التحديات والتأثيرات المحتملة للتغير المناخي وهو ما يزيد وعي المجتمع باهمية الحفاظ على البيئة وتحفيز الافراد على اتخاذ اجراءات منفردة احيانا للحد من تأثيرهم البيئي.
واضافت صابر: لا يتوقف دور الاعلام عند هذا الحد، بل يعد اداة وصوتا قوياً للمناداة باتخاذ اجراءات بيئية اكثر فعالية، الى جانب الاسهام فى التحفيز على اجراء البحوث المتعلقة بتأثيرات التغير المناخي، حيث ان الاعلام يؤدي دورا مهما وضروريا لايصال أراء الخبراء الى الجمهور المستهدف بكل الوسائل وإبقائهم على اطلاع مستمر باحدث مبادرات صناع القرار والمعنيين للحد من التغيرات المناخية، والارتقاء بجودة الهواء والحفاظ على البيئة.
بعد ذلك عرجت صابر الى نشاة الاعلام البيئي، وقالت: بداية ظهور مصطلح الاعلام البيئي في مطلع سبعينات القرن الماضي، تحديدا منذ المؤتمر العالمي للبيئة البشرية الذي انعقد في ستوكهولم عام ١٩٧٢ الذي أكد على الحق في الاعلام البيئي باعتبار أن لكل انسان دون تمييز الحق في ان يعرف الابناء والمعلومات المتعلقة بالبيئة، ثم أكد مؤتمر (ريودي جانيرو) ١٩٩٢ في توصياته على اهمية وسائل الاعلام في الترويج لقضايا البيئة وحمايتها من مخاطر التلوث البيئي. وقد زاد اهتمام وسائل الإعلام العالمية بالقضايا البيئية نتيجة لانتشار التلوث والكوارث البيئية التي طرأت خلال السبعينيات والثمانينات، مثل تحطم ناقلة النفط (اموكوكانديس) عام ١٩٧٨، وحادثة المفاعل النووي في (ثري مايل ايلند) وانفجار بئر النفط في خليج المكسيك عام ١٩٧٩ وانفجار مفاعل (تشرنوبل) عام ١٩٨٦.
واضافت صابر: في هذآ الإطار يعرف الاعلام البيئي بأنه الاعلام الذي يسعى الى تحقيق أغراض حماية البيئة من خلال وضع خطة إعلامية على اسس علمية سليمة تستخدم فيها وسائل الاعلام وتخاطب مجموعة واسعة من الناس، ويتم اثناء هذه الخطة وبعدها تقويم اداء هذه الوسائل ومدى تحقيق الاهداف البيئية، كما يعرف بانه اداة تعمل على توضيح المفاهيم البيئية والرقي بالوعي البيئي، وبناء او فهم الظروف المحيطة، وأحداث تأثير في المستقبل من خلال التخطيط الاعلامي المسبق للأهداف المرجوة من الطرح الاعلامي البيئي.